ما أن أنهت ابتسام احتساء فنجان قهوتها،حتى طلبت منها صديقتها قلب فنجانها لترى ما تخبئه لها الأقدار،في البداية كانت قراءة الفنجان بالنسبة لها مجرد تسلية،لكن ما لبثت أن أمنت به لاحقا ليصبح جزءا من حياتها اليومية،كما تقول”صديقتي تنبأت لي بإحداث واقعية مررت بها ، كما استطاعت أن تقرا لي الماضي”.
ابتسام إحدى النساء اللواتي بدأن يقبلن بشغف في الآونة الأخيرة على”الضرب المندل”بواسطة الفنجان في الشونة الجنوبية،كما أصبحت”قراءة الفنجان”مهنة يمتهنها بعض نساء المنطقة، إذ يرصدن الخطوط والرموز فيه ليروين من خلالها أحداثا قد تحدث لصاحبة الفنجان.
جل من قابلناهن ممن يطرقن باب العرافات يقنعن انفسهن انه من باب التسلية، لكنه حقيقة للكشف عن المستور”وبحسب العرافة نوال.
تمارس مريم العرافة منذ ثلاثين عاما، وتعتبرها موهبة تمكنها من كشف المستقبل لتلك النسوة اللواتي يترددن عليها،ولأسباب اغلبها اجتماعية”كفتاة تعاني العنوسة وأخرى تعاني كثرة الخلافات مع زوجها”.
بباب إحدى العرافات قابلنا بسمة،والتي تظهر قناعة واضحة بقراءة الفنجان، وذلك بعد معاناتها طويلا بمرض الم بابنها عجز الأطباء عن علاجه لسنوات،لتجد دواءه عن طريق إحداهن وبواسطة الفتح بالفنجان، وتضيف”تعافى ابني من كل الأمراض التي لحقت به”.
أما حكاية العرافة نوال فكانت بدايتها لم تتعدى المزاح مع صديقاتها وتسلية ليس اكثر لتتفاجىء لاحقا أن جميع ما تتوقعه من أحداث لهن يصبح واقعا، وتزيد”اصبح يزورني الكثير من نساء الأغوار وجميعهن يؤكدن لي صدق قراءتي للفنجان”.
نائلة خالد هي الأخرى اتخذت من قراءة الفنجان مهنة لها منذ سنوات،لكن لتوجهها لذلك حكاية ترويها”حلمت إنني املك القدرة على”كشف المستور”وبعدها استطعت أن أقرأ الفنجان للنسوة في المنطقة”.
“كما إنني أتقاضى أجرا مقابل ذلك لأعيل أسرتي “، تقول نائلة.
الرأي الديني في هذه المسالة يحرم قراءة الفنجان حتى وان كانت من اجل التسلية، إذ تعتبر من باب الشرك بالله.
و يرى دكتور علم الاجتماع حسين الخزاعي أن ظاهرة قراءة الفنجان لا يرتبط انتشارها بمنطقة ما، إنما له علاقة بأسباب اجتماعية.
ومن يلجا لذلك بحسب الخزاعي “يحاول البحث عن حلول لقضايا لم يستيطع ان يجد لها حلولا في الواقع العملي”.
ومع تزايد اهتمام الفتيات الملحوظ بقراءة الغيب وبواسطة النفجان ،نقول” كذب المنجمون ولو صدقوا”.فإلى متى سيبقى مصير إحداهن مرتبطا بقراءة الفنجان .