طالب والد الطفلة رجاء الدلكي (13) عاما وزارة الصحة بفتح تحقيق رسمي بالتقصير الذي حدث في مستشفى الأميرة بسمة في اربد وكاد أن يودي بحياة طفلته.
ودعا الدلكي خلال زيارته أمس ل «الدستور» في اربد الى إعلان نتائج هذا التحقيق على الملأ وتحميل المقصرين المسؤولية الكاملة لمعاناته وأفراد أسرته التي استمرت حوالي أسبوعين وألحقت بهم أضرارا نفسية ومادية كبيرة ، وتكبد نتيجة ذلك مصاريف مادية أرهقته ماديا .
واستعرض معاناته التي بدأت مساء يوم السبت (17/4/2012) حوالي الساعة السابعة مساء عندما بلعت طفلته رجاء ملعقة بلاستيك صغيرة أثناء تناولها البوظة مع شقيقاتها وأصابها حالة اختناق شديد ، فحملها متوجها الى قسم الإسعاف والطوارئ في مستشفى الأميرة بسمة الذي صدمته حالة اللامسؤولية ، بحسب وصفه ، التي قوبل بها وطفلته وطلب منه إسقاءها مشروبات غازية وإطعامها بسكويت .
وقال انه توسل للأطباء من اجل اتخاذ أي إجراء طبي لمساعدة طفلته للخلاص من محنتها دون مجيب ، مما اضطره للاستجابة لمطالبهم بالبدء بإطعام طفلته البسكويت وإسقائها مشروبات غازية حتى العاشرة من نفس الليلة حيث طلب منه إعادتها الى المنزل ، مضيفا انه وبعد منتصف الليل بدأت رجاء تعاني من آلام حادة في منطقة البطن وعاد بها الى المستشفى حيث اختلف طبيبان على الاجراء الطبي ، فكان احدهما يطالب بإجراء صورة الترا ساوند ، في حين رفض الآخر إجراء الصورة ووقع خلاف حاد مما دفع الطبيب الجراح الى الكتابة أن الطفلة حالة طارئة و تحتاج الى التصوير فورا ، الا ان ذلك لم يجدِ نفعا لإجراء الصورة، مبينا أن ابنته كانت تعاني من آلام حادة بسبب عدم قدرتها على الإخراج وبدأت بالانتفاخ .
واوضح الدلكي انه عاد لمراجعة المستشفى بعد أن تدهورت حالتها الصحية وانه بعد جهد جهيد لإدخالها الى المستشفى وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة لها ابلغ انه لا يوجد سرير لطفلته ولدى مطالبته بتحويل طفلته الى مستشفى الملك المؤسس عبد الله الجامعي لتوفر الكوادر الطبية والتجهيزات أو الى أي مستشفى في القطاع الخاص على حساب التأمين فوجئ بان الأطباء ابلغوه بأنه لا يمكن تحويلها إلا الى مستشفى اليرموك في بني كنانة أو الى مستشفى الشونة الشمالية، رغم ان مستشفى الأميرة بسمة يستقبل الحالات المستعصية من هذه المستشفيات .
واضاف انه بعد عدة اتصالات وتدخلات تم تأمين سرير لطفلته في قسم الأنف والأذن والحنجرة وأدخلت طفلته رجاء لمدة (11) ساعة ليبلغ صباحا أنها لم تعد بحاجة الى البقاء في المستشفى وانه يجب إبقاؤها في البيت وان الصورة الطبقية التي أجريت لها تؤكد عدم حاجة طفلته الى أي تدخلات علاجية وان عليه الانتظار لحين خروج قطعة البلاستيك منها طبيعيا ، مستغربا رفض طلبه الاطلاع على الصورة الطبقية لعرضها على أي من الأطباء المختصين .
ولفت والد الطفلة الى انه وتحت الضغط النفسي الكبير الذي كان يتعرض له وهو يشاهد معاناة طفلته على مدى أيام دون أن يستطيع تقديم أي مساعدة لها لجأ الى إذاعة «امن اف ام « شارحا وضع طفلته ومناشدا المسؤولين في كل مواقعهم التدخل لإنقاذ حياة طفلته التي باتت صحتها تتدهور نتيجة عدم قدرتها على الإخراج لعدة أيام .
وقال انه وأثناء شرح حالة ابنته على الهواء تدخل مدير مستشفى الحمايدة في عمان وأبدى استعداد المستشفى إرسال سيارة إسعاف فورا لنقل رجاء الى المستشفى وإجراء التداخلات العلاجية اللازمة لها ، وانه تم إرسال السيارة ونقل رجاء الى المستشفى لمدة خمسة أيام عانى خلالها الكثير نتيجة اضطراره للبقاء مع ابنته مدة خمسة أيام متواصلة دون أن يعينه احد من أهله وذويه لبعد المكان وعدم قدرتهم على دفع أجور التنقلات ، إضافة الى المصاريف الأخرى المترتبة على بقائه بعيدا عن أسرته مما كبده ديونا كبيرة .
وقال انه وفور وصول رجاء الى المستشفى بدأ الكادر الطبي بإجراء الاجراءات الطبية اللازمة على الفور ومن ثم اجراء عملية تنظير للجهاز الهضمي السفلي والعلوي حيث أزيلت الانسدادات التي وجدت في جهازها الهضمي لتبدأ رجاء بالتحسن بعد معاناة استمرت حوالي أسبوعين متواصلين .
وتساءل الدلكي من المسؤول عن هذه المعاناة التي تعرضت لها طفلته ، وطالب المسؤولين في كافة مواقعهم بأن يتحملوا مسؤولياتهم ، داعيا الى إجراء التحقيق اللازم في هذه القضية .