منذ زمن، لم تنجب فرنسا امرأة مثيرة ترقى الى رمز عالمي للجمال والإثارة وتحتل صورها المخيلة.. لكنها انجبت الكثير من النساء المسترجلات اللواتي تقدمن الصفوف الامامية في عالم السياسة، وصرن يشغلن مواقع مميزة، علنية او خفية، في معركة الانتخابات الرئاسية المقررة اليوم الأحد.
لوهلة، يبدو ان هذه المعركة الانتخابية الحامية تدور بين الجنس الفرنسي الناعم، الذي يخوض غمار السياسة من أبوابها الواسعة، المفتوحة على جميع نساء فرنسا عدا السيدة الاولى، العارضة والمغنية السابقة، كارلا بروني التي حجبها الرئيس نيكولا ساركوزي عن الأنظار ولم يصطحبها الا نادرا في جولاته الانتخابية الاخيرة… وتردد انه طلب منها الصمت بعدما قالت قبل أسابيع ان النخبة الباريسية تكره زوجها. وهو موقف كان بمثابة هدية ثمينة الى منافستها على موقع السيدة الاولى، الصحافية فاليري تريرفيلر خليلة المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند وشريكته المؤكدة في الدخول الى غرفة النوم في قصر الاليزيه، والتي أسهمت في رفع شعبيته لا سيما في الوسط النسائي، حيث كان يوصف بأنه رجل عادي، لا يتسم بأي من صفات الرجولة، ولا طبعا الفحولة.
على مرأى ومسمع من هاتين السيدتين، استطاع الرجل العادي هولاند ان يجتذب رفيقته ومنافسته السابقة سيغولين رويال، التي انفصل عنها ولم يدعمها في معركتها الرئاسية قبل خمس سنوات ضد ساركوزي، برغم انه يقاسمها اربعة أبناء انجباهما من دون زواج، لكنها قررت الآن ان تضحي من اجل قضية الحزب، وظهرت مع هولاند في بعض لقاءاته الانتخابية.
امرأة اخرى احتلت العناوين الرئيسية الفرنسية مؤخراً، قبل ان تنضبط في بيت الطاعة الزوجي العتيق، هي السيدة برناديت زوجة الرئيس السابق جاك شيراك التي أساءت فهمه وظنت انه سيصوت لصنيعته وخليفته ساركوزي، قبل ان تكتشف انه قرر ان يرد له الطعنات التي اصابه بها منذ ان غادر الاليزيه، وان يقترع غدا لمنافسه الاشتراكي برفقة من جميع افراد عائلته، بنسائها قبل الرجال.
اما المرأة الاكثر إثارة للجدل والشك في أنوثتها السياسية فهي مرشحة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة مارين لوبن التي كرست نفسها منذ البداية لحملة شعواء على المهاجرين، وحرب صليبية على المسلمين منهم، تهدف الى حرمانهم من ابسط حقوقهم الانسانية… وهو ما يمكن ان يضمن لها في الدورة الاولى غداً نسبة من الأصوات تفوق بكثير ما يمكن ان تبلغه مرشحة حزب الخضر القاضية إيفا جولي.
ليست معركة نسائية، لكن نجومها نساء لم يساهمن كثيرا في تحسين صورة البلد الذي سبق ان انجب اجمل فاتنات العالم وأشدهن إثارة… واللواتي لا يحتجن للتوجه، اليوم الى صناديق الاقتراع من اجل الاختيار بين رجال عاديين ينشدون السلطة، ويدّعون انهم فحولها.