،
الاصلاح نيوز- خاص- كتب : ايمن الحنيطي/
الزميل أيمن الحنيطي
في الحادي والعشرين من اذار من كل عام يحتفل الاردنيون قيادة وجيشا وشعبا بذكرى النصر في معركة الكرامة الخالدة،، في المقابل يستقي الاسرائيليون الدروس والعبر عندما راودتهم في الماضي اطماعهم نحو الاردن ليتذكروا اليوم ان هذا البلد عصي على مخططاتهم، وان فيه شعبا مستعدا ،للموت على ارضه ،كما قال مليكه الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه.
،،، عند الرجوع الى الادبيات العبرية حول ما قيل اسرائيليا عن معركة الكرامة نجد من الأقوال والشهادات بحق الجيش العربي الأردني، وأدائه المشرف ما يدعو للفخر والتباهي بهذا الجيش الباسل وقيادته الهاشمية الحكيمة، وهي صفحة بيضاء توضع في سجل الاردن في تاريخ الصراع العربي – الاسرائيلي .
،،، ” جهنم في الكرامة ” ، ” الهزيمة النكراء ” ، ” اكثر الهزائم الجارحة ” ، ” هزيمة الكرامة ” بهذه الاوصاف نعت الاسرائيليون هزيمتهم في معركة الكرامة الخالدة في 21 آذار 1968 التي كتب سطورها بواسل الجيش العربي الاردني المصطفوي، باحرف من ذهب بكتاب التاريخ العربي المعاصر .
،،، الكاتب الإسرائيلي “افيتار بن تسيدف” وفي مدونته الالكترونية “غلوبال ريبورت” كتب مقالة بعنوان “جهنم في الكرامة ” تداولتها الكثير من المدونات والمواقع الالكترونية الاسرائيلية لما فيها من اعتراف واضح وصريح بأول هزيمة عسكرية يتذوقها الاسرائيليون منذ اغتصابهم لفلسطين في العام 1948.
،،،، يقول بن تسيدف في مقالته “بعد مرور أربعين عاما على الهزيمة النكراء التي عصفت في الجيش الاسرائيلي في اذار 1968 في معركة الكرامة ، فقد انتهت (عملية جهنم – وهو الاسم الذي اطلقه جيش العدو حينها على معركة الكرامة) باقالة الجنرال عوزي ناركيس، قائد ما يسمى بالمنطقة الوسطى في الجبش الاسرائيلي في حينها والذي تولى قيادة المعركة عن الجانب الاسرائيلي ، دون ان يكون لاسباب اقالته حينها اي صدى يذكر حتى يومنا هذا” .
،، ويكتب بن تسديف ان احد الجنود الاسرائيليين الذين شاركوا في الكرامة ويدعى “بيني ” وهو احد قدامى المقاتلين في سلاح المدرعات الإسرائيلي، قد أنعش ذاكرته بأشياء منسية عندما قال له :” مرت اعوام على هزيمتنا في معركة الكرامة، وهي اكثر الهزائم التي جرحت اسرائيل في الصميم” .
،،، ويضيف بن تسديف ” الهزيمة في الكرامة الحقت باسرائيل ضررا استراتيجيا خطيرا وخلفت ( عشرات) القتلى والجرحى وبثت الامل في الروح العربية بانه بإمكان العرب مواجهة الترسانة العسكرية الاسرائيلية بكل ما تمتلك من قوة لدرجة انه يمكن كسر شوكة هذه الترسانة ودفعها الى الخنوع والاستسلام . فقد مهدت معركة الكرامة الطريق امام اندحار اسرائيل في حرب الاستنزاف وهو ما نتج عنه بعد ذلك هزيمة الجيش الاسرائيلي في حرب رمضان “تشرين اول ” ،1973 ( حرب يوم الغفران عند اليهود ) “.
