لم يختلف المشهد كثيرا أمام منزل رئيس الوزراء السابق عون الخصاونة خلال الأيام الثلاثة التي تلت استقالته، عن ذلك المشهد الذي اعقب تكليفه بتشكيل الحكومة قبل ستة اشهر، وان خَفّت وتيرته بعض الشيء.
على غير العادة التي يتسم بها وداع مسؤول واستقبال الوافد، والتي جرى العرف بها على أن يتهافت المرحبين على منزل القادم متجاهلين الراحل، وجد الخصاونة زوارا كثر رغم خروجه مستقيلا فازدحم الشارع أمام المنزل بالسيارات، وضاقت المقاعد بعدد الضيوف
“عمان نت” التي زارت منزل الرئيس السابق، رصدت العديد من الحوارات، التي تراوحت بين الحديث عن ما انجزه الخصاونة وما سينجزه الرئيس المكلف فايز الطراونة، حتى أن كلاما وجه للرئيس فيه عتب على تضحيته بمنصبه في محكمة العدل الدولية، عند قبوله بمنصب رئيس الوزراء خدمة للبلد.
هو العتب، الذي عبر عنه الخصاونة في رسالة الاستقالة التي أشار فيه إلى تضحيته بمنصبه، غير نادم.
الخصاونة وبعد أن طارده شعار “لا هاي ولاهاي” في الشارع المحتج، عاد الشعار ليطارده في منزله من قبل الزوار وان كان في إطار المداعبة التي ابتسم لها الرئيس.
شعار انطبق، فالخصاونة لن يعود إلى لاهاي، والمفارقة أن المحكمة انتخبت عضوا بديلا له يوم الجمعة الماضية، إي بعد يوم واحد من تقديمه لاستقالته المفاجئة.
الخصاونة الذي اتهم بمحاباة الإسلاميين، قد تكون الزيارة إلى بيته وسيلة لإثبات التهمة، حيث غلب على الزوار شخصيات محسوبة على التيار الإسلامي.
المفارقة بين زيارات التي تلت تكليف الخصاونة والزيارات التي تلت استقاله، أن الأخير كان اكثر تحررا من دبلوماسية الشكل والطرح، فجلس الرئيس المستقيل دون بدلة رسمية واسهب في الحديث الودي البعيد عن الوعود والتفاهمات.
الرئيس السابق الذي تحدث عن مستقبل البلاد والإصلاح، وعد “عمان نت” مساء الاثنين بمقابلة صحفية شاملة، وحدد موعدها صباح الثلاثاء، قبل أن يعود للاعتذار عنها بشكل عصبي، الخصاونة قال مبررا اعتذاره ” لا أريد الخوض في هذا القرف، الناس عارفين الصحيح لوحدهم”.
لدى الخصاونة حكايات طويلة جدا عن حكومة عمرها قصير جدا، لربما لم يحن الوقت للحديث ولربما طلب منه عدم الحديث لحساسية الظرف السياسي الذي تعيشه المملكة.