أَنْ تَقُولِي حَبِيبِي... رُبَّمَا مجَرَّدُ وَهْمِ

أَنْ تَقُولِي حَبِيبِي... رُبَّمَا مجَرَّدُ وَهْمِ
أَنْـتِ ...
يَا فَتَاتْي الصَّغِيرَةِ،
أَنْفَاسُكِ تُحَاوِرُنِي،
لَمَسَاتُكِ تُخَاطِبُنِي،
تُنَاقِشُ أَفْكَارِي،
تَتْرُكُ عَلَى جَسَدِي...
أَلْفَ تِذْكَارٍ.
كَلِمَاتُكِ ...
تُحِيطٌنِي كَلُغْزٍ،
تَسْتَفِزُّنِي...
تُبَعْثُرنِي أَشْلاَءً...
مِنْ حِينٍ لآخَرَ.
هَمَسَاتُكِ لاَزَالَتْ تَمْضَغُنِي...
حُبُّكِي الصَّغِيرِ،
لاَزَالَ.... وَلاَزَالَ يَصْنَعُنِي.
وَعِنْدَ رُؤْياَكِ أَصِيرُ عَجِينَةً...
تُكَلِّمِينَنِي...
تُرَبِّتِينَ عَلَى شَعْرِي ...
فِي لُيُونَةٍ... مَا أَحْلاَهَا مِنْ لُيُونَةٍ.
أُرَبِّتُ عَلَى شَعْرِكِ...
يَا مَجْنُونَةً ... يَا مَجْنُونَةً...
أَعْصِرُكِ كَلَيْمُونَةٍ ...
فَبِأَصَابِعِي يَا صَغِيرَتِي ،
صِرْتِ مُلوَنَةً .
أَنْتِ ...
يَا فَتَاتْي الصَّغِيرَةِ،
حَسِبْتُكِ شَيْئًا آخرَ مِنَ النِّسَاِء.
فَإذَا أَنْتِ ...
امْرَأَةٌ كَبَاقِي النِّسَاءِ.
تَنَامِينَ لَيْلاً عَلَى صَدْرِي...
تَأْخُذِينَ شَيْئًا مِنْ عُمْرِي.
تَبِيعِينَهُ أَحَدًا غَيْرِي.
فَإِذَا أَنْتِ ...
كَمَا أَفْرَغْتِ عَلَيَّ أَنْهَارَكِ...
تَتَبَاَهْينَ وَتَتَحَدَّثِينَ...
َوتُخْبِرِينَ غَيْرِي عَنْ أَخْبَارِكِ.
وَتُخْبِرِينَ غَيْرِي ...
أَنِّي غَرِقْتُ فِي أَنْهَارِكِ...
وَأَنِّي أَنَامُ تَحْتَ أَشْجَارِكِ .
سَقَطَ التُّوتُ مِنْ أَشْجَارِكِ .... صَغِيرَتِي.
نَدِمْتِ ... قَرَّرْتِ...
وَمَسَحْتِ مِنْ صَدْرِي كَلِمَةَ: حَبِيبَتِي .
قَرَّرْتِ... نَدِمْتِ ...
وَقُلْتِ سَيُخَاطِبُنِي بِحَبِيبَتِي.
يَا فَتَاتِي الصَّغِيرَةِ...
حَسِبْتُكِ عُنْصُرًا خَاصًّا مِنَ النِّسَاءْ،
فَإِذَا الأمْرُ لَيْسَ إِلاَّ ...
أَنَّكِ رَقْمٌ فِي لاَئِحَةِ النِّسَاءِ...
أَنِّك تُلَبِّينَ كُلَّ نِدَاءٍ.
أَنَّكِ يَا صَغِيرَتِي...
لَيْسَ لَكِ ذَرَّةٌ مِنْ وَفَاٍء،
أَنَّكِ وَاسْتَسْمِحُكِ القَوْلُ،
بَعْضُ مَا َيعِيشُهُ المَرْءُ مِنْ بَلاَءٍ.
أَنَّكِ يَا صَغِيرَتِي.
