الاصلاح نيوز- أكد جلإلة الملك عبدالله الثاني متانة ورسوخ العلاقات الأردنية الاوروبية التي تجاوزت مرحلة المصالح المشتركة في الازدهار والأمن، إلى الايمان بما يجب أن يكون عليه الجوار الغني بالكرامة والحرية الذي يستمد قوته من الفرص المتوفرة والتقدم الذي يتيحه السلام.
وقال جلالته في خطاب القاه امام البرلمان الاوروبي في مدينة ستراسبورغ اليوم الاربعاء، “نحن شعوب عديدة تعيش في جوار واحد ولها مستقبل واحد، يشكل تحديا ومصدر قوة أمام أوروبا والشرق الأوسط اللذين يواجهان معا قضايا كبيرة، ذات علاقة بالاقتصاد والسياسة والسلام”.
واعرب جلالته عن تقديره لدعم الاتحاد الأوروبي لمسار الاردن الإصلاحي، مشيرا الى اجتماع فريق العمل الأوروبي الأردني في عمان قبل شهرين والذي ناقش البرامج الرئيسة الهادفة إلى دعم أولويات المملكة الإصلاحية، والمتمثلة في تعزيز المؤسسات الديمقراطية والمجتمع المدني وتوفير الوظائف والتنمية الاقتصادية.
واشار جلالته الى الذكرى العاشرة التي ستحل الشهر المقبل لدخول اتفاقية الشراكة الاردنية الاوروبية حيز التنفيذ، وما تحقق عن ذلك من فتح للأسواق وتوفير فرص عمل في كلا الجانبين، معربا جلالته عن اعتقاده بأن هذه الفرص التي تعززت الآن بحصول الأردن على “الوضع المتقدم” في الشراكة مع الاتحاد ستزدهر أكثر في السنوات المقبلة.
وبين جلالته في خطابه امام البرلمان الاوروبي، بحضور رئيس مجلس الاعيان طاهر المصري ورئيس مجلس النواب عبدالكريم الدغمي ورئيس الجمعية البرلمانية للبحر الابيض المتوسط العين الدكتور فايز الطراونة ووزير الخارجية ناصر جودة ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري والسفيرين الاردنيين في باريس وبروكسل دينا قعوار ومنتصر العقلة، ان الأزمات العالمية في مجالات المال والغذاء والطاقة ألحقت أذى كبيرا باقتصاديات المنطقة التي تواجه اليوم أعلى معدل بطالة بين100 مليون شاب يعتبرون أكبر تجمع شبابي في تاريخنا، ويشكلون المستقبل.
وقال جلالته إن “المجتمعات العربية تواجه تحديا كبيرا يتمثل في ضرورة الانتقال من مرحلة الاحتجاجات إلى البرامج، ومن النقد إلى الاستراتيجيات الوطنية”، معتبرا جلالته أن “العالم العربي قد أفاق من غفوته، وأن التغيير الإيجابي قد بدأ”.
واضاف جلالته ان الاردن “احتضن الربيع العربي باعتباره فرصة لتجاوز العوائق التي أبطأت مسيرة الإصلاح في الماضي”، مستعرضا جلالته الخطوات التي بدأت العام الماضي للانخراط في حوار وطني بهدف بناء الإجماع على برامج عملية ملموسة ناظمة للحياة السياسية وفي مقدمتها التعديلات الدستورية.
وأكد جلالته في الخطاب ،الذي لاقى استحسانا كبيرا وقوطع عدة مرات بالتصفيق، ان مستقبل الأردن لن يبنيه إلا الأردنيون بطريقة تضمن الحفاظ على الأردن سالما وملاذا آمنا، وتستند الى إصلاح قائم على الإجماع يتبنى التغيير الهيكلي الشامل سياسيا وقانونيا واقتصاديا واجتماعيا، وإحترام حقوق وحريات كل المواطنين بحيث يقدم الأردن للمنطقة نموذجا للتحول السياسي التدريجي نحو الديمقراطية.
وحول عملية السلام اكد جلالة الملك ضرورة مواصلة جهود تحقيق السلام “إن أردنا للمنطقة أن تزدهر وتنعم بالأمن، إذ ليس بوسعنا أن نخلق جيلا آخر “في وضع الإنتظار” للدولة الفلسطينية”.
واضاف جلالته ان الأردن يرى في عملية السلام الفاعلة واجبا أخلاقيا ومصلحة استراتيجية، مشيدا جلالته بدعم الاتحاد الاوروبي لجهود السلام حيث استطاع خلال العامين الماضيين أن يثبت أنه صديق لا يقدر بثمن لكل الساعين لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.