تحولت شوارع مدينة السلط إلى معرض لليافطات التي تنوعت مضامينها بين التضامن مع بعض الأشخاص التي تدور حولهم شبهات فساد، وأخرى تدعو لإطلاق سراح سجناء على خلفيات سياسية.
في إحدى الجهات، يافطة باسم عشائر العباد تدعو إلى الدعم والدفاع عن رئيس الوزراء السابق الدكتور معروف البخيت الذي أخلى مجلس النواب مسؤوليته بملف “الكازينو”، حملت عنوان”دفاعا عن البخيت .. دفاعا عن الأردن”، ويافطات تدعو إلى مؤازرة مدير المخابرات العامة الأسبق محمد الذهبي المتهم بقضية غسيل أموال.
فيما تدعو يافطة أخرى إلى نصرة ومؤازرة الشعب السوري، بينما طالبت يافطة بالإفراج عن معتقلين سياسيين منهم محمد بركات عربيات والذي مضى على سجنه 14 عاما.
اليافطات التي علقت بمواقع مختلفة في المدينة وبكثافة ازداد عددها نتيجة للحراك الشعبي الذي تشهده الساحة الأردنية، فبحسب دكتورة علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية فاطمة العطيات “أن الظروف السياسية المحيطة ساهمت ببنمو مظاهر التعبير الفردي للمواطنين عن أفكارهم وتوجهاتهم بصورة علنية، سواء كانت هذه الأفكار منطقية أم غير منطقية”.
فيما يرى الناشط الاجتماعي محمود خريسات أن ما يجري هو “تجييش تمارسه جهات معينة تحمل أجندات خاصة، مضيفا أن هناك أشخاصا ينظمون حملات لمؤازرة جهات معينة مقابل أموال يتلقونها لصالح ذلك، فيقومون بتعليق يافطات ونصب خيام ويدعون لاجتماعات بهدف إثارة عواطف المواطنين للتعاطف مع أصحاب هذه القضايا”.
وتوافقه العطيات الرأي، والتي تشير إلى أن هذه اليافطات تعكس تنوعا واتجاهات سياسية يستفيد منها
بعض الأشخاص “فالأوضاع الاقتصادية ساهمت بقبول بعض المواطنين بتنظيم حملات مؤازرة لأشخاص معينين ولتحقيق استفادة مادية منها”، على حد تعبيرها.
وتعتقد العطيات أن انتشارها سيؤثر سلبا على اتجاهات المواطنين وعلى قدرتهم على اتخاذ القرار السليم اتجاه قضايا الفساد، ويشوش على قرارات الحكومة.
واستهجن خريسات تعليق يافطات للدفاع عن أشخاص متهمين بالفساد في ظل المطالبات بالإصلاح والكشف عن قضايا الفساد، متسائلا كيف نحارب الفساد وبعض الأشخاص يدعون لدعم ومؤازرة أشخاص متورطين بقضايا فساد.