الإصلاح نيوز- لم يكن فساد النظام السابق سوى طفل لقيط ناتج عن حمل سفاح بين السلطة والثروة.. دمر كل مؤسسات الدولة طيلة ثلاثين عاما.
الواقعة التالية شاهدة على هذه العلاقة البغيضة، جرت فصولها فى محافظة الشرقية وكانت قبضة وزارة الداخلية هى السلاح الفتاك – كالعادة – فى ترهيب من يجرؤ على مجرد الاحتجاج.
ملخص الواقعة هو أن منير ثابت شقيق سوزان مبارك أسس جمعية أهلية باسم العادلية استولى من خلالها على أراضى الفلاحين فى مركز بلبيس ونزع ملكية بعض الأهالى بالقوة الجبرية وقام بحبس أسرة تجرأت ووقفت فى وجهه لتطالب باستعادة حقها المغتصب ورفعت دعوى قضائية ضده.
جمعية العادلية هى جمعية إصلاح زراعى أنشئت عام 1980 ورأس مجلس إدارتها منير ثابت وضمت فى عضويتها عددا كبيرا من رموز النظام السابق الذين استفادوا من الجمعية ومنهم عاطف عبيد رئيس الوزراء السابق الذى حصل على 40 فداناً بالإضافة إلى جمال مبارك الذى حصل على مساحات من الأراضى وعدد من القضاة والمسئولين السابقين.
وقامت الجمعية بشراء مساحة 9 آلاف و826 فدانا بصحراء بلبيس بملاليم بغرض استصلاحها.. بعدها بعام واحد حصلت على مساحة أخرى من الأرض بلغت 2305 فدادين ولاستصلاحها أيضا خلال 7 سنوات ولكن الجمعية لم تقم بأى عملية استصلاح بل قامت بتقسيم الأرض وبيعها على كبار المسئولين.
لم تكتف «العادلية» ورئيسها بما حصلت عليه من أراض بالمخالفة للقانون الذى يستوجب سحب الأرض فى عام 1988 لعدم استغلالها فى الغرض المخصصة له، كما لم يجرؤ أحد المسئولين على سحب الأرض، ولكن الجمعية راحت تبحث عن أرض الأهالى المجاورة لأرض الجمعية للاستيلاء عليها وهو ما حدث بالفعل حيث قام منير ثابت بوضع يده بالقوة على مساحة 84 فداناً مملوكة لإحدى الأسر يقع مكانها فى طريق العاشر من رمضان الكيلو 1.
الأرض مملوكة لصلاح أمين عيسى عزام وورثة المرحوم جودة أحمد إبراهيم وسامى محمد سامى صبرى وقاموا بشرائها من عبدالفتاح اسماعيل دواش المالك الأصلى للأرض عام 1981 وعقب شرائها قام ملاكها الجدد بإصلاحها وبناء مجموعه من الاستراحات الخاصة بها وزراعة الأرض.
وحسب تأكيدات صلاح عيسى عزام أحد ضحايا ثابت من ملاك الأرض فإنه فى عام 1987 قام منير ثابت باقتحام الأرض باستخدام اللودرات وقام بهدم الاستراحات والجوامع التى تم بناؤها على الأرض وقام بتجريف مساحات من الأراضى الزراعية وأعلن عن ملكيته للأرض وهدد بحبس أى شخص يتصدى له إلا أن أصحاب الأرض تمكنوا من تحرير الأرض بالقوة من رجال منير ثابت واستطاعوا بعد أن تبنت جريدة «الوفد» قضيتهم فى ذلك الوقت ونشرت القضية من الخروج من قبضة منير ثابت الذى توعدهم بأن الأرض ستصبح ملكاً له.
ومضى يقول: نفس الأمر تكرر فى عام 1991 ولكننا استطعنا أن نتكاتف من أجل عدم تسليم الأرض التى دفعنا فيها كل ما نملك لإصلاحها وأدرك حينها منير ثابت أنه لا حل سوى تفريق قوانا فقام بتلفيق قضية تجارة مخدرات لى سجنت بسببها 10 سنوات حيث فوجئت يومها باتصال من أحد التجار وطلب منى التفاوض لشراء النخل الموجود فى الأرض وحينما ذهبت فوجئت بقوات الأمن تلقى القبض على ويومها أدركت أن نفوذ منير ثابت لا حدود له خاصة بعد أن قال لى ضابط المباحث «منير بيه هوه اللى جايبك هنا».
وتابع: بعد أن خرجت حاولت تحرير الأرض من قبضة منير ثابت بعد أن وضع يده عليها ولكنى فشلت وقام منير ثابت ببيع الأرض بعد ذلك لأحد كبار المستشارين بمحكمة أمن الدولة طوارئ – تحتفظ الجريدة باسمه – الذى وضع يده على الأرض وأخلت الجمعية مسئوليتها عن الأرض وأصبح النزاع الآن مع هذا القاضى.
