ابداع في التصميم ... ابداع حتى الاتقان ...
لكل واحد فينا هواية ... يلجأ اليها من غير وعي ... حب قد سكن روحا ... لقد عاشت فينا ... لكل منا قصة تكتب ... لكل منا صفحات وصفحات.
لكل واحد فينا تفكيره الخاص ... مزاجه الخاص ايضا ... نحن متشابهون لكننا متناقضون ... نحن متناقضون بكل ارائنا وبكل صفاتنا ولما لا نلتقي الا بنقاط بسيطه بالحياه.
... ربما يا قارئ كلامي في بداية الامر ستقول : وما هو الجديد . اعلم ذلك ... فكل واحد في هذه الحياه علم تام بهذه الكلام واكثر.
سيدة قد جار عليها زمن طويل ... طيات وترهلات وجهها باتت علامات صعب زوالها ... ليس لديها حول ولا قوه ... سيدة تتكئ على عكازها ليساعدها في غياب ابنة اخت لها بين الحين والاخر ... تقطن تلك السيده الكبيره هي وفتاة جميله ... هي ابنة اخت لها ... تلك الفتاة هي من تجلب رزقها ورزق تلك السيدة .... تتمتع بموهبة عظيمة جميلة ...
موهبتها تصميم ورسم ما يجول في خاطرها من ثياب جميله ... اختصت في الثياب البيضاء ... ففي كل يوم تنتهي من صنع ثوب ... تلزم دفترها الذي يكاد ان يمتلئ من خيالها الجميل ... تاخذ دفترها وهي تلزم قلمها وقهوتها التي تصنعها بيديها ... مرة المذاق تخلو من اي حبة سكر
... تضعه جانبا وتحاول ان تفرغ ما في رأسها في دفترها ...قلم قد وشم علامات حمراء اللون على اناملها ... فدقه ذلك الخيال يحتاج كل ذلك من الم واحمرار ... وحينما تنتهي وتكمل مافي خيالها وترسمه واقعا امامها ... ترتسم على شفتيها ابتسامة مكسورة ... دمعتها تحاول الخروج ... ولكن كبريائها يمنعها .
تحمل دفترها وتذهب لالتها التي باتت قديمة جدا ... لقد هرمت حقا تلك الالة ... لكن رغم قدامتها الا انها باتت تنجز عملا جيدا ... فكما يقولون ... الفرس من الفارس .
صوت تلك الالة بات عاليا ... صوته اصبح كعزف سمفونيه بالنسبه لها ... فهي تطرب لذلك الصوت ... كل وخزة تدخل في ذلك الثوب باتت نقش في رأسها ... تمضي ليلها ونهارها وهي تحاول انت تنجز ثوبها الذي ارتسمته ... كلما تحاول الاقتراب من نهايته تحاول جاهده ان تطيل وقتها لعله يكون في يوم من الايام لها ... لعلها ترتديه هي ... كل واحده تحلم في ارتداء هذا الثوب ... فكيف لو كان من صنع يد من ايديكم ... خيالا من خيالكم ... حينما تنتهي من صنعه تضعه بكل خوف على مجسم امامها ...
وفي المرحله الاخيره تحاول ان تضع لمسات تكاد ان تعطيه جمالا على جماله ... كم هي رائعه حتى وفي ادق تفاصيلها تحاول اتقانه على اكمل وجه ... ليل طويل قد مضى لاكتماله ... كم من جهد قد سرق منها ...
لكنه عملها ... مصدر رزقها ... وبكل حزن يحاول قتلها فعليها ان تبتاعه ... فتخرج موافقتها وهي تكاد ان تخنقها ... لقد ابتاعت الكثير الكثير ... حتى الاطفال الذين كانت تحملهم بيوم من الايام ... كان لهم نصيب من تلك الهوايه ... لقد ابتاعت لهم ...
وفي يوم توقف صراخ السيده ... عم سكون لفترة طويله في ذلك المنزل ... حتى الآلة المهترئه لم يحرك لها ساكن ... لقد لزمت غرفتها فقط مضى زمن طويل عليها حتى نسيت نفسها ... فهي ما تزال فتاة بكر ... لقد جار عليها زمانها ... لقد قدست نفسها خادمة عند خالتها. .