سبعة كيلو تفاؤل
زينب علي البحراني
يتعاطف معك الناس ستجد أكثرهم يتجنبون الحديث معك منصرفين إلى أشخاص أكثر تفاؤلاً،أو على الأقل؛ أكثر مقدرة على ادّعاء التفاؤل، فتكره نفسك وغيرك، ولا ترى إلا غيومالسواد في سماوات حياتك، وضباب الإحباط
الذي يحجب عن بصيرتك الطريق إلى تلك الفرصالتي قال عنها نجم الصحافة الفرنسيّة برنارد بيفوت: "المتشائم هو من يحوّل فرصه إلى عقبات، والمتفائل هومن يحوّل عقباته إلى فرص". تذكّر أنك أنت سيّد نفسك، مالك
زمام أمرك، ومُدير ذاتك، وليس لأيظروف خارجيّة - مهما تجبّرت بصعوباتها على أحاسيسك- أن تطفئ ثقتك بكيانك وقدراتكوحُريّة روحك التي صنعها أعظم الخالقين. اصنع فرصك بنفسك ولا تنتظر مساعدة بشريعيشون
حكاية كفاحهم اليومي الخاص الذي قد لا تعرف شيئا عن الأوجاع الدائرة وراءكواليسه، وتأكد بأن الحياة لا تبذر فرصها مجانا على المتشائمين والكسالىوالمتخاذلين. لا تلتفت بنظرة حسد لأولئك الذين يبدو أن "الحظ" المطلق
قدوقع عقد خدمة مؤبدة بين أيديهم، بل دقق النظر في حكايات أولئك الذين صنعوا أمجادهمبالجهد، والأمل، وقبل كل هذا الثقة برب العالمين.
لا تؤجّل تفاؤل اليوم إلى الغد، إذ من يدري؛ قد يلحقالتفاؤل بركب المنظومة التجارية ليُباع ويُشترى، وتدركه أزمة التضخم، ويغدو ثمنكيلوجرام التفاؤل بسعر سبعة أو سبعين، فتندم على تفريطك في ساعات التفاؤل المجاني
التي نعيشها اليوم، وتبلعك عندها هاوية اليأس بثقبها المعتم إلى الأبد.
للتواصُل معالكاتبة عبر تويتر:
Twitter @zainabahrani