اصبح ظاهراً بشكل جلي مدى التفاوت بين العاصمة عمان وباقي المدن الأردنية من حيث التطور العمراني والخدماتي ، وقد انعكس ذلك على الكثير من السلوكيات الحياتية لدى المواطنين ، سواء في عمان أو غيرها من المدن الأردنية ، وخصوصاً فئة الشباب التي تشكل الجزء الأكبر من المجتمع الأردني وهي الفئة التي تشكل أيضاً عصب الحياة بالنسبة للدولة ، ولعل فئة الشباب هم الأكثر تضرراً والأكثر استفادة من نقص أو توفر مرافق ومنشئات خدماتية وترفيهية وتسويقية .
،وتتفاوت النظرة بين الشباب الى مسألة تقدم العاصمة عن غيرها من المدن بشكل كبير من حيث التطور العمراني وتوفر الخدمات والمنشئات التسويقية والترفيهية وما الى ذلك ، إذ يرى البعض أن العاصمة هي الواجهه الأولى للأردن ، وأنها محط قدم كل من يأتي إليه ، سواء للسياحة أو الإقامة وغيرها من الأمور ، ويرى البعض أن هناك اهتمام زائد بالعاصمة وهذا الاهتمام اثر سلباً على المدن الأخرى .
العاصمة عمان أصبحت مقصد العديد من المواطنين سواء للإقامة أو العمل أو الزيارة ، لأنهم يجدون فيها كل ما يلبي حاجاتهم ، وينظر الكثير من شباب اربد الى عمان أنها ملجأ لهم في المناسبات والأعياد ويرون فيها المدينة العصرية الحديثة التي سبقت مدينة اربد بسنين ، وينظر قسم آخر من الشباب الى عمان أنها فقدت روح التكافل والتعاون الاجتماعي ، وان العديد من أحيائها وضواحيها فقدت الصبغة الأردنية التي تميز المجتمع الأردني عن غيره من المجتمعات ، ويرى البعض الأخر الى أن تواجد رؤوس الأموال في العاصمة بالإضافة الى أنها محط أنظار المستثمرين العرب والأجانب أدى الى تقدمها الكبير عن باقي المدن الأردنية من جميع جوانب الحياة ولا يمكن أن نقارنها بباقي المدن الأخرى لأن لها وضعها الخاص.
محمد الزعبي طالب في جامعة جدارا يقول :” عمان هي العاصمة وبذلك لابد من أن تكون فيها كل متطلبات الحياة ، وبالنسبة لي أراها تنافس أهم العواصم العربية من حيث العصرية والحداثة ، ويجب أن نوليها الاهتمام الأكبر فهي واجهة الأردن أمام العالم اجمع “.
وتنتقد الطالبة في جامعة العلوم والتكنولوجيا اماني عبدالله كل من يقارن عمان بباقي المدن الأردنية إذ تقول :” لا مجال للمقارنة بين عمان وغيرها من المدن الأردنية ، فهي العاصمة وبالتالي لابد من أن يتوفر فيها كل ما تحتاجه المدينة بمفهوما الحديث، من حيث الأماكن الترفيهية والتسويقية، وتوفر الخدمات وغيرها من الأمور”.
احمد ملكاوي طالب في جامعة البرموك يقول:” بالنسبة لي اُفضّل أن أبقى في اربد على أن اسكن بعمان ، ففي الكثير من مناطق عمان فقدت الأسر والعائلات روح الترابط والتكافل فيما بينها ، فتجد الجار لا يعرف جاره ، على العكس من اربد إذ أن الترابط الأسرى والعائلي اكثر وجوداً على حيز الحياة الاجتماعية”
وتضيف رنا محمد ” قد تكون هناك حياة افضل من الناحية المادية بالإضافة الى توفر اغلب ما يحتاج المرء من سكن ومواصلات وغيره من الخدمات ، لكن أحياء كثيرة هناك بدأت تفقد العديد من العادات والتقاليد المعروفة لدينا وهذا الأمر قد يؤدي الى انفتاح زائد على الكثير من الأمور التي تؤدي الى انحلال الأخلاق وذهاب القيم”.
أما رمضان عبدالله وهو شاب يعمل بإحدى المحال التجارية فيقول:” أرى بعمان أنها المكان الأمثل للبحث عن حياة افضل من الناحية الاقتصادية ، ففرص نجاح المشاريع الاقتصادية والتجارية فيها اكبر واكثر ، وبالإمكان زيادة الدخل المادي ليساعدني على تأمين مستقبل اكثر راحة “.
ويرى عبدالله سليمان أن عمان أصبحت مقصد له ولغيره من الشباب في الكثير من المناسبات والأعياد إذ يقول :” في العيد اقصد مدينة عمان لأنني اشعر ببهجته هناك وأجد فيها الكثير من المنشئات الترفيهية التي تجذب الشباب على العكس من اربد إذ تعاني من قلة هذه المنشئات والكثير من أصدقائي يقصدون عمان في المناسبات لأنهم يرون فيها المكان الأفضل لقضاء أوقات اجمل”.
ومع اختلاف النظرة بين الشباب للعاصمة عمان تبقى امانيهم واحدة بأن تكون كل المدن الاردنية هي عمان، وان يتم الاهتمام بها واعطائها حقها كما هو الحال في العاصمة الاردنية.