الملك يحث الشباب على الانخراط في العمل السياسي ويطمئنهم بعدم وجود مساءلة أمنية

التقري بالفيديو


اربد - العرب اليوم - سامي محاسنه

حث جلالة الملك عبدالله الثاني شباب الجامعات على الانخراط بالعمل السياسي والحزبي مؤكدا لهم تفاؤله بوجودهم قائلا" املي فيكم كبير وانا متفائل بوجودكم وبالمستقبل وانتم اللي بترفعوا لي معنوياتي".

جلالته استمع بأُذن الشاب الذي يعرف جيدا هموم الشباب فحاول سبر اعماق الشباب والشابات لمعرفة الهموم والطموح في محاولة لتذليل الصعوبات والتحديات التي تواجههم.

لقاء جلالته شباب جامعة اليرموك امس من طلبة كلية الصحافة والاعلام واتحاد الطلبة والطلبة المتفوقين اراد فيه توصيل رسالة مفادها ان الشباب من ركائز التنمية بمختلف قطاعاتها حاضا الطلبة على الانخراط بالعمل السياسي والحزبي .

الملك طمأن الشباب بقوله " بأن لا مساءلة امنية من انخراطهم في العمل السياسي والحزبي لافتاً ان لا مشكلة مع الاجهزة الامنية منوها " اذا في ضغط عليكم خلي الامور معي فانتم تريدون مصلحة البلد وتطوير انفسكم وانني متفائل بالجيل الجديد"داعياً الشباب الى العمل بصورة اوسع في اطار ديمقراطي مسؤول ".

وحول مشكلة العنف الطلابي في الجامعات وضع جلالته الكرة في مرمى الطلبة ليقدموا له تصورا حول وقف العنف الطلابي فقال لهم "بدي تبدأوا انتم بالفكرة وانا سادعمكم".

واعرب جلالة الملك عن تقديره للتحديات التي تواجه الطلبة والشباب مؤكدا انه على علم بالاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الطلبة مشيرا الى انه يسعى لدعمهم والاستمرار على التواصل معهم لمعرفة مشاكلهم ومحاولة تذليلها.

وشدد جلالته على ضرورة التركيز على نوعية التعليم ورفع مستوى التعليم في الجامعات لما يعود ذلك بالنفع والخير على الوطن والمواطن ومؤسسات الدولة وتحسين الامكانات التكنولوجية خاصة بالنسبة لتخصص الصحافة والاعلام معتبرا ان المسافة طويلة وتحتاج الى جهود متواصلة وجهد الجميع.

وطالب الملك في لقاء مع ابنائه الطلبه في رحاب جامعة اليرموك لم تنقصه الصراحة والانفتاح وعرض المشاكل بعيدا عن تخوف الطلبة من رئاسة الجامعة او مسؤوليهم الاكاديميين بضرورة التعاون بين القطاعين العام والخاص لمعالجة مشاكل الطلبة والخريجين من البطالة وسوق العمل .

واشاد جلالة الملك بمستوى خريجي جامعة اليرموك مخاطبا الطلبة على مقاعد الدراسة في اشارة منه الى ضرورة المحافظة على هذا المستوى"اللي بعجبني انكم محافظين في جامعة اليرموك على مستوى الخريجين".

وقد قام جلالة الملك عبدالله الثاني امس بزيارة الى جامعة اليرموك وحدد خلال لقائه عددا من طلبتها ملامح مرحلة جديدة هدفها تحسين قدرة النظام التعليمي على تخريج شباب متسلحين بالخبرة العلمية والعملية وايجاد قيادات شبابية لها دور اساسي في صناعة مستقبل الاردن.

واستمع جلالته الى التحديات التي تواجه الطلبة في مجال الاعلام والتي بينتها دراسة اعدتها هيئة شباب كلنا الاردن حول الصعوبات التي تواجه الاعلاميين الطلبة والشباب والحلول المقترحة.

واعلن جلالة الملك عن استكمال العمل بصندوق البعثات الدراسية من قبل صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية, مؤكدا جلالته ان العمل به سيكون بشفافية وعلى اساس الجدارة والاستحقاق.

وقد وضع جلالة الملك عبدالله الثاني حجر الأساس لمبنى كلية الصحافة والإعلام في جامعة اليرموك لتكون أول كلية للصحافة والإعلام على مستوى المملكة في مسعى لتعزيز مسيرة العمل الإعلامي الوطني.

