الاصلاح نيوز /
تزامناً مع إعلان جيش الاحتلال أمس إنهاء تدريبات قوات الهندسة التابعة للواء الجنوب الخاص بقطاع غزة، تحاكي سيناريوهات تنفيذ عملية عسكرية ضد القطاع تهدف إحداها إلى إعادة احتلاله، اقتحم جنود إسرائيليون فجر أمس قرية رمون في قضاء رام الله ونفذوا عمليات دهم أصيب خلالها ثلاثة أشقاء فلسطينيين وجندي إسرائيلي.
وقالت تقارير إعلامية أمس: إن ثلاثة أشقاء فلسطينيين أصيبوا بعد تعرضهم لإطلاق نار من قوة إسرائيلية باقتحام قوة عسكرية في قرية رمون قضاء رام الله فجرالثلاثاء. وأضافت أن جندياً من جيش الاحتلال أصيب بجروح طفيفة نتيجة تعرضه للطعن في ظهره خلال اقتحام القرية. وقالت زوجة أحد المصابين: إن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على الأشقاء الثلاثة وهم رشاد وأكرم وأنور ذيب، خلال محاولة اعتقالهم، وجرى نقلهم إلى المستشفى، حيث وصفت حالة أحدهم بالخطيرة والآخرين بالمتوسطة.
إلى ذلك، اعتقلت القوات الإسرائيلية خمسة فلسطينيين بذريعة أنهم مطلوبون لقوات الأمن، حيث جرى اعتقال ثلاثة منهم في منطقة الخليل، والآخران اعتقلا في قرية حوسان قضاء بيت لحم. في هذه الأثناء، قال مصدر طبي فلسطيني: إن الشاب محمد هشام أبو عكر، 18 عاماً، أصيب بعيار ناري في رجله اليمنى بعدما أطلق أحد المستوطنين النار عليه في منطقة البلدة القديمة في مدينة الخليل، حيث نقل أبو عكر إلى المستشفى في المدينة لتلقي العلاج.
،سيناريوهات حرب
وبالتزامن، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إنهاءه تدريبات قوات الهندسة التابعة للواء الجنوب الخاص بمنطقة غزة، يحاكي سيناريوهات تنفيذ عملية عسكرية ضد القطاع بما في ذلك تسوية مناطق وفتح محاور، وإنشاء مسارات للمركبات المدرعة لتمكين القوات البرية وقوات المدفعية والمدرعات من التحرك بسهولة، استعداداً «لجولة التصعيد القادمة».
وقال جيش الاحتلال: إن التدريب الذي جرى في قاعدة «تساليم» جاء على ضوء جولة التصعيد الأخيرة في القطاع قبل أسبوعين وشمل تأهيلاً مهنياً على الجرافات «دي 9». ونقل موقع الجيش على الإنترنت عن نائب قائد كتيبة قوات الهندسة موشيكو إلياهو قوله: «نحن نفترض أن الجولة القادمة قريبة جداً، وعلينا أن نكون على استعداد تام».
ومن جهته، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، بحسب ما نقلت عنه «الجزيرة نت»: إن إعادة احتلال غزة هو أحد السيناريوهات التي يجري التدرّب عليها منذ مدة، مضيفاً أنه يتواتر الحديث داخل إسرائيل عن حل ما يسمى «معضلة غزة»، وأن مسألة الاقتحام والقيام بعملية برية واسعة النطاق في غزة «مسألة وقت».
من جهةٍ أخرى, و بخصوص شبه جزيرة سيناء المصرية فمنذ انتصار الثورة، أخذ موضوع شبه جزيرة سيناء المحررة يحتل حيزا كبيرا من تصريحات وتحليلات الساسة والصحفيين الإسرائيليين، حيث يتخوف هؤلاء من الانفلات الأمني الحاصل في سيناء بعد الثورة، وأثر ذلك على المدن والمستوطنات الصهيونية.
فقد أكدت دراسة إسرائيلية، أن سيناء تتحول بوتيرة سريعة إلى مركز لعدم الاستقرار، ونقطة انطلاق محتملة لما يسمى بـ (للإرهاب)، ومصدر توتر بين مصر وإسرائيل(..) وأن التطورات في سيناء يمكن أن تنهى حالة السلام الثنائي الهش بين مصر و”إسرائيل”.
وأشار تقرير صدر عن معهد واشنطن إلى أن الأداء القوى للإسلاميين في الانتخابات البرلمانية المصرية يعد سببًا لقلق “إسرائيل”؛ لأن “أي حكومة إسلامية في مصر قد تغض الطرف عن الجماعات (الإرهابية) في غزة وسيناء أو حتى ستقوم بتحريضها”.