صَغِيرَةٌ عَلَى الحُبِّ... َوعَلَى الوَفَاءِ.
تَصْنَعِينَ مِنْ عُيُونِي كَلِمَاتٍ،
تُقَسِّمِينَ صَدْرِي إِلَى وَحَدَاٍت..
تَضَعِينَ قَلْبِي ضِمْنَ دَفَاتِرَكِ،
وَإَذَا سَأَلُوكِ..
تَقُولِينَ إِنَّهُ ضِمْنَ المُشْتَرَيَاتِ.
وَأَنَّهُ مِنَ الهِبَاتِ.
أَنْتِ ...
يَا فَتَاتِي الصَّغِيرَةِ ،
أَمَازِلْتِ تَنْتَظِرِينَنِي...
أَمَازَالَتْ شَفَتَاكِ تَخْتَلِجُ ...
عِنْدَ رُؤْيَتِي.
فَكَيْفَ أُصَدِّقُ شَفَتَيْكِ؟
وَأَنَا أَرَاهُمَا تَرْتَجِفَانِ...
فِي كُلِّ المُنَاسَبَاتِ.
فََكَيْفَ أُصَدِّقُ شَفَتَيْكِ؟
وَأَنَا أَكْتُمُهُمَا لَوْعَةَ قَلْبِي...
فَتُدِيعَانِي الخَبَرَ،
بِكُلِّ وَبِجَمِيعِ اللُّغَاتِ.
فَكَيْفَ أُصَدِّقُ شَفَتَيْكِ...؟
وَأَنَا أَرْسُمُهُمَا بِدَمِي...
فَإِذَا غِبْتُ عَنْهُمَا،
مَسَحْتِ مَا رَسَمْتُ بِدَمِي،
بِمِنْدِيلٍ صَغِيرٍ أَبْيَضَ...
تَمْنَحِينَهُ لأَوَّلِ قَادِمٍ آتٍ.
كَيْفَ أُصَدِّقُ عَيْنَيْكِ...؟
تَتَجَمَّلاَنِ ...
تَصِيرَانِ كَعْكَةً لِجَمِيعِ الحَاضِرِينَ.
أَهُمَا لِي أَمْ لأَحَدٍ غَيْرِي...
هَيَّا... قُولِي. !!
هُمَا عَيْنَانِ دَافِئَتَانِ...
حَنُونتَانِ... عَسَلِيَتَانِ.
أَكُلُّ هَذَا الأَمْرَ... لِي؟
كَيْفَ أُصَدِّقُ عَيْنَيْكِ...
وَقَدْ كَانُوا أَبَدًا بِعَيْنِي،
وَقَدْ كَاُنوا هُمَا الذَّهَبُ...
وَهُمَا كَيْنُونَتِي.
مَنَحْتُهُمَا دِفْءَ قَلْبِي...
أَعْطَيْتُهُمَا وَقْتِي وَحُبِّي.
وَذَاتَ مَرَّةٍ ...
وَجَدْتُهُمَا غَرِيبَتَانِ عَنِّي ،
سَأَلْتُهُمَا...
فَإِذَا هُمَا عَيْنَانِ لاَ تَبْحَثَانِ عَنِّي.
صَغِيرَتِي...
أَنَا لاَ أَبِيعُ الحُبَّ ،
عَوَاطِفِي وَحُبِّي كُلُّهَا مِنْ ذَهَبٍ...
وَإِذَا مِيَاهُ عُيُونِكِ غَمَرَتِنِي،
فَأَنا لاَ أُعِيرُ اهْتِمَامًا لِشَيْءِ قَدْ انْسَكَبَ.
وَإِذَا تَصْنَعِينَ عَوَاصِفَ تُدَمِّرُنِي...
فَإِنِّي وَحُبِّي لَيْسَ وَهْمًا مِنْ قَصَبٍ.
صَغِيرَتِي...
عَيْنَاكِ حُلْمٌ يُوقِظُنِي،
وَبُرْكَانٌ يُدَمِّرُنِي...
