عبر وزير الصحة الدكتور عبد اللطيف وريكات أن المستشفيات الخاصة عن استغرابه من تصريحات رئيس جمعية المستشفيات الخاصة التي تشير إلى أن وزير الصحة يتهم المستشفيات الخاصة بالفساد والسمسرة في إطار مطالباتها المالية لقاء علاج المرضى الليبيين في هذه المستشفيات، مؤكدا ،”إن النقد الذي يوجه للوزارة واتهامها بإيذاء القطاع الخاص يأتي في الوقت الذي تبذل الوزارة أقصى جهودها مع الجانب الليبي للوفاء بالتزاماته المالية تجاه المستشفيات الخاصة التي قدمت العلاج للأشقاء الليبيين”.
وأوضح وريكات في بيان صحفي الاثنين، أن مراجعة الفواتير العلاجية وطلب الجانب الليبي ذلك لا يدخل في باب التشكيك أو الاتهام بالفساد بل هو إجراء يتبع بين أي متعاقدين على تقديم خدمة والحصول عليها، متسائلا “لماذا يعلق فشل المستشفيات الخاصة في إدارة أزمتهم اليوم مع الجانب الليبي على خلفية الفواتير العلاجية على شماعة الوزارة في الوقت الذي سعت جمعية المستشفيات الخاصة إلى استبعادها منذ البدايات ووقعت مع الجانب الليبي اتفاقيات معالجة لم تكن الوزارة طرفا فيها”.
وأضاف أن لقاءه مع وزيرة الصحة الليبية الدكتور فاطمة الحمروش أخيرا، ركز على هذا الجانب، مشددا على انه اكد لنظيرته ضرورة دفع قيم الفواتير المترتبة على علاج المرضى الليبيين لكي تتمكن المستشفيات التي استقبلتهم من الاستمرار في علاجهم في ظل الظروف الصعبة التي باتت هذه المستشفيات تعانيها بسبب المبالغ الباهظة التي تحملتها في علاج المرضى الليبيين.
وأشار وريكات إلى أنه اتفق مع وزيرة الصحة الليبية على أن تنظم مسألة استقبال المرضى الليبيين وعلاجهم يجب أن يكون بإشراف وزارتي الصحة في البلدين ومتابعتهما لهذه العملية من جوانبها كافة للخروج من مأزق الإرباك والفوضى الذي سادها منذ البدايات والتداعيات السلبية التي رافقتها.
ودعا الجمعيات الممثلة للمستشفيات الخاصة إلى طاولة الحوار المباشر الصريح بدلا من التراشق الإعلامي الذي يدفع القطاع الصحي الأردني ثمنه باهظا ويلحق الأذى بالسمعة الطيبة التي نريد الحفاظ عليها لا تدميرها على خلفية أزمة يمكن الوصول إلى تفاهمات عملية حولها.
وأكد وزير الصحة على أن المستشفيات الخاصة ساهمت على مدى الأعوام الماضية إلى جانب القطاع الصحي الحكومي في بناء منظومة صحية وضعت الأردن في مقدمة الدول اقليميا وعالميا في مجال السياحة العلاجية، مشيرا إلى أن الوزارة وضعت على سلم أولوياتها بناء شراكة قوية مع القطاع الصحي الخاص ومستشفياته لتطوير واقع الخدمات الصحية وتلبية احتياجات المواطنين والمقيمين على ارض المملكة فضلا عن قاصدي الأردن لتلقي الرعاية الطبية.
وتأتي تصريحات وريكات في أعقاب قرار جمعية المستشفيات الأردنية الخاصة بإيقاف علاج رئيس الحكومة عون الخصاونة وأعضاء حكومته في منشآتها، وذلك ردا على ما اتعبرته “اتهام وزير الصحة عبد اللطيف وريكات للقطاع الطبي الخاص بـ “الفساد والسمسرة” في علاج المرضى الليبيين في المملكة”.
وقال رئيس الجمعية عوني البشير في تصريحات صحفية الاثنين “قررنا التوقف عن علاج أي مريض لا يثق ولا يحترم ويشكك في نزاهتنا، بما في ذلك رئيس الحكومة ووزرائه”، مشيرا إلى أن وزير الصحة “الذي لا يثق بالقطاع الطبي الخاص في بلاده لن نستقبله في مستشفياتنا الخاصة”، و”لسنا مستعدين لعلاج أعضاء الحكومة بما فيهم رئيسها”.