مة من يؤكد أن المرشح الاشتراكي هولاند لن يكون احسن حالا من ساركوزي فيما لو صحت التوقعات حول وصوله إلى رئاسة الجمهورية الفرنسية في الشهر القادم. فرنسا هي الملعب الاميركي الذي لن يتغير اداؤها فيه مهما تغيرت وجوه رؤسائه، وكذلك الحال مع بقية أوروبا .. لن يسمح الاميركي بظهور استقلالية في القرار الاوروبي أو في الموقف من قضايا المنطقة وخصوصا من سوريا على وجه التحديد. فلقد مضى الزمن الذي كانت فيه اوروبا تشكل قارة مسموعة ومؤثرة، صارت بالفعل عجوزا قياسا بالنمر الأميركي الفاعل في العالم إلى حين أيضا، فتصبح أنيابه بعدها من ورق.
ليس هنالك ما يسر اذن في الانتخابات الفرنسية الرئاسية طالما ان الفرنسي تحول إلى رقم اميركي معتبر. هي ليست نهاية فرنسا ولن تكون، بل هي اشتقاق نابع من حجم القوى التي تسيطر على العالم ويبدو فيها الاميركي الأقوى والأكثر تأثيرا في شتى السياسات .. حتى قيل في الآونة الأخيرة انه لا يسمع كثيرا حتى للروسي الذي يحاول الوصول معه إلى اتفاق حول قضايا عالمية، تماما كما كان يحصل ابان الحرب الباردة. واذ يرتب الروسي أوراقه لتاريخ اللقاء بين الرئيس الروسي القادم بوتين لاستلام الرئاسة في السابع من مايو القادم والرئيس الاميركي أوباما في الرابع والعشرين من مايو، فلا دلالة حتى الآن على ان الاميركي يصغي لذلك التاريخ ويعتبره من الأيام التي عليه ان يوقع على اتفاق ليس لتقاسم النفوذ في العالم، بل حتى الاعتراف بأن الروسي عاد إلى قواعده السابقة ولو بمساحة جغرافية أقل لكن قوته الاستراتيجية تجعله في هذا الموقع.
فرنسا اذن تنتظر الشهر القادم لتقدم عرضها السخي حول رئيسها المقبل، واذا كان رئيسها الحالي ساركوزي قد اعرب عن انه تعرض لمؤامرة كما قال بعض الرؤساء العرب الذين خرجوا من مواقعهم أو أخرجوا عنوة، فإنه قد يكون الرئيس الذي هوى لشدة الملاحظات التي لاحقته على المستوى الشعبي، لكن السؤال الملح: هل يستفيد العرب من الرئيس الفرنسي القادم هولاند، وتحديدا سوريا، أم اننا سنكون على موعد واحد عنوانه” ذهب الرئيس، عاش الرئيس “أي لا فرق بين الراحل والقادم، كما لا فرق بين الجمهورية الفرنسية التي قدمت انموذجا للتدخل في ليبيا وغيرها، وبين من ينتظر ان يقدم عرضا مختلفا في سوريا. كلام سابق لأوانه، لكن الاعتقاد الجازم ان ليس هنالك فرنسا حرة كي تقرر، كما ان الوحدة الأوروبية التي عرابها الفرنسي لن تكون احسن حالا مع أي جديد.
هو التاريخ، بعضه كتب، وبعضه ينتظر الكتابة، ولكن المستقبل ليس ضمانة لما كان كتب ولما سيكتب.