عَيْنَاكِ كَنْزٌ يَبْحَثُ عَنْهُ الجَمِيعُ،
كَنْزٌ تُرِيدِينَهُ لِلَجَمِيعْ.
فَلاَ يَأْتِي يَوْمٌ... وَتَقُولِي...
أَنِّي فَعَلْتُ شَيْئًا بِدُونِ سَبَبٍ.
عَيْنَاكِ حَدِيقَةٌ غَنَّاءُ...
يَلْعَبُ فِيهَا الصِّغَارُ واَلكبَارُ،
أَزْهَارُهَا جَمِيلَةٌ رَاِئعَةٌ...
يَقْطِفُهَا كُلُّ مَنْ هَبَّ وَدَبَّ.
وَصَدْرِي يَا حَبِيبَتِي...
لَمْ يَكُنْ يَوْمًا بِمَكَانٍ رَحْبٍ.
عَيْنَاكِ بِطَاقَةُ دَعْوَةٍ...
لِحُضُورِ مَوْسِمِ الغِنَاءِ وَالحُبِّ.
وَأَنَا يَا صَغِيرَتِي ...
لاَ أُحِبُّ أَنْ أَصِيرَ كَبَاقِي المَدْعُوِّينَ.
لاَ أُرِيدُ لَعِبًا مَخْلُوطًا بِالحُبِّ...
إِنَّمَا أُرِيدُ عَيْنَانِ فَقَطْ لأَجْلِي...
أُعْطِيهُمَا مَا تَسْتَحِقَّانِ مِنْ حُبِّ.
عَيْنَاكِ أُنْشُودَةٌ...
يُرَتِّلُهَا العُشَّاقُ عَلَى مَسَامِعِ الفَتَيَاتِ.
أُنْشُودَةٌ تَنْسُجِينَ كَلِمَاتِهَا...
وَتُوَزِّعِينَهَا بِالجُمْلَةِ.
لِيَقْتَاتَ مِنْهَا الأُمِّيُونَ كُلَّ لَيْلَةِ.
وَأَنَا يَا صَغِيرَتِي...
رَجُلٌ يَغَارُ...
وَلاَ أُرِيدُ جَسَدِي يُؤْكَلُ كُلَّ لَيْلَةٍ،
وَلاَ أُرِيدُ عَيْنَانِ...
تَقُولاَنِ أُحِبُّكِ... وَأَنَا فِي غَفْلَةٍ.
سَأَلْتُ عَيْنَاكِ مَرَّةً...
أَهُمَا تَخْدَعَانِي...؟
أَهُمَا تَرِقَّانِ ... تَدْمَعَانِ... تَتَأَسَّفَانِ...
وَلَكِنَّهُمَا فِيمَا بَعْدُ تَنْسَيَانِي؟
أَهُمَا بِقُرْبِي حُبٌّ وَعُنْفُوَاٌن،
يَحْرِقَانِ قَلْبِي...
يَحْرِقَانِ غَيْرِتِي...
فَيَتَصَاعَدُ منْهُمَا رَمَادٌ وَدُخَّانٌ.
أَنْتِ... !
يَا فَتَاتِي الَّتِي لاَزَالَتْ صَغِيرَةً...
إِنْ قُلْتِ حَبِيبِي فَإِنِّي سَأَسْأَلُ ،
وَإِنَّ عَيْنَيْكِ إِذَا شَارَكَنِي فِيهِمَا أَحَدٌ غَيْرِي...
فَمَكَانُهُمَا بِصَدْرِي سَيَضْمَحـِلُّ.
وَأَنِّي رَجُلٌ لاَ يَرْضَـى...
أَنْ يُعَطِّرَ كِبْرِيَاءَهُ بِالوَحَلِ ،
فَقَلْبِي أَخَذَ يَجْمَعُ حَقَائِبَـهُ ...
وَإِذَا أَعْطَيْتُهُ الإِشَـارَةَ ...
فَإِنَّهُ عَمَّا قَرِيبٍ سَيَرْحَلُ.