،، ويربط الكاتب في مقالته بين هزيمة الجيش الاسرائيلي في الكرامة في اذار 1968 والهزيمة التي لحقت بجيش الاحتلال خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز 2006 اذ يقول : “هناك خط رهيب ومتصل يربط بين معركة الكرامة و( حرب لبنان الثانية) – مثلما اصطلح الاسرائيليون على تسميتها – ، الا وهو خط المهارة والحرفية التي اظهرها جنود الجيش العربي الاردني ،في حينها وكررها لاحقا مقاتلو المقاومة اللبنانية في تموز 2006 عندما دحروا العدو عن ارضهم” .
،،،، وما يزيد من طعم مرارة الهزيمة التي ذاقها الاسرائيليون في معركة الكرامة كما يقول الكاتب الاسرائيلي بن تسديف، هو حقيقة أن الجيش الإسرائيلي قد هزم في واحدة من اكبر المعارك التي خاضها في تاريخه بعد أن اعد لها العدة جيدا وخاضها مدعما بفرقة عسكرية بكامل عتادها والويتها مثل لواء المدرعات السابع و لواء المظليين 35 ولواءي احتياط المدرعات “اغروف” و” روحما 60 ” والمعززة جميعها بقوات من المدفعية والهندسة والمشاة والتي كانت تعمل برا تحت غطاء جوي كثيف بحسب الكاتب الإسرائيلي .
، ،،وجاء في موقع الكتروني إسرائيلي يسمى “حيتسر – ومعناها بالعبرية الباحة” عن معركة الكرامة ان ما فاجأ الإسرائيليين حينها هو الاداء الناجح للجيش العربي الاردني أثناء سير المعركة وكتب الموقع “لقد خطط الجيش الاسرائيلي في المرحلة الاولى للسيطرة على المنطقة الممتدة بين جسر الامير محمد ” داميا” و جسر الأمير عبدالله شمال البحر الميت، ثم ادخال قوات برية إسرائيلية الى عمق الاراضي الاردنية للسيطرة على بلدة الكرامة، لكن فشلت جميع مخططات الجيش الاسرائيلي عندما لم يفلح سلاح الهندسة التابع له بمد جسر على نهر الاردن وذلك بسبب القصف الكثيف من قبل المدفعية الاردنية التي امطرت قوات العدو بقذائفها” .
، ،،،واضاف موقع ” حيتسر ” ،انه وبفضل الدفاع الباسل الذي ابداه الجيش الاردني تبين للقادة الاسرائيليين حجم الورطة الكبيرة التي وقعوا فيها في مواجهه الجيش الأردني المنظم، فقد قرر رئيس اركان الجيش الإسرائيلي حينها الجنرال حاييم بارليف سحب القوات الاسرائيلية، وبذلك أجبرت قوات العدو على التراجع إلى الضفة الغربية من نهر الاردن
، ،،،وقال الموقع الاسرائيلي ان الجيش الاسرائيلي فشل ايضا في تنفيذ عملية الانسحاب بشكل منظم حيث تمكنت القوات الأردنية من قطع جميع خطوط الاتصال بين القوات الاسرائيلية المندحرة، وتكبد الجيش الاسرائيلي خسائر فادحة على الرغم من الغطاء الجوي، والتفوق النوعي لسلاح الجو الإسرائيلي وهو ما ،دفع بالجنرال بارليف وعلى الفور، لإقالة قائد الجبهة الإسرائيلية الجنرال عوزي ناركيسن واستبدله بالجنرال يسرائيل طال لقيادة العملية العسكرية الفاشلة في مرحلتها الأخيرة .
،، ،،وذكر الموقع ان هذه الحقيقة حول إقالة الجنرال ناركيس واستبداله بالجنرال طال لم تنشر في حينه وجرى التكتم عليها، وحتى اليوم عندما يتم التطرق لهذا الحدث بعينه يجري الحديث عنه بضبابية والبوح بأنصاف الحقائق فقط ليس لأي سبب سوى للتستر قدر الإمكان على الكثير من خفايا الهزيمة الإسرائيلية في معركة الكرامة الخالدة .
