ان صح الخبر الذي ورد في صحيفة الغد اليوم السبت 7 نيسان من ان الحكومة عرضت على الإسلاميين 25 مقعداً في مجلس النواب, فهذه المصيبة بعينها (و إن لم يصح فالمصيبة اعظم إذ ان الرقم قابل للزيادة تبعاً للمفاوضات التي تدور خلف الكواليس).
إذ ان مفهوم هذا العرض ان الحكومة تنوي و تملك تزوير ارادة الشعب و تحديد من سيصل تحت قبة البرلمان و ان تظهره بمظهر ممثل الشعب و المعبر عن إرادته و في كل زمان و مكان, و بأن محمد الذهبي ليس شخصا او ظاهرة و انما سياسة و توجه.
لذا لنسمي الأشياء بمسمياتها و نقول بأن الحكومات مع اختلاف اسماء اعضائها تنتهج و تنفذ سياسة واحدة فقط لا غير و هي انتخابات مزورة سلفاً, و ما هذه الإجتماعات و الإتصالات مع اطياف هذا الشعب المسكين الا من باب التهدئة و إظهار النفس إعلامياً فقط بمظهر ديمقراطي هدفه الإصلاح ظناً من من يعتقدون بأن حركة الشارع ما هي الا حركة مؤقتة و غير منظمة و بأن الزمن كفيل بها.
و بكل الأحوال فإن هؤلاء احسن حالاً من الذين يعتقدون بأن هذا الحراك ما هو الا من قبل شلة زعران!
و مع شديد الأسف اقول بأنهم لا يصلحون لتقييم اوضاع اسرة فكيف يقيمون اوضاع هذا البلد (و تناسوا غضب الحليم). الحقيقة بأنهم يجهلون تركيبة هذا الشعب الطيب و للأسف يعتقد من يحتل منصبا حكوميا رفيعا او شبه رفيع بأنه قد اصبح على مستوى عال من الذكاء و له الحق بالتنظير و التحليل و الوصف و طرح الحلول و بأنه من يحق له وحده الكلام كونه ملهما و حلت عليه المعرفة التي تصاحب الوظيفة و من اول يوم, و على الآخرين فقط الاستماع.
اقول لهؤلاء السادة اتقوا الله في هذا البلد و بهذا الشعب الذي سامح كثيراً, فقد آن الاوان بأن تدركوا بأنكم لستم حماة هذا البلد و خوفكم الذي تظهرونه نابع من مصالحكم فقط, و بأن الشعب اذكى منكم بآلاف المرات, و لا شك بأنكم ذاهبون اما الى بيوتكم او الى مزبلة التاريخ, و كما قالت الخالة أم اسماعيل: تيتي تيتي, لا نامت اعين الفاسدين.