زهير عبد القادر
كان الجو مساء امس لطيفا جميلا…ونسمات الربيع الناعمة تداعب وجوه المارة…وكان القمر بدرا…فقررت وزوجتي ان نسير قليلا في هذا الجو الربيعي الرائع في احدى شوارع العاصمة الاردنية عمان وبالتحديد عمان الغربية قرب شارع الشهيد وصفي التل (الجاردنز)…وهو نموذج لمعظم شوارعنا في عمان …
،،،،،،،في جميع عواصم العالم وعلى جانبي الشوارع توجد ارصفة للمشاة الا عندنا في عمان فيوجد عندنا ارصفة ضيقة جدا…ليس هذا فحسب…ففي منتصف الرصيف ومهما كان عرضه او طوله هناك اشجار تزرع في منتصفة وبطريقة تمنع المواطن من استعماله وعلى المواطن طبعا في هذه الحالة استعمال الطريق المخصص للسيارات…وترك هذه الارصفة لأشجار الزينة ولتبقى مواقف لسيارات الاشخاص الذين يمنعهم كسلهم لتوقيف سيارتهم في الكراجات المخصصة لها…
،،،،،،،مسكينة المرأة التي تحمل احد اطفالها على ذراعها وتدفع عربة الثاني بيدها الاخرى…فعليها ان تزاحم السيارات المارة لتجد طريقا لعربة الطفل ومحاولة الوصول الى هدفها اذا اراد الله لها الوصول وسلمت من حوادث المرور …ومساكين كبار السن في بلدي فالأرصفة لم تبنى لهم وعليهم ايضا ان يزاحموا السيارات التي تسير بسرعة جنونية في شوارعنا…والا كيف سيصل هذا الرجل العجوز الى طبيب الاسنان او الصيدلية لشراء دوائه؟
،،،،،،،،ليس هذا فقط …فاذا وجد مواطننا رصيفا طويلا صالحا للمشاة وخاليا من الاشجار والسيارات الواقفة عليه فعليه في هذه الحالة ان يتوخى اقصى درجات الحذر فقد تصادفة حفرة في وسط الرصيف مفتوحة دون اية اشارة تشير اليها …وقد يهوى بها ويصاب بجروح لا يعلم خطورتها الى الله…ولم يفكر احد من المسؤولين في امانة عمان الكبرى او وزارة الاشغال العامة بتداعيات هذه الحفر على حياة اطفالنا الصغار او امهاتنا وابائنا كبار السن ومواطنينا الكفاف او ذوي النظر الخفيف…
،،،،،،،،،لم نكمل مشوارنا الذي لم نبدأه للاسباب التي ذكرت…وخوفا من التعرض لحادث سير مفجع او الوقوع في حفرة لا يعلم احد كم عمقها وما في داخلها …
،،،،،،،،سؤالي الان الى السيدات والسادة في امانة عمان الكبرى والى كل المهندسين ومخططي المدن في بلدي…كيف يخططون لشوارعنا في عاصمتنا عمان وهل يتذكرون المواطن والارصفة عند التخطيط؟ وهل هذه الاشجار التي تزرع في منتصف الارصفة تزرع للزينة ولتجميل الشارع ام لعرقلة المشاة من نسائنا واطفالنا ومرضانا؟ واين هي دائرة السير من هؤلاء البشر الذين يوقفون سياراتهم على هذه الارصفة ؟ واين وزارة الاشغال العامة ومهندسيها من كل ذلك؟
لقد عدنا الى بيتنا دون ان نبدأ المشوار…ولن نفكر بعد اليوم بمشاوير اخرى سيرا على الاقدام في عاصمتنا الحبيبة…ولكنني افكر الان…هل سيقرأ المسؤولون اسئلتي …وهل اسمع يوما من الايام جواب ؟،،صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com