
وتاليا نص المقالة:
كتب: بسام البدارين/
صحيح أن يحيى عياش عندما إستشهد في القطاع المحاصر مرتديا كوفية حمراء لم يتقصد تعزيز الوحدة الوطنية في العبدلي.
لا أريد أن أروي قصة الكوفية الحمراء وتلك الزرقاء أيضا فكلاهما مرتبط بمصنع الدهان الإنجليزي الصغير الذي يملكه إبن أخت كلوب باشا في قصة يعرفها الخبراء.

سؤالي اليوم وهو برسم الإجابة : ماذا لوترك فتية اليرموك وقتها ينشدون لفلسطين ولهويتها ؟..ماذا لو ترك لهؤلاء التعبير عن هويتهم {الفلسطينية} حتى نتجنب أنا وأنت وغيرنا اليوم هذا الزحام المرهق في التساؤلات والإحتمالات ؟.
من يقول اليوم بأن المقاعد الكافية لما يسمى بالمكون الفلسطيني بالبرلمان الأردني ينبغي أن تطلب من أمريكا وبريطانيا وإسرائيل قد نتفق معه من حيث المبدأ لكن عليه أن يقدم لنا نظرية متكاملة تقنعنا بالمسوغات الوطنية التي دفعت المؤسسة الأمنية الوطنية الأردنية لتأسيس ميليشيات التنظيم المشار إليه في اليرموك فقد شاهدتهم بعيني مع فرقة الإعتقال الأمنية وهم يلتقطون قرب مطعم الجامعة كل من عبر عن فلسطينيته وكنت بين المعتقلين يومها لإني تضامنت مع الشقيق الفلسطيني .
أريد منك قبل ذلك مساعدتي في الإجابة على هذا السؤال: لماذا منعت وتمنع الدولة الأردنية رعاياها من التعبير عن هويتهم {الفلسطينية} ؟..لم يعد ذلك سرا بكل الأحوال , ولم يعد من المنصف أن تعتقل {مواطنين} عندما تظهر ملامحهم {الفلسطينية} بين الحين والأخر لأكثر من 40 عاما ثم تأتي فجأة وبجرة قلم وببساطة تثير الإرتياب لكي تقول لأبناء هؤلاء : عذرا لا يمكنكم أن تكونوا أردنيين وفي أي لحظة تحاولون فيها إظهار {أردنيتكم} سأقصفكم بتهمة الوطن البديل وعلبة المشروع الصهيوني وسأطالبكم بمخاطبة اليهودي والأمريكي والبريطاني.

.. هؤلاء أخي محمد يدينون بالحب والولاء والإنتماء للجغرافيا التي ولدوا بحضنها ..لا يعرفون وطنا أخرا سوى الوطن الأردني الفلسطيني الموحد ولديهم مصالح ومشاعر أزعم أنهم مستعدون للدفاع عنها فيما بقي آبائهم قابضون على الجمر يذكرونهم بين يوم وليلة بفلسطين والأردن معا في الوقت الذي حرصت فيه الدولة وأجهزتها على نزع هويتهم الفلسطينية بلا ذنب دون أن تنصفهم كأردنيين وهم بكل الأحوال لايعترفون بنا نحن الذين نتجادل بالهوية فهويتهم واضحة تماما ..يريدون فلسطين والمواطنة معا وبدون إنتقاص.
لابد أخي الحبيب من التحدث بواقعية وبدون “لف ودوران” حتى نصل معا إلى مرحلة تتوقف فيها المتاجرة السياسية والإعلامية بالهويتين والوطنيين معا لصالح مشروع صهيوني إجرامي يستهدف كل عربي ومسلم وليس فقط كل أردني وفلسطيني فيما بعضنا منشغل بإسم الوطنية الأردنية بالمتاجرة في ملاحقة ضحاياه- أقصد المشروع الصهيوني- وبعضنا الأخر يزاود على السماء والأرض بإسم فلسطين.

الفارق واضح صديقي بين المشروع الصهيوني وضحاياه وهو أوضح بين التصدي له وبين الإكتفاء بمجرد مطاردة ضحاياه سواء أكانوا في الأردن أو أي مكان آخر وشخصيا لا أرى في المواطن الأردني {القلق} إلا أقرب وصفة لخدمة المشروع الصهيوني وليس العكس فكل التجمعات المشكلة في بلادنا تحت عنوان{المواطنة} تكون المفردة التالية فيها العودة أو فلسطين .
وعلى الأرجح يمكنك مراقبة السيطرة الرسمية المطلقة على لجان إدارة مخيمات اللاجئين في الأردن حيث يستبعد تحت ضوء الشمس كل نشط مخيماتي مسيس يؤمن بحق العودة ويعمل لصالح تكريس فكرة فلسطين في المخيمات لصالح نشطاء من فئة الوجهاء والمخاتير لا هم لهم سوى توسيع رقعة المقبرة وإستقبال المرشحين المزنرين بالمال السياسي أيام الإنتخابات …بربك أخي محمد هل هذا سلوك دولة تؤيد حق العودة فعلا ؟.
لقراءة نص المقالة التي كتبها اللواء المتقاعد محمد البدارين بعنوان “المقاعد الكافية للفلسطينيين نطلبها من اسرائيل وبريطانيا وامريكا” .. اضغط هنا