الاصلاح نيوز- بالتوازي مع الحملة الدبلوماسية المكثفة لاجتراح حل يخرج سوريا بكل أطيافها من عنق الزجاجة، تنتشر معلومات عن مصادر كثيرة تصف نفسها بالعالمة، تفيد بأن المراحل النهائية لهجوم خاطف على سوريا لم يعد سيناريو مستبعد أو بعيد عن التنفيذ قريباً.
والمعلومات تتحدث عن خطة سرية للقيام بغارات جوية صاعقة على سوريا تؤدي الى تدمير مواقع القيادة السياسية والعسكرية، بالاضافة الى الصوامع المفترضة للصواريخ لا سيما تلك التي تحمل رؤوسا غير تقليدية، والمعلومات إياها تتحدث عن مئات الطائرات التي ستنفذ تلك الغارات، وعلى غرار «ليلة طوكيو» في 19 اذار 1945، وعلى ان يعقب ذلك هجوم بري صاعق للدبابات التركية كما للدبابات العربية التي تنطلق من الاردن.
وليتفضل الرفاق الروس في هذه اللحظة ويتدخلوا، لا بل ان اسطولهم سيجد ان ما من نظام ليدافع عنه، ويرحل، وبعبارة اخرى، فإن السيناريو الذي يحكى عنه سينفذ بصورة مفاجئة وبسرعة قياسية، بحيث لا يعود هناك من مجال لحلفاء النظام، من روسيا الى ايران الى «حزب الله»، للتدخل الا اذا كان التدخل الانتحاري، او بعد فوات الاوان.
لكننا في حقبة تكنولوجية لا سبيل فيها لاخفاء اي عملية عسكرية، فالسوريون والروس، وغيرهم، باتت لديهم المعطيات الكافية (نسبيا بطبيعة الحال) حول طبيعة العملية العسكرية التي يتم الاعداد لها، ودون ان يستندوا الى ثرثرات بعض اعضاء المجلس الوطني الذين اتصلوا باصدقاء لهم في دمشق لاعداد منازل لهم ولعائلتهم لان يوم النصر قريب، وقريب جدا، حتى ان رئيس الوزراء المقبل محمد رياض الشقفة، وهو المراقب العام للاخوان المسلمين في سوريا، سيؤدي صلاة عيد الفطر في الجامع الاموي هذا العام.
والبعض في المجلس الوطني بدأ يتحدث لاعلاميين متعاطفين مع المعارضة عن ذلك السيناريو، ودائما بلهجة واثقة كما لو ان العملية ستتم غدا، حتى ان قياديا في المجلس رد على سؤال اعلامي بالقول ان الدببة (اي الروس) لا تستشعر عن بعد ولا عن قرب، وهي تستخدم افواهها لا فوهات مدافعها، وكذلك حال الايرانيين الذين لن يستطيعوا حتى ان يحاربوا بغيرهم هذه المرة.
ولكن هل حقا ان الدببة في «السبات الشتوي» ام ان المعلومات صحيحة حول تحذيرات روسية جديدة، وحساسة، وصلت الى من يهمهم الامر، فيما اتخذت خطوات لتعزيز تواجد الاسطول في المتوسط، ولكن ماذا يمكن للقطع البحرية ان تفعل مع الغارات الجوية الصاعقة ومن قواعد تحيط بسوريا؟
المسألة ليست تقنية الى هذا الحد، بل تتعلق بمصالح استراتيجية بالغة الدقة، المعلومات تقول ان اشياء هامة جدا، وخطيرة جدا، تجري وراء الضوء. تنفجر او لا تنفجر، هذه هي المسألة. (وكالات)