أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في JO1R FORUM | منتديات شباب و صبايا الأردن، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

نظرة هادئة لموضوع زيارة القدس

تختلط العاطفة بالسياسة والفتاوى الدينية عند الحديث عن زيارة القدس لمن هم من غير الحاملين لهويات مقدسية، ولكن الأمر يحتاج إلى تحليل هادئ ومنطقي بعيداً



30-04-2012 12:41 مساءً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 17-10-2011
رقم العضوية : 47,196
المشاركات : 7,158
الجنس :
قوة السمعة : 429,526,866
تختلط العاطفة بالسياسة والفتاوى الدينية عند الحديث عن زيارة القدس لمن هم من غير الحاملين لهويات مقدسية، ولكن الأمر يحتاج إلى تحليل هادئ ومنطقي بعيداً عن التخوين والتكفير وإلصاق عبارات رنانة مثل مطبع أو غير مطبع.

بادئ ذي بدء، ينطلق كل من له موقف من زيارة القدس من مبدأ سياسي رافض للاحتلال ورافض لتقديم أية هدية للمحتل الإسرائيلي خاصة في مجال الاعتراف بضم إسرائيل للقدس الشرقية وتهوديها للقدس الشريف. إذا كان هذا منطلق الجميع فإن الحوار يكون منحصراً في ما إذا كانت الزيارة تساهم أو تضر بالقبضة الإسرائيلية الشرسة على القدس وأهلها والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

يجمع كل من له معرفة بشؤون الاحتلال والتهويد أن تحرير القدس يتطلب إما حلاً عسكرياً أو حلاً سياسياً / شعبياً.

في غياب التحرير العسكري للقدس يكون التركيز على الجانب السياسي/الشعبي. ففي المجال السياسي فإن أروقة الأمم المتحدة وباقي المحافل الدولية والعواصم العالمية بما فيها واشنطن متفقة على رفض الضم الإسرائيلي للقدس ومحاولات التهويد. وينعكس ذلك في عدم وجود أية سفارة أجنبية في القدس رغم إصرار إسرائيل أن القدس عاصمتها.

ولكن الموضوع السياسي ليس مختصراً على ما يحدث في أروقة الأمم المتحدة. فالجانب الإسرائيلي يحاول جاهداً تحويل القدس إلى مدينة محتكرة دينياً لليهود فيما يضع العراقيل أمام رجال الدين والمؤسسات الإسلامية والمسيحية. ومن هنا، فإن محاولات التهويد للقدس يجب مجابهتها بخطة متعددة الأشكال والأطراف تهدف من ناحية إلى منع أو حصر الاحتكار اليهودي وفي نفس الوقت تعمل على الأرض في القدس لتعزيز أهمية القدس إسلامياً ومسيحياً. وفي هذا المجال، لا ينفع اختصار ذلك في مؤتمرات تعقد في الخارج بل المطلوب حركة فكرية دينية ثقافية تعددية تضع حداً لتلك المحاولات الإسرائيلية.

وفي ظل غياب الحسم العسكري وانتصار التحرك السياسي يبقى العنصر الشعبي محكاً هاماً وفعالاً في الصراع حول القدس وهويتها القومية. وفي الصراع الشعبي حول القدس وعروبتها فعلينا معرفة ما هو رأي المقدسيين العرب في أفضل طريقة لدعم التواجد الفلسطيني في القدس. وتزداد المطالب بدعم التواجد المقدسي مع ازدياد وشراسة محاولات إسرائيل تهويد القدس الشرقية وترحيل أهلها الفلسطينيين مسلمين كانوا أم مسيحيين.

وفي البحث عن رأي أهل القدس غالبا ما يتم الاستشهاد بأقوال أحد أهم زعماء القدس المعاصرين فيصل الحسيني الذي دعا في أكثر من مناسبة العرب والمسلمين لزيارة القدس الشريف. وكان المرحوم الحسيني قد رد على من يدعي ان الزيارة أمر خاطئ بعبارته المشهورة إن زيارة السجين ليست بأية حال اعترافاً بالسجان او دعماً له. وقد كرر تلك العبارة الرئيس محمود عباس في مؤتمر نصرة القدس والذي انعقد في الدوحة مؤخراً. وقد لاقت تصريحات الرئيس أبو مازن ترحيباً واسعاً في أواسط الفلسطينيين عموماً وأهل القدس خصوصاً مما يعني أن هناك إجماعاً حول ضرورة زيارة المسجونين في القدس الشريف.

أما في مجال دعم البقاء والصمود إضافة للدعم السياسي (وهو كما أسلفنا موجود) فإن المطلوب هو الدعم المالي والمعنوي. كل التصريحات والخطابات والأقوال حول الصمود لا تنفع عائلة فلسطينية مهددة برزقها أو بيتها.

