الإصلاح نيوز- مروة بني هذيل/
،بعد أن تفتحت التجربة التشكيلية للفنانة غدير حدادين على أجواء فنية مميزة، وفرتها لها مسيرة والدها سعيد حدادين الإبداعية وبصماته اللافتة في المشهد التشكيلي الأردني، أطلقت غدير أول أيام شهر نيسان(ابريل)، معرضها الفني الثالث المسمى “بوح لون” في صالة رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين بجبل اللويبدة.
واشتمل المعرض على 25 لوحة فنية، اذ تعتبر حدادين بأن المعرض يشكل “نقلة نوعية” لها في عالم الفن التشكيلي، وعن ذلك تقول “احتوت لوحاتي على جرأة كبيرة في طرح الالوان على مساحات لونية شاسعة لا يوجد بها قيود”، مبينة أن المعرض نقلة نوعية عن سابقه، ففيه “وعي ومسؤولية أكبر تجاه اللوحة”، فضلا عن “أنني استخدمت في تنفيذ لوحاته الاكريليك، الذي اعتبره انطلاقتي الحقيقية بعد أن لجأت في جميع أعمالي السابقة الى ألوان الباستيل”.
وأوضحت بأن كل انسان على وجه الارض له هواجس وذكريات من الماضي وتطلعات مستقبلية، وبريشتها أخرجت كل ما يتضمنه عالمها وباحت به على لوحتها الصادقة لتمتزج الألوان بجرأة وحرية، مشكلا هذا الاحساس بالوصف اسم المعرض “بوح لون”، حيث تقول حدادين “فكما للشاعر سلاحه بالكلمات، فأنا سلاحي بريشة الواني التي تنهج اسلوبية التجريد في رسم لوحاتي الحافلة بإشارات ودلالات بليغة حول العديد من الانشغالات في القضايا والهموم والغوص في معاينات تلامس تلك التفاصيل داخل البيئة الحياتية”.
“بوح لون” يبوح بكل تراكمات الاحداث في حياة حدادين، اذ انطلق بعد صعوبات وتحديات وتعب وجهد في رسم كافة الهواجس والمشاعر استغرق العامين،
“معرضي هذا يمثل الزهرة التي شقت الصخور لتخرج من بين ثناياها.. فقط لترى النور”.
وحول رسالة لوحات المعرض، تقول:”أحب من يترك بصمته في الحياة، وهذا ما سعيت له عبر لوحاتي، لترسل تلك البصمة رسالة لبناتي بأن والدتهن انسانة مميزة، خلقت جوا فنيا مميزا.. فهذا المعرض يعني لي الكثير”.
كما اشتملت اللوحات التي سيستمر عرضها لمدة أسبوع، رسالة لطالبات حدادين في المدرسة الاهلية للبنات بأن الحياة بها ايقاعات مختلفة ولا تسير على وتيرة واحدة، وبأن على الانسان أن يتغلب على التحديات ويثبت وجوده بإرادته.
أناس خلف الكواليس دعموا حدادين في مسيرتها، بدأت بأبيها الذي تأثرت ببيئته الإبداعية التي ترعرعت فيها بصورة كبيرة، واطلاعها الدائم على عمل والدها وفق قولها “والدي شكل مدرسة خاصة به في الفن التشكيلي، وهناك العديد من الطلاب الذين تأثروا بلمساته الفنية وساروا على نهجه، ولكن بالنسبة لي فقد فضلت بناء شخصية فنية وفكرية مستقلة”.
واكتملت مسيرة الدعم بزوجها داهود دبابنة، “زوجي ساندني جداً لانجاز أعمالي الفنية، وهو يفخر بي وبكل ما أقدم من لوحات.. فأنا تربيت على الأوان منذ طفولتي، وأشعر بأن الريشة جزء من أناملي”.
تحاكي ريشة حدادين المولودة العام 1977 بعمان، موضوعاتها بأساليب متفاوتة مغمسة بألوان الباستيل والاكليرك في تداخل سلس يمزج بين الالوان بشكل فني متقن، حيث تدفع المتلقي الى تذوق العمل بإحساس ووعي، “اللوحة هي قضيتي مع ذاتي، فهي تعبير عن هواجسي المبعثرة وأحاسيسي نحو اللون والطبيعة”.
تجدر الإشارة إلى أن غدير حدادين حاصلة على ماجستير في الرياضة والعلاج الطبيعي، وأقامت معرضها الشخصي الأول العام 1995 في جامعة اليرموك، ومعرضها الثاني في المركز الثقافي الملكي العام 2008، وشاركت في العديد من المعارض الفنية، إعلامية متفرغة في القناة الصناعية الدولية من 2008 – 2010، عضو رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين وعضو في أسرة المدرسة الأهلية للبنات.