جفاف الينابيع يحكم على بلدة سوف بالعطش

يعاني سكان بلدة سوف في محافظة جرش من نقص في المصادر المائية نتيجة جفاف ينابيع المياه الرئيسية المغذية للمنطقة وتلوث الاخر .

وكان يغذي بلدة سوف عدة عيون مائية ابرزها عين سوف، وعين المغاسل، و بئر سوف، إلا أن هذه الينابيع والأبار منها من يعاني من الجفاف ومنها تلوثت بسبب الحفر الامتصاصية.

وشكى المواطنون في البلدة من قلة المياه تحديدا في فصل الصيف، فطبيعة المنطقة الجبلية احدى المشاكل التي يعاني منها القاطنين بسبب عدم تواجد شبكات مياه ومضخات ?يصال المياه لمنازلهم، اضافة الى مشكلة الدور في توزيع المياه على المنازل حيث تصلهم مرة كل اسبوعين او اكثر.

واقترح المواطنون بعض الحلول لحل مشكلة المياه، وقال المواطن منصور زريقات يجب العمل على تحسين وضع النبع الدائم على اطراف بلدة جرش او امكانية حفر بئر او اقامة مشاريع حصاد مائي.

اما المواطن احمد فاشار الى دور الحكومة في تحسين خدمات ايصال المياه الى المواطنين، وقال ” طبيعة المنطقة غنية بمياه الينابيع والحكومة ? تريد عمل مشاريع لاستخراج هذه المياه وا?ستفادة منها وحل جميع المشاكل”.

امال ربة منزل شكت من ارتفاع الكلفة ا?قتصادية على المنزل في الصيف، ” المياه تاتي مرة كل اسبوع وفي الصيف مرة كل اسبوعين، ولسد الحاجة نعمل على شراء خزانات مياه اضافية بقيمة 25 دينار وتصل احيانا الى 40 دينار”.

ومن جهته، اكد رئيس بلدية سوف سابقا مصطفى العتوم ضرورة تامين المواطن في فصل الصيف بالمياه كون معظمهم ? يصلهم دور المياه مرة كل 20 يوم او شهر.

وطالب العتوم بانشاء صندوق لاقامة سد لتخفيف هدر المياه التي تصب في سد الملك طلال لكي يستفيد منها المواطنين والمزارعين.

القطاع الزراعي في المنطقة تضرر ايضا نتيجة قلة المياه التي تستخدم لري المزروعات، الى ان تحول المزارعين في المنطقة الى زراعة المزروعات الشجرية التي تعتمد على مياه ا?مطار كالزيتون والمشمش والحمضيات.

وقال المزارع احمد عبدالجليل لـ “عمان نت” ان المزارع جفت وتحولنا الى زراعة ا?شجار التي تعتمد على مياه ا?مطار، وطالب بانشاء سد او بناء خزانات مياه لري المزروعات.

واشار المزارع مصطفى العتوم ان نسبة 70% من مياه الينابيع وا?مطار تفقد بسبب التبخر والتسرب اثناء مسيرها لتصب في سد الملك طلال. مبينا انه بالتعاون مع وزارة الزراعة تم اقامة بئر ماء بحجم 40-60 متر مكعب لتجميع مياه ا?مطار، لكنه ? يكفي لري المزروعات كونه يسد نسبة 10% من حاجة الري.

وتشتهر محافظة جرش بانتشار المحال التجارية التي تصنع ا?لبان وا?جبان، ا? انها في الفترة ا?خيرة اصبح عددها محصور بسبب مشكلة المياه وارتفاع الكلف عليهم.

وقال نبيل احد اصحاب محال تصنيع ا?لبان والجبن ان الكثير من المحال اغلقت بسبب مشكلة االمياه. “المياه تاتي مرة كل اسبوعين وكل 4 ايام اقوم بشراء خزان مياه 6 متر بقيمة 25 دينار كون تصنيع الالبان وا?جبان يحتاج الى كمية كبيرة من المياه”. مضيفا ” قمت بزيادة ا?سعار لتغطية كلفة المياه وهذا اثر على الطلب بالتراجع”.

المهندس محمد العتوم في وزارة المياه والري في محافظة جرش، بين ان المنطقة تفتقر الى المياه، والمصادر المائية التي كان يعتمد عليها سابقا تعاني من عدة مشاكل منها التلوث ومنها الجفاف.

واشار العتوم الى اهم الينابيع والمشاكل التي تعاني منها والتي كانت تعد مصدرا رئيسيا في المنطقة “عين سوف، تقريبا جافة وهي غير صالحة للشرب نتيجة تلوثها من الحفر ا?متصاصية لعدم تواجد شبكات الصرف الصحي وستخدم حاليا لري المزروعات”.

وأضاف العتوم “عين المغاسل: وهي تنتج كمية لا بأس بها من المياه حاليا ولكن بسبب تلوثها من شبكة الصرف الصحي أصبحت غير صالحة للشرب وإنما حصرا لري المزروعات (بكميات ضئيلة) وتنظيف السيارات”.

اما بئر سوف: كان وحتى عقدين من الزمان يروي الأراضي الزراعية الأساسية في البلدة ولكن وبسبب عدم توفر مصادر أخرى للشرب والأغراض المنزلية وبسبب تزايد التعداد السكاني قامت سلطة وادي الأردن بوضع يدها على مصدر المياه الجوفية وتحويلها إلى بئر تضخ منه مياه الشرب. يتوقع لهذا البئر أن ينضب خلال السنوات العشر القادمة.

ويعطي هذا البئر ما مقداره 25 متر في الساعة يغطي 30% من حاجة سكان المنطقة و يتم تشغيله 10 -12 ساعة ويتم ايقافه مدة 10 ساعات بسبب عكورة التربة عند ا?ستمرار في الضخ، والتي تبلغ نسبة 6-7 ،

وأضاف العتوم مصدرا اخر للمياه وهو بئر سوف الغربي الذي يبعد 2 كيلو من جرش، و يتم ضخ منه معدل 8 انش متدفق، ويعتر المصدر الوحيد لسقي باقي سكان سوف.

وتبلغ مساحة أراضي بلدة سوف التنظيمية 4.4 كيلو متر مربع، داخل حدود التنظيم 6.2 كيلو متر مربع، وتبلغ أراضي سوف كاملة 62 حوض اي حوالي 46 ألف دونم منها نسبة 34% تنظيم زراعي، ويبلغ عدد الينابيع 21 عين ، وتزداد في بعض الأحيان بحسب الموسم المطري.