الإصلاح نيوز- سيطر الجيش السوري سيطرة كاملة على مدينة ادلب (شمال غرب) بعد انسحاب الجيش السوري الحر منها، في وقت اعلن ثلاثة معارضين بارزين استقالتهم من المجلس الوطني السوري.
ياتي ذلك فيما اعلنت موسكو حليفة دمشق بانها لا تدافع عن “نظام” الرئيس السوري بشار الاسد “بل عن الحق”.
وقال نور الدين العبدو من المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في ادلب لوكالة فرانس برس اليوم “منذ مساء امس توقفت المعارك، الجيش السوري الحر انسحب، والجيش النظامي اقتحم كل المدينة وفتش كل البيوت بيتا بيتا ولا تزال المداهمات مستمرة هذا الصباح”.
واوضح العبدو ان الجيش السوري الحر “فضل الانسحاب، والجميع يعلم انه لا يستطيع مواجهة الجيش” وقوته النارية.
وذكرت صحيفة “الوطن” السورية الصادرة الاربعاء ان “وحدات الجيش وحفظ النظام والأمن انهت عمليات تمشيط الأحياء الوسطى والشمالية من مدينة إدلب حيث تتركز أغلب المجموعات المسلحة فيها”.
ونقلت عن مصدر مسؤول انه “ألقي القبض على عشرات المسلحين والمطلوبين خلال محاولتهم الهروب من المدينة متنكرين باللباس النسائي”.
وكانت الصحيفة نفسها ذكرت الثلاثاء ان “العملية الأمنية” التي وصفتها ب”النوعية والواسعة” في مدينة ادلب “انتهت في وقت قياسي وأن عمليات مقاومة وحدات الجيش مسألة غير مجدية ولا يمكن أن تحقق بقاء للمسلحين فيها”.
وعن الوضع في المدينة اليوم، قال العبدو ان “كثيرين تمكنوا من الهرب”، مشيرا الى ان “من بقي من الناس يلزمون منازلهم، لانهم مصابون بالرعب”.
واشار الى ان “الاشخاص الذين يهربون يفعلون ذلك ليلا، خوفا من رصاص القناصة”.
في ريف ادلب، ذكرت صحيفة “الوطن” السورية ان “عمليات الجيش تتواصل بشكل واسع في مدن معرة مصرين وأريحا ومعرة النعمان وريفها الغربي، اضافة الى عدد من قرى جبل الزاوية حيث تقوم وحدات الجيش بملاحقة المجموعات المسلحة في المناطق الجبلية”.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاربعاء ان ناشطا وعنصرين منشقين قتلوا في قرية بسامس في جبل الزاوية في ريف ادلب في اطلاق نار من القوات النظامية التي تشتبك مع مجموعات منشقة.
ياتي ذلك فيما اعلن هيثم المالح وكمال اللبواني وكاترين التلي، وهم من مؤسسي مجموعة العمل من اجل تحرير سوريا التي انشئت في نهاية شباط/فبراير استقالتهم من المجلس الوطني السوري المعارض، بحسب ما افادت بيانات نشرت على صفحاتهم الخاصة على موقع “فيسبوك” الالكتروني اليوم الاربعاء.
واكد مسؤول في المجلس الوطني السوري الذي يضم اغلب اطياف المعارضة لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي ان الاعضاء الثلاثة قدموا استقالاتهم بسبب “خلافات مع المجلس”، من دون اعطاء تفاصيل اضافية.
وقال المالح في بيان استقالة موجه الى الناس، بحسب ما اورد على صفحته على “فيسبوك”، انه لمس في المكتب التنفيذي للمجلس “عدم انسجام وانعدام العمل المؤسساتي فضلا عن استفراد رئيسه الدكتور برهان غليون بالرأي”.
واضاف “حتى لا اكون شاهد زور على ما يجري، فقد آثرت الانسحاب من المجلس”.
وجاء في بيان كاترين التلي المنشور على صفحتها على “فيسبوك”، “لانني ارفض ان اكون شاهدة زور عن مجلس معطل بفعل شخصيات وتيارات سياسية على حساب الدم السوري الطاهر (..) أعلن انسحابي”.