وزار جلالته خلال جولته في الجامعة قسم الصحافة والإعلام الحالي واطلع على المرافق التدريبية التي يوفرها القسم من أستوديو تلفزيوني وآخر إذاعي ومختبر تحرير إخباري.

واستمع جلالته خلال الجولة التي اعقبها حوار مع عدد من طلبة الجامعة إلى إيجاز قدمه رئيس القسم الدكتور غالب الشطناوي حول واقع القسم وطموحاته واحتياجات الطلاب التدريبية والتي سيتم توفيرها في مبنى الكليّة الجديد.

وأوضح أن إنشاء الكليّة سيؤهل الجامعة لاستضافة مساقات الدراسات العليا في مجال الصحافة والإعلام على مستوى الوطن العربي واستخدام أحدث ما توصلت اليه التكنولوجيا في عمليتي التدريس والتدريب عبر التجهيزات الحديثة التي سيحتويها مبنى الكلية.

وستبدأ أعمال الإنشاء في مبنى الكلية في حزيران القادم ولمدة عامين.

وقسم الصحافة والإعلام الحالي هو الوحيد بين الجامعات الرسمية الأردنية الذي يمنح درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام وقد بوشر التدريس فيه منذ عام 1980 وكان عدد الطلاب آنذاك60 طالباً وطالبة ويضم مبنى الكلية الجديد وكلفته 7 ملايين دينار جناحين بمساحة20 ألف م وتتسعان لـ1000 طالب.

وتضمنت الجولة الملكية أيضاً زيارةً إلى مَجْمع الريادة الأكاديمية للتميز في كلية الحجاوي للهندسة التكنولوجية حيث اطلع جلالته على تجارب (10) حاضنات لأبحاث صناعية وأخرى تدريبية متخصصة تنفذ بالتعاون مع شركات محلية وعالمية.

ويهدف المجمع إلى دعم الطلبة المتميزين وأصحاب المشاريع القابلة للتطوير وربطهم بشركات ومؤسسات دولية ومحلية داعمة تحتضن مشاريعهم وترعى تنفيذها.

رئيس الديوان الملكي الدكتور باسم عوض الله طالب المؤسسات العامة الحكومة رعاية المتميزين والسعي للمواءمة بين الكفاءات والمهارات.

وتابع عوض الله اريد ان اكون صريحا فالقطاع الخاص يبحث عن الكفاءات بينما القطاع العام لا يسعى وراءها معربا عن خشية جلالة الملك ان تغادر الكفاءات العلمية والمهارات من الاردن للخارج.

وطرح الشباب أمام جلالة الملك عددا من القضايا والمشاكل التي تواجههم فطالبوا بدعم التميز والإبداع وان تكون الاختصاصات متواءمة مع رغبات وميول الشباب وإيجاد شراكة حقيقية بين الجامعات ومؤسسات المجتمع المحلي.

واعربوا عن املهم في تعزيز دور الطلبة في صنع القرار في جامعاتهم حيث أشاروا إلى أن دورهم"يكاد يكون معدوماً خاصة في وضع خطط المساقات الدراسية وتعديلها".

وخلال اللقاء اشار الطالب يزن الصمادي إلى ضرورة وجود إطار مؤسسي يتبع جهة واحدة تتبنى وتحتضن الطلبة المتميزين والمبدعين وكذلك تذليل الصعوبات أمامهم.

الطالبة ميعاد الدويري ركزت على ضرورة تحقيق مواءمة بين رغبات الطلبة وقدراتهم والتخصصات التي يلتحقون بها مع التركيز على توجيه الطلبة نحو التخصصات المهنية, بما يساعد في رفع الكفاءة ومواءمة متطلبات سوق العمل, من خلال إيجاد شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص.

اما الطالب طارق الناصر اكد على ضرورة إيجاد شراكة أوسع بين هيئة شباب كلنا الأردن والجامعات, فيما لفت زميله طارق الحايك إلى تدني مستوى العلاقة بين الجامعات ومؤسسات المجتمع المحلي, عازيا سبب ذلك قلة المبادرة من قبل الطلبة, واحباطات وعدم اهتمام من قبل مؤسسات المجتمع المحلي, إلى جانب وجود خطأ في تنفيذ استراتيجية جسر الفجوة بينهما.

