ألا في مدح الحبيب ماذا أقول
اللب حائر و اللسان مشلول
عاجز عن وصف من هو بالبهاء و بالحسن مشمول
في هواه هاج فؤادي ودمعي مهطول
من لظى الشوق وانتظار العطف فهو المأمول
العين طلقت النوم طلاقا ليس بعده تردد ولاعذول
حبا في ناره وزمهرير ليل بذكره يطول
والفم تكلم لغة الصمت مرددا سمفونيات السكون
يناجي نجوما تألقت فغاب الكلام المعسول
يامن في عشقه ثارت القبائل والسيف مسلول
ينذر باشتعال حربٍ القاتل فيها مقتول
فارأف بحالي وامنن بوصل وبقبول ما بعده قبول
وجد بقرب فهيامي وسط زخم الكراهية معزول
كم من مشفق مستفسر حاله عجول
يسأل عمن به الفؤاد مأهول
تبسم ثغري وتهللت قلائدي وقلت هي البتول
طاهرة عفيفة لامست لب الجمال
كلماتها موسيقى تغنى بها الشفق المتواري بدون استعجال
ضحكتها ترياق يشفي سم الأيام والأهوال
وسناء يعبر الأفق يهدي الغافل لحسن المآل
حبه جيش غاصب احتل قلبي أيما احتلال
ركز دعائمه وأعلن عن بقاء بلا زوال
فلا المقاومة تجدي نفعا ولاخيار الإستبسال
إلا الإذعان والخضوع فلأجله يطيب التكبل بالحبال
فرض الشروط وركز ناموسه مستغلا ضعف الحال
ويومض البرق ويزمجر رعده تفاخرا فهو المعروف بالدلال
ثم ما يلبث الغيث يهطل بضحكات طيبها كالماء الزلال
الحب مدرسة لكل ذي رغبة في الكمال
والكمال صفة اختص بها القدوس ذو الجلال
تعلم نفي الذات والأنا في غياهب سهر الليالي
وتلقن مبادئ الإحساس بالحقيقة والإقبال
على الحياة بروح ملؤها البشروحب يعصف بأرصفة الخيال
يرقى بالمشاعر ويصفي ثوبها من أدران الإنحلال
فوا أسفاه لشباب تبهتوا بكل الألوان الأشكال
لبسوا أقنعة النفاق وافترشوا بساط التلون والإختيال
فمتى كانت الحرباء على استقرار واحد أوحد بدون استبدال
لقد فاحت أرائج الجنون لعاشق رهف الفؤاد حالم البال
اختنق وسط يأس يائس بالسعد وحسن النية والجمال
لكني شويعريسيل بنظم لاتزيده إلا تعبا في الحال والترحال