ربما لم تكن ملامح وجوه الأمهات وأصواتهن الخافتة، كافية عند أبناء أصابتهم الخطيئة ففقدوا حاسة التقدير ليروا أن حالهم بعد حين قد يصبح مثلهن أو أكثر.
بيوت جمعت ستينيات وسبعينيات لا يشتركن سوى بحالة الفقد والحنين لبيوت لطلما أعددنا بها طعاما ولطلما نظفن جدرانها.
وداد أم لثلاثة أبناء أمنيتها الوحيدة أن تلتقي بهم رغم المسافات البعيد التي تبعد بينها وبينهم، حيث لم تر أحدا منهم منذ عشر سنوات، ولن تشعر بالراحة حتى تراهم، على حد قولها.
أما نبيلة ،فقد تخلى عنها الأهل والأبناء والأصحاب لمجرد أنها تزوجت مرة أخرى، لينتهي بها الحال إلى دار المسنين.
وتضيف نبيلة خلال جولة “لعمان نت” في دار المسنين بمناسبة يوم الأم، أنها لم تعرف ابنتها من قبل، إلا أن القدر جمعهما بها منذ ثلاثة شهور دون أن تعرض الابنة على أمها أن تنتقل معها رغم، السنوات العشرين التي لم تعرف والدتها بها .
لهفة أمينة على ابنها تجعلها تحضر نفسها يوميا استعدادا لأن يأتي ويصحبها، إلا أنها لم تره منذ ولدته، ،وما تزال تنام ،على أمل أن تصحو على موعد اللقاء الذي قد يطول بالنسبة لها.
وزيرة التنمية الإجتماعية نسرين بركات أكدت خلال الاحتفال الذي أقامته الوزارة بمناسبة يوم الأم الأربعاء، أن رعاية المسنين لا بد أن يقوم به الفرد تجاه هذه الفئة التي شاءت الظروف بأن تقيم في دار المسنين.