وأشارت الطالبة زينا بطاينة إلى أزمة المواصلات وعدم انتظام سير الحافلات الناقلة, وارتفاع قيمة أجور النقل وعدم ثباتها, مقترحة بأن يصار إلى إيجاد بطاقة خصم لطلبة الجامعات, وإيجاد مواقف خاصة.

الطالب هيثم محمد الوكيل أشار إلى أن شباب هيئة كلنا الأردن توصلوا إلى دراسة المشاكل اللتين تواجه طلبة الصحافة والإعلام في جامعتي اليرموك و البتراء الوحيدتين اللتين تطرحان هذا التخصص مما يتطلب تحديد أسس واضحة للدخول في حقل الإعلام وخلق شراكة حقيقية مع المؤسسات الإعلامية والقطاع الخاص وتحديث الأجهزة والمعدات التدريبية وتطوير الأجهزة والاستوديوهات والمختبرات في الأقسام.

وحول قضية العنف الطلابي في الجامعات, أشار الطالب محمد عياصرة إلى مبادرة يسعى من خلالها طلبة من جامعة اليرموك للتصدي للعنف الطلابي عبر انشاء مكاتب طلابية تكرس لغة الحوار الثقافي وتجسير الهوة بين الطالب والمدرسين وزيادة البحث العلمي والنشاط الطلابي ومشاركة الطلاب في النوادي و تحرير آرائهم بشكل ايجابي.

وتطرق باسم بدارنه إلى الظروف الاجتماعية التي يعاني منها الطلبة في الجامعة والتي تحول دون إتمام الطلبة مسيرتهم الجامعية لاسيما وان الجهات الداعمة تفرض نفس الشروط ونفس المقاييس لدعم الطلبة .

وأشار إلى مشكلة تزايد الأسعار في الجامعات بشكل مضاعف, مقترحا أن تكون هناك أسعار تشجيعية داخل الجامعة للطلبة.

وتحدث مصعب ملكاوي عن مشكلة مشاركة الطلبة في الحياة لسياسية إذ أكد أن العديد من الطلبة لديهم تخوف من التطرق لقضايا السياسة.

وأكد ضرورة تعزيز دور الشباب في صنع القرار عبر توسيع مساحة مشاركتهم في المؤسسات صاحبة القرار وفتح المجال أمام الحرية السياسية في الجامعات وتنشيط الفكر السياسي.

من جانبه أجاب وزير التعليم العالي والبحث العلمي د.عمر شديفات على استفسارات الطلبة واقتراحاتهم حيث أكد أن التعليم العالي بصدد إعادة دارسة أسس القبول والتخصصات في الجامعات بما يتواءم مع متطلبات العصر.

وأشار إلى أن الأردن بحاجة إلى تخصصات مهمة في المعادن والبترول وهي غير موجودة في الجامعات الأردنية وهي مهن مطلوبة وتحتاج أليها أسواق العمل الإقليمية..مشيراً إلى أن بعض التخصصات مثل تخصصات العلوم التربوية التي يدرس فيها حاليا نحو16 ألف طالب تشكل عبئاً نظراً لقلة الحاجة لخريجيها ما يتوجب إعادة النظر فيها لغايات دمجها.

وأكد أننا نركز حالياً على الجانب العلمي ونعمل من اجل توحيد التخصصات والتركيز على جوانب التطبيق العملي ولا نريد خريجي نظريات.

رئيس قسم الصحافة والاعلام الدكتور غالب شطناوي اعتبر وضع حجر الاساس لكلية الصحافة والاعلام بمثابة اعلان لتكثيف الجهود للنهوض بمهنة الاعلام في مختلف تخصصاتها وقطاعتها سواء الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب والعلاقات العامة مشيرا الى ان زيارة الملك تعكس اهتمامه شخصيا ان يرى كلية تخرج طلبة مسلحين بالمعرفة والعلوم التكنولوجية في مجال الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب.

وقال شطناوي ان قسم الصحافة والاعلام يعكف حاليا على اعادة دراسة المناهج الدراسية بما يتواكب مع روح العصر والانفتاح الاعلامي وثورة تكنولوجيا المعلومات مشيرا الى ان الاعلام هو سلاح العصر.

وحيا طلاب جامعة اليرموك جلالة الملك بالهتافات والأغاني الوطنية والتفوا من حوله أثناء جولته وبادلهم جلالته التحية مطمئناً على احوالهم ورافقت حشود الطلبة مسير جلالته إلى مبنى رئاسة الجامعة حيث كانت المحطة الأخيرة في الزيارة الملكية.