أثارت سلسلة التفجيرات التي ضربت بغداد وبعض المدن العراقية عدة أسئلة حول تأمين القمة العربية في حال انعقادها بموعدها وقدرة الحكومة العراقية على تحقيق شروط أمن المشاركين فيها.
ورغم أن السلطات العراقية طمأنت جامعة الدول العربية ومعها الدول العربية على توفير جميع مستلزمات القمة، إلا أن ما جرى خلال الأيام الماضية واحتمالية تكراره وضع بغداد في موقف حرج، وكشف هشاشة الوضع الأمني كشرط لضبط إيقاعه خلال القمة.
وليس تأمين القمة هو المشكل، وإنما الصراع السياسي وتفاقمه بين أطراف العملية السياسية وغياب الموقف الموحد لقادتها في التعاطي مع الملفات التي ستطرح على القادة العرب،
فالعراق التزم بالإجماع العربي في التعامل مع الأزمة السورية كشرط لعقد القمة. غير أن توقيت صحيفة نيويورك تايمز في كشفها عن تغاضي العراق عن تمرير لأسلحة إيرانية إلى سوريا عبر أراضيه رغم نفيه لهذا الاتهام أحرج بغداد أيضا، ووضعها في موضع الشك بالنسبة لبعض دول الخليج العربي.
إن عقد القمة العربية في بغداد وقبل أسبوع من موعدها هو محل شك الكثير من المراقبين الذين يعتقدون أن جميع الاحتمالات واردة وحتى اللحظة الأخيرة.
وطبقا للتطورات المتسارعة التي تشهدها الأزمة السورية، وانفجار الخلافات بين الأكراد وحكومة المالكي وتلويح البرزاني بالاستقلال عن العراق، وإعلان الدولة الكردية من جهة، وبين المطالبة بعرض الأزمة العراقية على القمة، يضاف إليها عامل مهم وهو تدهور الوضع الأمني والانتكاسة الأمنية التي شهدتها بغداد الثلاثاء الماضي كلها عوامل لا تساعد على عقد القمة، وتضع موعدها قيد الدراسة على أجندة الكثير من الدول.
إن الإصرار على عقد القمة العربية في موعدها في ظل ظروف معقدة وغير صحية، وسط انقسام عربي في التعاطي مع أزمات المنطقة، وغياب رؤية موحدة بشأنها لا يعطي الأهمية القصوى للمصرين على عقدها، إضافة إلى تحولها ربما إلى مناسبة لتعميق الخلاف بين المشاركين فيها.
فقمة لا تغني ولا تسمن من جوع، ويلف مكان انعقادها المخاطر المحتملة، ولا تلبي اشتراطات العمل العربي الموحد والجامع على قضايا الأمة لماذا الإصرار على عقدها؟