وبالمقابل يرى المسؤولون المصريون في هذه الأقاويل الإسرائيلية، الكثير من التضخيم والتهويل بغية تنفيذ خطة ما، وذلك لأن سيناء تعتبر جزيرة غير مأهولة تقريبا ولا يمكن لسكانها أن يشكلوا خطرا حقيقيا على “إسرائيل”.
حتى أن بعض المسؤولين ذهب للقول بأن “إسرائيل” هي من تحاول إثارة الفتن والمشاكل داخل سيناء، فقد انتقد اللواء السيد مبروك محافظ شمال سيناء، تصريحات المسؤولين الإسرائيليين حول تحول سيناء إلى “بؤرة للإرهاب”، وأن مصر لا تستطيع بسط سيطرتها على سيناء، مؤكدا أن سيناء مستقرة أمنيا ومؤمنة تماما، ولكن تسعى “إسرائيل” من حين لآخر لزعزعة استقرار شبه جزيرة سيناء بمزاعم ليس لها أساس من الصحة.
وأضاف محافظ شمال سيناء في رده على تصريحات كان أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو و قال فيها إن مصر على ما يبدو تواجه صعوبة في السيطرة على سيناء، إن قوات الأمن تحكم سيطرتها على حدود مصر الشرقية تماما وتبسط سيطرتها على كل الأراضي المصرية في سيناء متهما إسرائيل بتهريب السلاح إلى الأراضي المصرية بهدف زعزعة الاستقرار.
ويربط محافظ شمال سيناء بين تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي وبين فتح معبر رفح البري بشكل دائم، والمصالحة بين حركتي “فتح” و”حماس”، والتقارب المصري مع دول أخرى، قائلا إن ذلك أزعج “إسرائيل” على ما يبدو من تصريحات مسؤوليها.
وكان نتنياهو أشار إلى أن “ما يحدث في سيناء هو أن ما تسمى بـ “منظمات الإرهاب” العالمي يثيرون ضجيجا يتزايد هناك بسبب العلاقة ما بين سيناء وبين قطاع غزة”. وذكر أن حركة “حماس” تزداد قوة في الأراضي المصرية، قائلا إن “الحركة قامت بنقل معظم نشاطاتها إلى مصر من دمشق بسبب حالة الغليان التي تشهدها سوريا”.
ويرى محللون مصريون، أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين ما هي إلا مقدمة تمهيدية لعمل عسكري ستشنه “إسرائيل” على شبه جزيرة سيناء وقد ينتهي بإعادة احتلالها، وذلك بحجة أنها باتت تشكل خطرا على أمن “إسرائيل”، ويستند هؤلاء في تحليلاتهم على دعوة وجهه حزب “إسرائيل أرضنا” اليميني المتطرف، لإعادة احتلال شبه جزيرة سيناء بعد الثورة مباشرة، زاعما أنها جزء لا يتجزأ من الأراضي الإسرائيلية التي أوصت التوراة شعب إسرائيل باستيطانها.حسب هذيانه.
ووزع الحزب بيانا بعنوان “إعادة احتلال سيناء”، اشتمل على كلمة ألقاها يسرائيل آريئيل حاخام مستوطنة يميت الإسرائيلية، طالب فيها بإعادة احتلال سيناء فورا، وزرعها بالمستوطنين اليهود، تنفيذا لأوامر التوراة، محذرا من تداعيات ثورة 25 يناير على الأوضاع السياسية والإستراتيجية لإسرائيل خلال السنوات العشر المقبلة.
وقال إن “السلام مع مصر ليس كنزا استراتيجيا، ولكنه شوكة في حلق “إسرائيل”. وها هي مصر بعد الثورة تقود اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس لتدمير “إسرائيل”، وتفتح معبر رفح أمام الفلسطينيين، وما زالت الأنفاق تنقل السلاح إلى حركة حماس في قطاع غزة، حسب أقواله”.
هذا وتحظى فكرة إعادة احتلال سيناء بتأييد غالبية الإسرائيليين، فقد كشف استطلاع للرأي أجراه مركز “موشيه ديان ” للدراسات السياسية والإستراتيجية أن 62 % من الإسرائيليين عبروا عن رغبتهم في إعادة احتلال شبه جزيرة سيناء المصرية، بينما رفض 24 % هذه الفكرة، فيما رفض 14 % التصويت.
وأوضح الاستطلاع أن المؤيدون لفكرة إعادة احتلال سيناء يستندون إلى أن تلك الخطوة ستضمن الأمن للمدن الصهيونية الجنوبية، موضحين أن السبب الرئيسي في هجمات إيلات الأخيرة والتي قتل فيها أكثر من 12 شخصًا ترجع إلى عدم قدرة السلطات المصرية على السيطرة على الأوضاع بسيناء.