بالأمس كانت كذبة نيسان ..نسيتها ..أو بالأحرى لأنني أعيشها لم أتذكرها ..فنيسان الذي يبدأ بكذبة لن يكون على ما يرام إلا بالكذب الذي يدخل في تفاصيل التفاصيل ..!
أتوقف عند حجم الكذب الذي يلفنا ؛ فأنبهر ..ليس لأننا غير معتادين على الكذب .بل لأنني اكتشفت أننا نكذب على مدار التنفّس ..فلماذا إذن نخصّص يوماً واحداً له ..؟؟.
أنا أكذب على أبنائي ..وأبنائي يكذبون على بعضهم ..و الحكومة تكذب عليّ وأنا أكذب على الحكومة ….و السيارة تكذب على الشارع والشارع يكذب على الإشارة الضوئية ..و الفرن يكذب على الطحين والطحين يكذب على الخميرة والخميرة تكذب على الملح ..فيصبح خبزنا وعيشنا ( كذب في كذب ) ..!
كلنا كذّابون يا سادة ..نكذب في النصر مثل كذبنا في الهزيمة ..ونكذب في الربح مثل كذبنا في الخسارة .. ونكذب في الأبيض و الأسود مثل كذبنا في بقية الألوان ..ونكذب في الموت ككذبنا في الحياة ..!! لأننا للآن لم نصدّق أننا ( أوادم ) و نعيش على اعتبار أن الحياة هي تدور حولنا .وأن الواحد فينا هو محور الكون ..حتى خيالنا كاذب ..!
نفسي أكذب كذبة وتتحقق .. هي أمنية : نفسي أكون أتحوّل إلى أنثى فائقة الجمال و تلبس فوق الركبة بشبرين لأحل كل مشاكل المواطنين العالقة عند المسؤولين ..!
ما أكذبني ..!! فأنا لا أتنازل عن خنشرتي حتى لمليون مسؤول ..!.