وبعد الثورة حررنا الأرض من رجال القاضى الشهير الذين أطلقوا علينا النيران – يضيف – ولكن لم يرهبنا ذلك وقام المستشار بتحرير مذكرة ضدى إلى رئيس نيابة بلبيس يتهمنا فيها بالاعتداء على أرضه وصدر أمر ضبط وإحضار لى وقام رئيس المباحث بحبسى أربعة أيام وتم التجديد لى ولكن بعد عمل معارضة استئنافية خرجت على ذمة القضية بعد أن قدمت الأوراق التى تثبت ملكيتى للأرض.
ويقول عصام جودة أحمد ابراهيم: والدى توفى عام 1996 وسجن منير ثابت عمى بتهمة تجارة المخدرات وأصبحت الأرض بلا حارس فقام بالاستيلاء على الأرض ووضع يده عليها وعندما قدمنا شكاوى إلى جميع الجهات الرقابية وحاولنا إثارة القضية فى وسائل الإعلام قام أحد ضباط أمن الدولة باستدعائنا وقال لى الضابط بالحرف الواحد «لما حسنى مبارك يموت تعالى خد أرضك ولكن دلوقتى انتم هتتبهدلوا وانتوا غلابة موش قدهم» وقام بحبسنا عدة أيام وبعدها أفرج عنا وعلمنا أنه باع الأرض إلى أحد القضاة المعروفين فى محكمة أمن الدولة طوارئ والأرض الأخرى التى تقع بجوارنا بيعت إلى ابن سيد مرعى رئيس مجلس الشعب وهو من أبناء محافظة الشرقية أيضا.
ومضى يقول: إننا لم نستجب لضغوط أمن الدولة وحررنا ما يقرب من 300 شكوى فى جميع الجهات منذ عام 1996 وحتى عام 2011 وقامت كل الجهات بحفظها تحت ضغط من منير ثابت حتى إن أحد ضباط الرقابة الإدارية قال لى «اوعى تشتكى منير ثابت تانى» وحتى قبل قيام الثورة لم نكن نستطيع حتى الاقتراب من الأرض ولكن بعدما قامت الثورة وعلمنا أن منير ثابت هرب إلى الخارج وعاد مرة أخرى ولم يعد يمثل وجوده أى تهديد مباشر فقمنا بتحرير الأرض من رجال المستشار وحصلنا على الأرض مرة أخرى.
وأضاف: المستشار أرسل رجاله للاعتداء علينا ولكنهم فشلوا فى ذلك حتى قام المستشار بتحرير مذكرة يتهمنا فيها بالاعتداء على أرضه وحيازة أسلحة وتم حبس عمى 4 أيام وجدد له 15 يوما إلى أن تم اكتشاف الحقيقة وأفرجت النيابة عنا إلا أن المستشار مازال يهددنا خاصة أن القضية مازالت سارية وستقوم النيابة بسماع الشهود وتقييم الأوراق.
وأكد أحمد عيسى عزام أنه تعرض للضرب المبرح من رجال القاضى الشهير ليتخلوا عن الأرض ولكنهم تمسكوا بها حتى إنهم قدموا 3 شكاوى إلى النائب العام تم تحويلها إلى المحاكم المختصة للتحقيق فالشكوى رقم 1166 لسنه 2011 تم تحويلها للتحقيق فى محكمة استئناف المنصورة ونفس الوضع بالنسبة للشكوى رقم 1167 أما الشكوى رقم 1168 تم تحويلها إلى محكمة جنوب الزقازيق برقم 924 وأضاف أن أمن الدولة كان حامياً لمنير ثابت فى الماضى وبعد الثورة استخدم المستشار نفوذه لدى الجهات القضائية للقبض علينا ولكن بعد أن قدمنا الأوراق التى تثبت ملكيتنا ننتظر الحكم النهائى فى القضية.
ويقول أشرف محمد حسن محامى العائلة إن التكييف القانونى للقضية التى تنظرها النيابة أنها جناية انتزاع عقار بالقوة ولكن المحامى العام حولها إلى قضية إثبات حيازة بعد أن قدمنا الأوراق التى تثبت حيازة عائلة عزام للأرض وقبل ذلك استخدم القاضى الشهير الذى يسيطر على الأرض الآن الذى لم يقدم أى سند لملكيته للأرض حتى الآن واستخدم نفوذه فى القبض على أحد أفراد الأسرة حتى إن الشرطة التى قبضت على صلاح عزام كبير الأسرة الآن على طريق العاشر ادعت القبض عليه داخل مسكنه وهو ما يخالف الحقيقة.