وصفة لسحقِ أعدائك
زينب علي البحراني
"في كُلّ مكانٍ أصادف من يستحقّ السّجن"؛ هكذا أعلن بطل رواية "الطريق" التي أبدعها أديب نوبل "نجيب محفوظ"، ولا أشكّ لحظة في أن من يُشاطرونه الرأي والشعور يتجاوز ملايين الناس من الأحياء، وملايين غيرهم فارقوا حياتهم بالسكتة القلبيّة، أو انفجار المرارة، أو تداعيات الضغط والسكّر بسبب مخلوقات أخرى تستفز غيظهم وسلام أرواحهم ليل نهار دون أن يجدوا سبيلاً لإطفاء إزعاجهم وقطع دابر شهوتهم المُستطيرة للإيذاء! وهؤلاء المهووسون بالتنغيص يمتلكون جُرأة مجنونة في مُحاصرة الضحيّة ومُطاردتها بفؤوس مُخططاتهم ومناجل مكائدهم المحبوكة بيدٍ بينما يسنّون أقلامهم ويبذرون أشواك حقدهم بيدٍ ثانيةٍ وكأنّ لهم مائة إصبع!! ويندر أن تجد نفسك في مواجهة شرّير أو حقود مُبتدئ؛ إذ لابد وأن يحمل أقلّهم شرًا شهادة الدكتوراه في الاستفزاز، والماجستير في حبك المكائد، ودزينة من الدبلومات العالية في الغيبة والنميمة و البهتان والكراهية وتشويه السمعة وجميع مُفردات قاموس إثارة الفتنة ومشتقاتها. لكن ما يؤجج تفاؤل الرّوح هو أن سر قوتهم هو الوجه الثاني لأخطر نقاط ضعفهم.
هل تتحرّق شوقا لمعرفة الوصفة السحرية التي بوسعها تفتيت كبد أعدائك، وشق مرارتهم، وضربهم بالصلع المبكر، وترشيحهم لتساقُط الأسنان، ومسّهم بهستيريا لا تنتهي؟ كُلّ ما عليك هو إعداد خطة لحصد المزيد من النجاحات العملاقة التي يعجزون عن الوصول إليها لأنهم يُضيّعون أوقاتهم في مُحاولات التجسس على الآخرين وحياكة الدسائس ضد فلان، وعلاّن، وغفلان. وستُفاجأ بأن نتائج تلك الطريقة البريئة المُسالمة تتفوّق على كل ما عداها من وسائل الانتقام العنيفة، وتكتشف أن بريق الشماتة الذي كان يرقص طربًا في عيونهم حين يتأكد لهم أنهم تمكنوا من إثارة غضبك تحوّل إلى نظرة قهرٍ وإحساس بالدونيّة.