السياسة الأردنية تجاه الملف السوري “ضبابية” أو ربما تتجسد فيها البرغامتيه لطالما أن النار مشتعلة في الجانب السوري يقابله موقف خليجي حاد تجاه الأزمة، وما بين هذا وذاك باتت السياسة الخارجية الأردنية أمام نار لا يدركها سوى الساسة.
يحلو للبعض بمناداة السياسيين الأردنيين بساسة الرماد، فما بين المطالبة بإدانة النظام السوري وماسسة وجود اللاجئين السوريين، يظهر التلكؤ الأردني فيما تنحاز المواقف تجاه الدعوة للتهدئة ونزع فتيل الأزمة. وهذا ما ما لا يرضي الموقف الخليجي الممثل بالسعودية المطالب باتخاذ خطوات أكثر حزما، لطالما كانت بوصلة الأردن هي السعودية في السياسات العربية.
“موقف الأردن مع إيجاد حل يوقف نزيف الدماء في سوريا بما يحافظ على وحدة اراضيه وعلى النسيج الاجتماعي للشعب السوري لتجاوز المحنة التي يمر بها”، يقول وزير الخارجية ناصر جودة في إطار مشاركة الأردن في مؤتمر أصدقاء سورية عقد مؤخرا في باريس.
وشدد جودة على موقف الأردن الرافض للتدخل العسكري الأجنبي في سوريا وضرورة الحفاظ على وحدة سوريا الترابية وأمنها وأمانها.
وأمام ازدياد أعداد اللاجئين السوريين إلى الأردن لتجاوز الـ?? ألف وفق الناطق باسم الحكومة ركان المجالي إلا أن افتتاح المخيم أمر ليس مؤكد رغم جاهزيته.
ربما التناقض في تصريحات الوزير لا يجد مكانه لدى المجتمع المدني الأردني الذي حسم أمره وأعد العدة لدعم ما يمكن دعمه للاجئين الذين يتمركزون في مناطق الشمال وتحديدا الرمثا والتي قام فيها “أخوة البشابشة” بفتح بناياتهم الخاصة أمام اللاجئين على نفقتهم الخاصة.
نضال البشابشة أحد ملاك مساكن البشابشة، يحسم أرقام اللاجئين لديه والتي وصلت في مجموعها إلى 11 ألف لاجئ فيما المتبقي منهم داخل المساكن 1400 لاجئ.
إلى عمان، فمهمة رسمية يقوم بها مبعوث الحكومة السويسرية المكلف بالمساعدة الإنسانية للسوريين الموجودين في المملكة مانويل باسلر بغرض الاطلاع عن كثب على أوضاعهم وعقد لقاءات مع المسؤولين لبحث سبل التعاون من أجل تخفيف معاناتهم.
في وقت، نقلت وسائل إعلام عن تصريح أمين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية أيمن المفلح بخطوة اقتطاع 20% من المساعدات العينية والنقدية التي تمنح للاجئين السوريين في الأردن لتوزع على الأسر العفيفة في المملكة.
صحيفة الدستور نقلت عن مصدر رسمي قوله أن تجهيزات بدأت بتحضير حديقة الرمثا لإقامة مخيم لإيواء اللاجئين.
آويني لمعالجة أزمة سكن السوريين
ومن المقرر أن تطلق الهيئة الأردنية لدعم صمود الشعب السوري مشروع “آويني” بقصد إيجاد شقق للاجئين بشكل مجاني لأجل التخفيف من معاناتهم، وفق الناطق الإعلامي باسمها الدكتور موسى برهومة.
ويجد أن هناك تجهيزات ومعونات لأجل إعداد مخيمات لإيواء اللاجئين، لكن “عدم الإعلان عنها غير معلوم لدينا”.
وما بين انتظار الأردن لدعم دولي لمساعدة اللاجئين السوريين والضغط الحقوقي لتنظيم وجودهم، يعتقد برهومة أن حسبة الأردن “سياسية” مركبة ومعقدة لدى صناع القرار في الأردن.
على الأقل رسميا وشعبيا فالأردن مع الشعب السوري، لكن سيناريوهات متشائمة تفيد بأن سقوط النظام السوري سيكون بالكابوس للأردن، كونه يفتح الباب واسعا أمام الفوضى والجماعات الإرهابية كما يسمونهم، وهذا يقلق النظام الأردني الذي يتجنب وجع الرأس، يقول برهومة.
على ذات الصعيد، أبعدت الأجهزة الأمنية مؤخرا ثلاثة سوريين، كانوا دخلوا الأردن عبر حدود جابر، وذلك بعد أن ضبطت بحوزة أحدهم أجهزة تجسس وتنصت، تحظر حيازتها، وفق مصدر أمني موثوق.
وكان الناطق باسم الحكومة ركان المجالي، قلل من عدة حوادث وقعت مؤخرا كان فيها تهريب أسلحة أو مجسات معتبرا أن الحدود تحت السيطرة ولا يوجد أي تجاوز.
هذا ويبلغ عدد السوريين المسجلين رسميا لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الاردن نحو 12500 لاجئ حتى منتصف نيسان الجاري، فيما أعلن الناطق باسم الحكومة مؤخرا عن بلوغ عددهم إلى 98 ألف لاجئ.