زهير عبد القادر
أنحني اليوم تقديرا واحتراما لكل ام في هذا العالم الشاسع…واتمنى من القلب لو استطيع تقبيل يد كل أم ساهمت وتساهم قي تربية طفلها…اتمنى لو استطيع اليوم ان اقدم وردة بيضاء لكل أم تهز السرير بيمينها والعالم بيسارها…الأم هذا الأنسان العظيم والوحيد في هذا العالم والذي يحبك وانت غني ويحبك وانت فقير ويحبك وانت في قمة النجاح ويحبك ويقف الى جانبك وانت في أدنى مواقع الفشل ….ويحبك وانت في صحة وعافيه ويحبك وانت تعاني من أخطر الأمراض…الأم هذا الأنسان الذي يحبك اذا كنت جميلا او قبيحا طويلا او قصيرا مبصرا او ضريرا…يحبك لذاتك كما انت…الأم تحميك وتحافظ عليك قبل ان تخرج من جوفها الى هذا العالم الغامض وتستمر على رعايتك وحمايتك طالما ينبض قلبها الحنون بالحياة…
،،كنت اعمل في مؤسسة الأذاعة والتلفزيون الألماني…وكان وضعي المادي جيد…وكانت أمي تعيش في عمان وكانت تسألني في نهاية كل مكالمة هاتفية بصوت فيه بحة حزن وقلق: يا أبني هل تحتاج فلوس؟ وأضحك واقول لها لاتقلقي يا امي أنا بخير ووضعي جيد جدا…وأغلق الهاتف دامعا واتمتم بصوت خافت…هذا هو قلب الأم…نعم نبقى اطفالا في نظر امهاتنا حتى ولو اصبحنا قادة حروب …
،،الأم ايها الاصدقاء تضحي من اجلنا…تسهر لننام هادئين مطمئنين…تتعب لنرتاح…تبرد لنشعر بالدفء…قصص كثيرة أعرفها تدل على روعة الأم وتضحياتها من اجل اطفالها ومستقبلهم…أعرف سيدة فاضلة في المانيا كانت تعمل كمنظفة من بيت الى بيت وفي مختلف الأحوال الجوية وفي كل الأوقات…كانت لاتكل ولاتتعب …وتبتسم دائما…لطيفة امينة صادقة…سألتها مرة لماذا تعملين بكل هذه الجهود ولا تستريحين ايام العطل…فاجابتني…انني المعيل الوحيد لأولادي وبناتي واود ان يلتحقوا بالجامعات مثلهم مثل الاخرين …صدقوني يا اهلي هذه الأم كان بأمكانها،،ان تتزوج وتعيش في سعادة ورفاهية وقد تقدم لها العديد من الرجال ولكنها اختارت العمل والتضحية بشبابها من اجل اطفالها…فلهذه الأم تحية تقدير واعتزاز واعجاب في عيد الأم…فلم تكن انانية وفضلت العمل الشاق والتضحية من اجل اطفالها على مرح الشباب والمراقص والرحلات والسهر…هذا هو قلب الأم الذي لايتوقف عن الحب والحنان…والتضحية والأخلاص…حتى الموت…
وفي هذا اليوم الخالد –عيد الأم– أرجوكم صديقاتي اصدقائي قدموا لأمهاتكم الأحترام والتقدير والطاعة والشكر والأمتنان وهدية رمزية تدل على شيء واحد وهو – الشكر والأعتراف بالجميل- أدخلوا الى قلوبهن الحانية الفرحة والسعادة، اما انا فسأقدم لأمي هدية مختلفة…سأقرأ الفاتحة على روحها الطاهرة واطلب لها الرحمة والغفران وادعوا الله ان يسكنها فسيح جنانه…امي يا حبيبتي…نامي قريرة العين فنحن بخير…وكل عام وامهاتكم ايها الاصدقاء بألف الف خير…صباح الامومة الحانية …صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com