وتنصلت التلي من اي “مسؤولية أمام ثوارنا الأبطال عن تقصير المجلس وأخطائه السياسية كوننا غير مشتركين في أي قرار سياسي يتخذه أعضاء المكتب التنفيذي”.
وقال اللبواني من جهته في بيانه المنشور على صفحة “مجموعة العمل لتحرير سوريا” الاربعاء انه قرر الاستقالة بعد “استنفاد كل وسائل الاصلاح، وبعد ان سدت في وجهنا كل سبل التغيير بسبب سلبيات هذا المجلس التي لم تعد خافية على أحد”.
وذكرت المجموعة الاربعاء انها ستصدر بيانا “تضع فيه النقاط على الحروف وتعلن اتخاذها لخطوة هامة انتصارا ودعما لثورة شعبنا العظيم في سوريا”، من دون تفاصيل اضافية.
وبالتزامن مع ذلك، اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء خلال جلسة اسئلة واجوبة في مجلس الدوما انه “يعود للشعب ان يقرر من ينبغي ان يكون في السلطة في سوريا”.
واوضح وزير الخارجية الروسي “اننا لا ندافع عن النظام بل عن الحق، عن حق السوريين السيادي في تقرير خيارهم بانفسهم بطريقة ديموقراطية”.
وتابع “اننا نؤيد وقف اطلاق النار الفوري وبالتنسيق مع جميع الاطراف تحت اشراف دولي حيادي”.
واكد ان الاسلحة التي باعتها روسيا لسوريا لا تستخدم ضد المدنيين “ما نبيعه لسوريا اسلحة ضرورية للدفاع الوطني والامن القومي”.
الا ان لافروف انتقد الرئيس السوري بشار الاسد بسبب التاخير الكبير في تطبيق الاصلاحات لانهاء الازمة في سوريا.
الى ذلك، اعلنت السلطات السورية الاربعاء انها ألقت القبض على مرتكبي “مجزرة كرم الزيتون” في حمص التي اودت بحياة حوالى خمسين امرأة وطفلا، وقالت المعارضة انها من صنع قوات النظام بينما اتهمت دمشق “مجموعات ارهابية مسلحة” بها.
وعثر الاحد على جثث حوالى خمسين امرأة وطفلا في مدينة حمص في وسط سوريا مقتولين ذبحا او طعنا.
وبث ناشطون اشرطة فيديو وصورا مروعة عن الضحايا تظهر فيها رؤوس اطفال مدممة ومشوهة، وجثث متفحمة. كما بث التلفزيون السوري صباح الاثنين صورا لعدد من الجثث التي تم التمثيل بها، وبعضها مقيد الايدي، مرمية في اماكن مختلفة.
كما ذكرت الوكالة ان “مجموعات ارهابية مسلحة” ارتكبت مجزرة في حي كرم اللوز في حمص (وسط) اودت بحياة 15 شخصا بينهم امراة واطفالها الاربعة.
واضافت ان الجهات المختصة “تواصل ملاحقة المجموعات الارهابية في حي النازحين بعد ان عاثت فسادا وقتلا وترويعا للاهالي”.
وبث التلفزيون السوري الاربعاء بشكل مباشر صورا لحي عشيرةوحي كرم الزيتون في حمص وظهرت على شوارعه وارصفته اثار لحجارة مترامية كما بدت على ابنيته اثار قصف وفوهات يبدو انها لقذائف اخترقتها بالاضافة الى غبار اسود خلفته الحرائق التي تعرضت لها هذه الابنية والمحال التجارية.
وشوهد في اللقطات ساتر من الاكياس الرملية قال المراسل ان “الارهابيين كانوا يستخدمونها كمتاريس لاطلاق النار”.
كما بدت في المشاهد لقطات لسيارات محترقة قلبت راسا على عقب بالاضافة الى بعض الاطارات والبراميل المترامية.
واكد سكان الحي الذين التقاهم التلفزيون السوري على الهلع الذي اصابهم بسبب وجود المسلحين مؤكدين بانهم “ليسوا سوريين بل اتوا من ليبيا والعراق ولبنان”.