…ونحن على اعتاب أول انتخابات لنقابة المعلمين بعد نضال طويل وغياب ناهز (5) عقودا, فما هي الصورة التي نريد ان نراها لهذا الحراك المظفر وهل هنالك برامج وخطط يتبناها المرشحون, وهل من الافضل ان ينأى المعلمون عن ذلك, ما هي المضامين المرغوبة التي نحسب عدها شعاراً مفيداً ينبغي ان يعتلي راحلتهم, وهم يجدفون بمركب الوطن نحو المستقبل في مستنقع مضطرب…
والسؤال هنا هل نريد نقابة مهنية بحت ام نريدها مطلبية تتبنى الجانب المادي ام نريدها خليطاً بين الوطني والسياسي والمهني ,هل نريدها منزوعة الدسم ام كاملة ليس لها علاقة بما يدور من حولها من هبوب رياح وعواصف وتداعيات …!
ان قراءة سريعة لواقع المرشحين نلاحظ فيها رؤية متواضعة وخجولة تقتصر طروحاتها على تعبيرات عامة وغامضة تبهم اكثر مما تعرب …
رئيس اللجنة الوطنية لنقابة المعلمين مصطفى الرواشدة يقول في تصريحات صحافية علينا مهمة وطنية في اختيار الافضل لتطوير المهنة والاهتمام بشؤون الوطن وتحسين اوضاع المعلمين المادية, في حين ان مقرر لجنة عمان الحرة رائد العزام قد اعتبر النقابة مشروعا مهنياً يستهدف النهوض بالعملية التعليمية مدخلات ومخرجات بما يضمن تعزيز العلاقة التشاركية بين النقابة والوزارة بما يعود على الوطن بالفائدة, في حين ابدى الناطق الاعلامي بأسم لجنة معلمي الاردن سلطان البطاينة ضرورة ارضاء جميع الاطراف في فسيفساء تعكس الواقع التربوي …
ان المجتمع الاردني يرقب بأمل مسيرة المعلمين في سعيهم الانضمام الى نادي النقابات المهنية التي نجحت في وضع ضوابط وانظمة وقوانين صارمة لا يمكن تجاوزها وارتقت بمستوى منتسبيها والدفاع عن حقوقهم وقطعت شوطاً في التجسير بين الواقع والطموح …ونحن هنا نستعرض واقع الحياة النقابية في بلادنا من اجل ان نتجاوز كثيراً من الهنات وان نستفيد ونفيد …
المرحلة الماضية في العمل النقابي شهدت كثيرا من التحديات واستطاعت ان تحوز ثقة الناس وان تتصدر مؤسسات المجتمع المدني في مقاربات لها مساس بقضايا الناس وتصدت الى ملفات اعتبرها البعض من خارج حدود اختصاصاتها بينما رآه آخرون غير ذلك ,مما اثار جدلا كبيراً بين مختلف الفعاليات التي رافقها شطط كبير وجعل رؤوساً حامية لا ترى الا مواطىء اقدامها ولم تفض عمليات التجاذب, إلا إلى مزيد من الاصطفافات والتشظي …
وهذا قد يسهم في خلط الرؤية لدى الكثيرين مما قد ينعكس سلباً على المولود الجديد (نقابة المعلمين) التي نسعى كي نجنبها اية اعراض او اثار جانبية لأول ممارسة ديمقراطية التي يلجها هذا القطاع وان حصل فلا بأس …فالريادة لها ثمنها والفلاحة في ارض بور لن تجلب ومن اول موسم غلالاً وفيرة…! .
العرب اليوم