زهير عبد القادركثيرا مانلتقي في حياتنا العملية والخاصة وفي المؤتمرات الكبيرة والندوات والمعارض بأشخاص غرباء نلتقي بهم لأول مرة…نتجادب وأياهم اطراف الحديث ونجد انفسنا بحاجة للتواصل معهم ومواصلة الحديث الشخصي او العملي او العلمي ..وقبل ان نودعهم نتفق على التواصل والألتقاء مرة اخرى…وهنا تبدأ الأسئلة:معك ورقة أكتبلك عليها أسمي ورقم تلفوني؟ او أسمع رن علي الآن حتى أسَّيف رقمك …او لحظة معك قلم…أسجل رقمك على صندوق الدخان…أو على فاتورة حساب المقهى حيث نجلس…أو نبدأ نسأل الواقفين الى جانبنا في المعرض او حفل الأستقبال:عفوا استاذ معك قلم لحظة ؟ وهكذا…وهذه المواقف هي محرجة جدا للجميع…
في المجتمعات المتطورة (ومجتمعنا منهم) يحمل الأشخاص دائما في جيوبهم بطاقات التعارف المعروفة باسم بطاقات العمل(بزنس كارد) تحمل عادة اسم المؤسسة او الشركة التي يعمل فيها الشخص وأسمه الكامل ومركزه الأداري فيها ورقم هاتف المكتب وهاتفه الشخصي وايضا العنوان البريدي والألكتروني (الأيميل) اضافة الى رقم الفاكس…وهناك من يكتفي ببطاقته الشخصية ويكتب عليها الأسم والعنوان ورقم الهاتف وعنوان الأيميل…وعند الألتقاء بشخص غريب نعرفه على انفسنا ونقدم اليه بطاقتنا الشخصية وهو بالتالي يقدم الينا بطاقته ايضا…وقد جرت العادة عندما يشارك احد الاشخاص في مؤتمر او ندوة او محاضرة أن يترك بطاقته عند المنظمين لها وهذا دليل رغبته بحضور مثل هذه المؤتمرات او الندوات في المستقبل.
عندما نحتفظ بعدد من هذه البطاقات في جيوبنا يوفر علينا ذلك عناء التعريف على انفسنا سريعا وقد لاينتبه الشخص الى الأسم تماما…وعناء البحث عن قلم وقطعة ورق صغيرة نكتب عليها أسمنا ورقم هاتفنا او نوقف الرجل لنرن عليه رنة ويبدأ هو بعملية التسييف وتخيلوا معي لو التقى هذا الشخص بعشرين شخص يرغبون التواصل معه..
بطاقات التعارف ايها الأصدقاء وتبادلها عند الحاجة هي من الأساليب الحضارية المتبعة في جميع انحاء العالم…وكذلك التعامل معها…اذكر انني التقيت مرة برجل اعمال كبير وعندما قدمت له بطاقتي شكرني وسألني فورا عن تاريخ ميلادي فاعتقدت انه يمازحني فضحكت ولكنه اصر على تسجيله على خلفية بطاقتي واخبرته عن ذلك…والنتيجة انه يرسل لي في كل عام وحتى يومنا هذا بطاقة تهنئة بعيد ميلادي…وهذا من اساليب العلاقات العامة والتواصل الأنساني الحضاري…
بطاقة التعارف(بزنس كارد) مهمة جدا في حياتنا العصرية على صعيد عملي او شخصي…فهي مهمة جدا تماما كربطة العنق الجميلة…او الشال الأنيق للمرأة الأجتماعية.صباح الخير.