زهير عبد القادر
حدثني صديقي الحاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة بون العريقة في الهندسة المعمارية عن رغبته الاكيدة بالزواج…وعن الاتصالات التي اجراها مع عائلته في عمان والطلب منهم البحث له عن شريكة الحياة…ودفعني فضولي الاعلامي ان اطرح عليه السؤال عن مواصفات فتاة احلامة،فأجابني ان تكون صغيرة السن متوسطة الجمال وحاصلة على شهادة التوجيهي…الرجل يحمل الدكتوراة في الهندسة ويبحث عن فتاة لايزيد مستواها العلمي عن حصولها على التوجيهي…وددت ان اداعبه واقول له صديقي انا اعرف بعض السيدات المهندسات ممن يحملن الدكتوراة…فما رأيك بواحدة منهن…تغير وجهه فجأة وقال لي حرفيا لا (يا خوي انا بدي واحدة احكمها وتمشي زي ما بدي…ما بدي واحدة تغلبني)…حديث صاحبي هذا دفعني لمراقبة هذه الظاهرة الغريبة وهي خوف الشباب في مجتمعاتنا العربية من المرأة الحاصلة على شهادة علمية عالية او تتبوء منصبا رفيعا في الدولة او القطاع الخاص او المجال الاعلامي مثلا…الشاب يتردد كثيرا وقد يخشى ان يتقدم للزواج من محامية مشهورة مثلا اومذيعة تلفزيون معروفة او استاذة جامعية او حاملة رتبة عسكرية عالية او طبيبة مشهورة …ويفضلها ان تكون اقل منه علما ووظيفة واصغرمنه سنا ومكانة اجتماعية….حتى يبقى هو المسيطر وصاحب الكلمة في البيت على حد تعبير العديد من الشباب الذين التقيتهم وطرحت عليهم السؤال عن مواصفات شريكة حياتهم …
،،،،،، في الغرب هذه المشكلة محسومة….فتراها محامية مشهورة او طبيبة معروفة او استاذة جامعة وزوجها على قدر بسيط من العلم او المكانة الاجتماعية…فهناك عاملان مهمان في اختيار شريك الحياة اولهما الحب والتفاهم وثانيهما ثقافة شريك الحياة حيث ان الثقافة تحتلف عن التعليم فقد يكون الشخص متعلما ويحمل الشهادات العلمية العليا ومتفوق في تخصصه ،ولكنه غير مثقف ثقافة عامة.ومن جهة اخرى يرى الانسان الغربي ان الزواج علاقة شراكة تنتج عن التفاهم والحب الصادق والوفاء والاخلاص وقائم على الاحترام المتبادل والرأي والرأي الاخر وعلى كل منهما حقوق على الاخر وواجبات نحوه…والزواج لا يعني لهم في الغرب حلبة مصارعة…يخرج منها المنتصر والمهزوم…او معسكر جيش فيه القائد الذي يعطي الاوامر والجندي الذي ينفذها…الزواج هناك تفاهم وحب وفاء وقناعات بالاخر…ومن المهم هنا ان نشير الى ان المركز او المنصب الوظيفي ينظر اليه كسلم وظيفي وخبرة وليس كقوة وسيطرة على الاخرين وبريستيج لأظهار قوتهم وفروستهم ورجولتهم على الاخرين من الاقارب والجيران والاصدقاء…الوظيفة تمارس فقط في اوقات العمل الرسمي وفي المؤسسة او الدائرة او المكتب او العيادة التي يعمل بها الفر…وعند انتهاء العمل يعود الجميع الى منازلهم ويبدلون ملابس العمل الرسمية بملابس عادية …ويجلسون في بيوتهم مع عائلاتهم ،واولادهم واصدقائهم براحة واستقرار…فلا احد يهدد احدا بمنصبه ومدى نفوذه…فالكل امام القانون سواء…اما في منازلهم فثقوا ان لا الزوجة ولا الزوج يطلب من الاخر شهادته العلمية…الحب والتفاهم واحترام الاخر هي مقومات الاسرة الناجحة.
،،،،،،، فلا تخافوا ايها الشباب من المرأة المتفوقة علميا واجتماعيا واقتصاديا لأنها في نهاية المطاف تبحث عن رجل يفهمها ويسعدها ويحبها…صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com