الإصلاح نيوز/
لليوم الثاني على التوالي انتشرت أخبار انشقاق مسؤولين كبار عن النظام السوري من بينهم كبار الجنرالات ونائب وزير النفط، فهل تشق أسماء الأسد عقيلة الرئيس السوري بشار الأسد، عصا الطاعة عن زوجها هي ايضا؟
عُرفت أسماء الأسد بنشاطها في مجال تحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمع السوري.،لكنها اختفت عن الأنظار تقريبا في الشهور الماضية حتى يناير من هذا العام عندما وقفت مع أطفالها مبتسمة ومصفقة مثلها مثل باقي الحضور خلال كلمة ألقاها بشار الأسد أمام مناصريه. فهل خيّبت أسماء الأسد آمال السوريين بصمتها عما يجري في سوريا؟ وهل من الممكن أن سيدة سوريا الأولى قد رضخت لضغوطات من قبل نظام زوجها فاحجمت عن اتخاذ موقف شجاع ضد العنف الذي استخدمه النظام ضد شعبه؟
وردة الصحراء
منذ زواجها ببشار الأسد انخرطت أسماء في المشاريع لا سيما الشبابية منها. ففي عام 2005 أطلقت مشروع “مسار” لتأهيل الشباب وتدريبهم على أسس “المواطنة النشطة” كما أسمتها. مارس الماضي أفردت مجلة فوغ الأمريكية تقريرا مفصلا عن أسماء وصفتها بأنها بالفعل “سيدة سوريا الأولى” لأن سوريا لم تعرف سيدة أولى بهذا القدر من النشاط والحداثة والذكاء. كما وصفتها المجلة الأمريكية بأنها “وردة الصحراء” ،و” أنيقة، مرحة ومليئة بالحيوية”.
السيدة السورية الدكتورة تماضر حسون مايهاوزن مديرة المنتدى النسوي العربي الهولندي في لاهاي تشير إلى الدور الذي لعبته أسماء الأسد لصالح المرأة السورية “بصراحة لا بد من الإشارة إلى أن أسماء الأسد ناصرت حقوق المرأة في سوريا ودعمت في وقت سابق سن قوانين لصالح المرأة “.
أين اختفى هذا النشاط والاندفاع من أجل النهوض بالمجتمع السوري في الوقت الذي قصفت فيه قوات النظام مدينة حمص التي تنحدر منها اسماء نفسها؟
“علينا ألا نحمل الأمر أكثر مما يجب” تقول الناشطة حسون ” أسماء الأسد تبقى عقيلة رئيس دولة. وليس لأنها عربية أو لأنها سورية ..ولكن لأنه، وبشكل عام, المرأة تساند زوجها مهما كان”.
“في السراء والثورات”
وُلدت أسماء في العاصمة البريطانية لندن عام 1975 لعائلة سورية سنية من مدينة حمص. والدها فواز الأخرس طبيب متخصص في أمراض القلب، والدتها سحر العطري كانت تعمل في السفارة السورية ببريطانيا. عُرفت أسماء بإسم إيما في مدرستها البريطانية. تخرجت بدرجة البكالوريوس في علم الكمبيوتر وعلمت لصالح الشركة العالمية بي جي مورغان حتى تركت العمل بسبب اقترانها ببشار الأسد. تعرف بشار الأسد على عائلة الأخرس خلال دراسته لطب العيون في بريطانيا. وعام 2000 تزوجت أسماء ببشار الأسد بعد أن خلف والده حافظ الأسد في السلطة.
ومن هذا المنطلق ،وفقا لحسون لا تختلف قضية أسماء عن قضايا دولية أخرى. فعندما انكشف خبر تورط الأمير برنارد زوج الملكة الراحلة جوليانا في عملية فساد في صفقة لوكهيد، هددت الملكة بترك العرش إذا حوكم زوجها. “الأمثلة كثيرة،من زوجة الرئيس الأمريكي السابق كلينتون إلى زوجة رئيس البنك الدولي السابق ستراوس اللتان وقفتا بجانب أزواجهما”.
لا تعتقد حسون أن سيدة سوريا الأولى قد تكون تتعرض لضغوطات تجعلها تختفي عن الأنظار. “هي زوجة رئيس ولا تملك أي نوع من السلطة”
يخالفها الرأي الصحافي مالك العبدة رئيس تحرير قناة بردى السورية المعارضة ومقرها لندن. العبدة من معارف أسماء وعائلتها منذ أن كانا يسكنان في نفس الشارع في أحد أحياء غرب لندن ما بين العامين 1992-2000.
زواج خاطىء
هل يعتقد العبدة أن أسماء تتعرض لضغوطات من نظام زوجها؟ “لا استغرب أي شيء على نظام بشار الأسد، الذي يعذب الأطفال، والناس في المستشفيات. نظام يفعل ما يشاء، حتى لدرجة تهديد زوجته” .
“كانت أسماء تتردد لزيارة والدة العبدة التي كانت تربطها بها علاقة صداقة. كانت العلاقات دائما ودية يتخللها الكثير من التزوار والمجاملات في الحي الذي يسكنه عدد من من العوائل السورية”.
يقول العبدة عندما اقترنت أسماء ببشار عام 2000، وهو نفس العام الذي تسلم فيه السلطة ووعد بالإصلاح، اعتقد البعض أن أسماء ستؤثر إيجابيا على بشار الأسد، البعض الآخر ارتأى أنه اختيار خاطىء.
“كنت من بين هؤلاء الذين استهجنوا هذا الزواج بسبب تاريخ والده حافظ الأسد في مدينة حماة وحكمه الديكتاتوري. كان زوج غير مناسب لابنة فواز الأخرس وهو شخص له مكانته في الجالية السورية في بريطانيا”.
السجينة
مع ذلك لا يلوم العبدة أسماء لصمتها عما يحدث في سوريا، ويتفهم دوافع الصمت ” هي بمثابة السجين، لا تستطيع أن تغادر سوريا وأنا متأكد من ذلك… وهي لن تستطيع أن تتدخل في القرارات الأمنية في الدولة”
“صمتها غير مقبول لكني في الوقت ذاته أتفهمه لأني اعتقد ان ليس لديها خيار بهذا الشأن”.
أليس الساكت عن الحق شيطان أخرس كما يقول المثل الشعبي؟،العبدة: “”في النهاية فإن فواز الاخرس واسماء الاسد وغيرهم ليسوا هم المجرمين الحقيقيين. هنالك المئات من العوائل المماثلة التي استفادت وانتفعت من نظام بشار الأسد. هذه العوائل لم تصنع الإجرام. ولم تعذب الناس في سوريا”.
وفقا لما يراه العبده فإن أغلبية الشارع السوري لم يكن له ميول ومشاركة سياسية واضحة حتى الخامس عشر من مارس الماضي، “فهل نحاسب الناس على سكوتهم أيضا؟ ”
ظهور أسماء في،الأماكن العامة شح في الأونة الأخيرة ولم يبقى لمحبيها سوى تتبع أخبارها عبر صفحتها على الفيسبوك،حيث نشرت يوم أمس في يوم المرأة العالمي تعزية خاصة لشهداء الجيش السوري.