الاصلاح نيوز /
في الوقت الذي يحتفل به العالم بالمدرسة التي تحدث عنها الشاعر حافظ ابراهيم في أبياته الشهيرة “الأم مدرسةٌ إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراقِ” مع بداية أول أيام فصل الربيع في 21 آذار (مارس)، يضمدُ السوريون جراحهم بفقدان أحبائهم الذين قضوا خلال الأحداث الأخيرة. هكذا، لن يحتفل السوريون بعيد الأم هذه السنة، خصوصاً مع فقدان العديد من الأمهات السوريات لأبنائهن.
وبينما أطلق مجموعة من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملةً أطلقوا عليها اسم “أم الشهيد نحنا ولادك” في هذا اليوم الذي أسموه “عيد أم الشهيد”، وجّه العديد من الفنانين السوريين معايدتهم لأمهات الشهداء. “أنا زهرة” رصدت بعضها.
القديرة منى واصف أكدت لـ”أنا زهرة” بأنّ الوجع أكبر من أي كلمة يمكن أن تعبر عما في داخلها أو أن تقال في هذه المناسبة، مشيرةً إلى أنّ الوطن هو الأم. وتساءلت: “كيف لنا أن نحتفل بها في عيدها وهي مجروحة وتتألم في هذه الأيام، كيف لنا أن نتركها وهي على هذه الحال؟”.
وأضافت بطلة النسخة الأصلية من مسلسل “أسعد الوراق” أنّ هذا هو وطن وليس بيتاً اشتريناه، هو الأحق أن نذكره في عيد الأم، لتعيد جملتها الشهيرة بعدما عدّلت فيها: “الشام بيلبقلها شك الألماس وليس ضرب الرصاص”.
كما أسفت منى على نزوح العديد من السوريين إلى بعض الدول العربية، بينما كان العرب يأتون إلى بلدها ويستضيفهم بين أحضانه.
من جهتها قدمت ديمة قندفت عبر”أنا زهرة” العزاء لكل أمهات الشهداء في سوريا. معربةً عن حزنها إلى الحال التي وصل إليها وطنها، وقالت: “أُعزي كل أم شهيدٍ سوري من كل الأطياف، في اليوم الذي تفيض فيها مشاعرنا بالحزن والأسى على كل شهداء الوطن”.
أما فراس ابراهيم فذّكر بما قاله محمود درويش في إحدى قصائده: “أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها، أجمل الأمهات التي انتظرته وعاد، عاد مستشهداً، فبكت دمعتين ووردة، ولم تنزو في ثياب الحداد”. وأشار إلى أنّ هذه هي أم الشهيد كما وصفها شاعر الأرض، وهذه هي الأم العربية خصوصاً السورية التي تبكي الآن دمعاً ودماً وورداً على أبنائها الذين يستشهدون على أرض الوطن.
وتابع الفنان السوري: “هذه هي أم الأم التي تقف شامخةً وصامدة وصابرة ليبقى الوطن واحداً متوحداً صلباً متماسكاً، وليبقى حنيناً إلى خبزها وقوتها وحنانها دافعاً لنا للتمسك بالحياة الكريمة التي لا مكان فيها للتخاذل والهروب والخيانة”.
بدوره أكّد ميلاد يوسف بأنّ يوم الأم هو يومٌ مقدس لكل البشرية جمعاء، وقد زادت قداسته بوجود أمهات الشهداء اللواتي فقدن أبناءهن. وأضاف أنّه في الوقت الذي يُعتبر فيه عيد الأم عيداً طاهراً، إلا أنّه سيكون يوماً حزيناً جداً على كل السوريين.
وأشار ميلاد في حديثه إلى صبر أمهات الشهداء الذي سيكون أكبر صبر على الألم والأوجاع التي عرفتها البشرية. وتمنى أنّ يمر عيد الأم العام المقبل بفرح وليس بحزن وألم.
أيضاً، فإن جيني أسبر أعربت هي الأخرى عن حزنها وألمها بتزامن عيد الأم مع وجود أمهات شهداء، مقدمةً تعازيها عبر “أنا زهرة” لكل الأمهات السوريات.