،، ويدلل الموقع الاسرائيلي على معلوماته هذه بالقول انه وبعد عدة اسابيع من انتهاء المعركة جرى تعيين الجنرال رحبعام زئيفي الملقب ب( غاندي ) خلفا للجنرال ناركيس الذي استقال من الجيش لشغل منصب بارز في الوكالة اليهودية.
،، ويمضي موقع “حيتسر” بالقول : “لقد تبين من معركة الكرامة ان الجيش العربي الاردني يتمتع بدرجة من الكفاءة والتدريب والاقتدار بما يجعله قادرا على مواجهة قوات الجيش الاسرائيلي والوقف امامها في معركة دفاعية ذكية ادارها الجيش الاردني بنجاح كبير واقتدار” .
،،،، واظهرت الادبيات العبرية ان اسرائيل استخدمت خلال عدوانها في معركة الكرامة قوة جوية كبيرة لتوفير غطاء جوي للقوات البرية الغازية، اذ يظهر على موقع سلاح الجو الإسرائيلي على الانترنت، أن إسرائيل جندت قوة جوية ضاربة حيث شاركت مقاتلات حربية من أنواع ” فانتوم” و “ميستر” و”اوريغون” و”سوبر ميستر” و”ميراج” بالإضافة إلى مروحيات من طراز ” اس 58 ” و” سوبر فالون” وجميعها أمريكية وبريطانية وفرنسية الصنع.
،،، وبحسب موقع سلاح الجو كانت هذه الطائرات ضمن سبعة اسراب شاركت في المعركة،وكانت تحمل الاسماء العبرية التالية : “افيري هتسافون” ومعناه ابطال الشمال، و”هاكناف هامعوفف” ومعناه الجناح الطائر، و”هامصرعاه” ومعناه الدبور، و”هاعكراف ” ومعناه العقرب”، و”هاعطليف” ومعناه الوطواط، و”هسيلون هاريشونا” ومعناه النفاثة الاولى و”هاكراف هاريشونا ” ومعناه المعركة الاولى ،.
،،، ويظهر على الموقع الالكتروني الخاص برابطة المحاربين القدامى لسلاح المظليين الإسرائيلي موضوع معركة الكرامة تحت عنوان “معركة دموية في الكرامة” سرد فيه ان المدفعية الأردنية أبلت بلاء حسنا خلال المعركة وأفشلت جهودا مضنية لإحدى وحدات سلاح الهندسة الإسرائيلي التي كانت تحاول مد جسر فوق جسر الأمير عبدالله لتمكين الدبابات الإسرائيلية من العبور عليه باتجاه الأراضي الأردنية .
،، ويضيف الموقع أن دبابات ومدفعية الجيش العربي الأردني فاجأت قوة المدرعات الإسرائيلية في المعركة حيث تمكنت من إصابة عدد من الدبابات الإسرائيلية واحرقتها بالكامل كما وأجبرت دبابات إسرائيلية أخرى على الدخول في مناطق مليئة بالطين والوحل مما دفع بالقادة الميدانيين لطلب الاستغاثة من سلاح الجو الإسرائيلي الذي استدعيت طائراته المقاتلة على عجل لتخفيف الضغط على القوات البرية الغازية من لهيب قصف المدفعية ونيران الدبابات الأردنية.
،،، اخيرا فان الارقام تتحدث عن نفسها من خلال استعراض خسائر الطرفين فقد قدمت القوات الاردنية الباسلة 86 شهيدا، و108، جرحى ، وخسرت 13 دبابة و39 الية مختلفة في المقابل فقد تكبد الاسرائيليون 250 قتيلا و450 جريحاً , وتم تدمير 88 آلية مختلفة شملت 27 دبابة و18 ناقلة و24 سيارة مسلحة و19 سيارة شحن وإسقاط 7 طائرات مقاتلة.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، رحم الله شهداء الاردن والعرب الابرار
،
http://aymanhunaiti.wordpress.com