أقل ما يمكن أن يقوم به أي متضامن مع القـــــدس وعروبتــــها في تقوية الوجود الفلسطيني في القدس هو العمل مع الجهات الفلسطينية لتوفير سكن كريم ولضمان وجود عمل من خلال دعم الاقتصاد الفلسطيني.

‘كما لا بد من الإشارة إلى دعم الحركات الفكرية والفنية كما قال السيد المسيح ‘ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان. ‘

إن الصراع حول القدس هو صراع وجود وبقاء ويجب ألا يتم فقدان هذه البوصلة في خضم المزايدات والتي لا تأخذ بعين الاعتبار رغبات سكان القدس الفلسطينيين. ففي مراجعة سريعة لمعظم البيانات والمقالات التي تحدثت عن موضوع زيارة القدس لم يتم ذكر الا القليل عما يريده أهلنا وما يعتبرونه الجواب للسؤال حول الزيارة أو عدمها.

وهناك أيضاً تساؤل يدور حوله نقاش واسع في الخارج رغم أن أهل القدس يعتبرونه ثانوياً.

هناك حوارت معمقة ولكنها غير منطقية حول ما اذا كان الزائر سيضطر الى الحصول على تأشيرة إسرائيلية أم لا. فالفلسطينيون الذين يضطرون يومياً إبراز الهوية الإسرائيلية على نقاط التفتيش المنتشرة في كل مكان يعتبرون أن الحديث في هذا التفصيل الضيق ليس مفيداً أو منطقياً. ما دام الاحتلال الإسرائيلي موجوداً ولغاية انتهائه فإنه من المستحيل دخول فلسطين أو زيارة أية مدينة فلسطينية دون موافقة الاحتلال. ولقد مر 46 عاماً على الاحتلال ولن يؤثر كثيراً على الاحتلال ما اذا حصل زائر على سمة دخول ام لا؟ يعتبر الكثيرون من أبناء القدس أن الكلام عن الحصول على تأشيرة إسرائيلية للزائر نظرة أنانية للشخص وليس لهدف الزيارة والتي يجب ان تكون محور النقاش.

إلا أن هناك أمراً يصيب فيه من يعارض زيارة القدس وهو كيف يتصرف من يزور فلسطين التاريخية من ناحية أين يقيم وأين يأكل وما يزور. فلا شك ان زيارة القدس ليست أمراً سهلاً ويجب أن تتم من خلال أطر معينة وتحت شروط متفق عليها. مثلاً، هناك ضرورة أن تكون الزيارة نافعة للاقتصاد الفلسطيني وليس لاقتصاد الاحتلال. ويتحقق ذلك بأن يتم المبيت والأكل في منشآت فلسطينية. وقد كان هذا لب حملة يقوم بها أهلنا في مناطق الجليل والمثلث الذين يزورون القدس ويقومون بالتعامل الاقتصادي في مرافقها الفلسطينية.

قد يكون من المفيد وضع أسس لزيارة فلسطين وقد يكون أحدها ان تتم الزيارة بناء على دعوة من جهة فلسطينية معروفة، أي أن يأتي الزائر كضيف مدعو لمؤسسة وطنية دينية كانت أو علمانية. فالاتزام بدعوة مؤسسة فلسطينية سيضمن الفائدة الكبرى من الزيارة ألا وهي إظهار التعاطف الحقيقي، ويمنع في نفس الوقت إمكانية استغلال الزيارة والابتعاد عن الأهداف المرجوة لها بحيث لا تصبح الزيارات مجرد فرصة لزيارة إسرائيل بل أن تكون مخصصة للتعاطف والتضامن مع الفلسطينيين. وفي تحديد مثل هذا (أي أن تكون الزيارة بناء على دعوة وليست مفتوحة) يمكن تحديد من هو الزائر الذي هدفه التطبيع مع الاحتلال ومن هو الذي يهدف فعلاً الى التضامن والتعاطف مع أبناء الشعب المحتل.

إن وضع القدس مزرٍ ومزرٍ للغاية بسبب عمليات التهويد المستمرة والمتسارعة. لقد مر وقت طويل وشبع أهل القدس من الوعود بالتحرير والدعم. المطلوب الآن هو التجاوب مع الدعوة الصادقة التي أطلقها الرئيس الفلسطيني والتي أيدها أهل فلسطين بضرورة أن يزور القدس المحاصرة أهل المتضامنين معها. طبعاً لكل محاولة تغيير إيجابيات وسلبيات ولكن لسان حال من هم تحت عصا الاحتلال تشير إلى أن الإيجابيات تفوق بكثير السلبيات. فأهلاً وسهلاً بالعرب والمسلمين في القدس بشرط أن يتم ترتيب الزيارات من خلال دعوات مؤسسات فلسطينية معروفة ومشهود لها.
توقيع :مراسل عمان نت
13188403881

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد




الكلمات الدلالية
لا يوجد كلمات دلالية ..









الساعة الآن 02:52 AM