الاصلاح نيوز / اعتبر المطران عطاالله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس السجال بين من يحرّمون ويحلّلون زيارة القدس بأنه صحي اذا كان منطلقا من المصلحة الوطنية والدفاع عن القدس وعروبتها، ولايجوز التشكيك بوطنية احد بناء على هذا الموقف اذا ما كان سقف هذه المواقف هو وطني وعربي هادف للدفاع عن القدس والتصدي للهجمة العنصرية الشرسة التي تتعرض لها.
ورأى المطران ان يوضح موقفه من هذا الموضوع وهو :” انني ارفض زيارة القدس في ظل الاحتلال فهذا موقف مبدئي اتمسك به وسأبقى ولكنني لا اشكك بمصداقية او وطنية من يخالفونني الراي”.
واضاف المطران ان الذي يحرر القدس هو ليس زيارتها في ظل الاحتلال وانما ان يتخذ العرب قرارا استراتيجيا بتحريرها واستعادتها وهذا القرار لم يأخذ بعد باستثناء بعض المواقف والمؤتمرات التي تعقد هنا وهناك، فالموقف العربي ضعيف ومترهل ولا يرقى الى المستوى المطلوب وبالتالي فان المطلوب من العرب اذا ما ارادوا ان يحرروا القدس هو ان ياخذوا قرارا فعليا بهذا الشان وان تكون القدس حاضرة على جدول اعمالهم وان يقوموا بخطوات سياسية واستراتيجية عملية من اجل استعادة القدس، اما السماح بزيارة القدس دون اي ضوابط فهذا لن يحرر القدس بل سيُستغل من قبل اسرائيل لكي تظهر امام العالم وكانها دولة ديمقراطية ترحب بزائريها وتفتح الابواب امامهم بهدف الوصول الى المقدسات.
واضاف المطران اننا نثمن المواقف المبدئية التي تطلقها شخصيات دينية ووطنية تدعو لعدم زيارة القدس بتأشيرة اسرائيلية، فهذا موقف اصيل يجب ان يُشكروا عليه لا ان يحرّض عليهم وكأنهم يخدمون الاحتلال، واننا نؤيد هذه المواقف المبدئية التي تدعو الى عدم زيارة القدس بتأشيرة دخول اسرائيلية لان هذا يعطي شرعية لمن لا شرعية له، ولكننا يجب ان نوضح ايضا بان هدف الزيارة الى القدس هو الذي يحدد اذا ما كانت تطبيعا ام لا فمن يزور القدس تضامننا مع اهلها ومقدساتها وبالتنسيق مع المؤسسات الدينية والوطنية فيها لا يمكن اعتبار زيارته تطبيعا حتى وان كانت لنا بعض الملاحظات، اما من يأتون ويقيمون في فنادق اسرائيلية وبالتنسيق مع جهات اسرائيلية ولاهداف غير وطنية فهذا هو التطبيع بعينه، اي اننا لا يمكن ان نقول بأن كل الزائرين مطبعين او غير مطبعين، فهدف الزيارة هو ما يحدد في النهاية اذا ما كانت تطبيعا او غير ذلك.
واضاف المطران او اولائك الذين يدعون لزيارة القدس عليهم ان يعرفوا بأن اسرائيل هي المستفيد الحقيقي من هذه الزيارات وهي تستفيد اقتصاديا وسياسيا واعلاميا وما يسمى بوزارة السياحة الاسرائيلية تقوم بحملة ديماغوغية غير مسبوقة لكي تظهر امام من يزورون القدس على ان اسرائيل هي المحافظة على المقدسات وهي التي تستقبل المؤمنين من كل الاديان وتقدم كل التسهيلات لهم، ومن يطلع على المنشورات التي توزع في القدس على الحجاج والزوار يرى مدى التضليل الاعلامي والديماغوغي الممارس بحق هؤلاء الزائرين، وان اسرائيل تروج عبر وسائل الاعلام العالمية بأنها دولة تسامح ديني في حين ان الوقائع على الارض تثبت غير ذلك وهي تستغل السياحة الدينية لاغراض سياسية يعرفها الكثيرون من الذين يتابعون هذا الامر.
واوضح المطران ان الذين يدعون لزيارة القدس في ظل الاحتلال يجب ان ينتبهوا للمخاطر التي قد يجلبها هذا الموضوع، فهذه قضية تحتاج الى ضوابط وتوضيحات وتنبيهات كثيرة، وصحيح ان زيارة الاسير ليست اعترافا بالسجان ولكن على الجميع ان يدركوا ان السجان وهو في هذه الحالة اسرائيل يستغل هذه الزيارات لكسب شرعية لا يستحقها ولذلك علينا ان نتعاطى بحذر مع هذا الموضوع، وان اسرائيل تمكنت من فرض سيطرتها على القدس ليس بسبب فتاوى تحريم زيارة القدس كما يدعي البعض وانما بسبب التقصير العربي الرسمي تجاه القضية الفلسطينية عامة وقضية القدس بشكل خاص.
وقال… اعود واؤكد موقفي بانني ارفض زيارة القدس في ظل الاحتلال لانها هذا يكسب الاحتلال شرعية لا يستحقها وانني اتفهم رغبة الكثيرين في زيارة القدس ولكن من الافضل ان تشتهى القدس من بعيد من ان تؤدي زيارتها الى خدمة الاحتلال، وان وحدة العرب من اجل القدس هي التي ستعيد للقدس حريتها وبهاءها وستزيل عنها كافة الحواجز العنصرية حينئذ سيدخل اليها العرب مسلمين ومسيحيين لكي يرفعوا راية الحرية فوق كنائسها ومساجدها واسوارها.
- معا -