في خطابه الأخير أمام منظمة «ايباك» اليهودية أعرب الرئيس الأميركي أوباما صراحة عن دعمه المطلق لإسرائيل، وتحدث عن أمن اسرائيل ووصفه بالأمن المقدّس.. ثم ألقى بالقنبلة نتانياهو، وقال إن القدس هي عاصمة اسرائيل الأبديّة.. لكن تلك القنبلة لم تحرّ.ك لا ألسنة ولا أيدي ولا مشاعر مفجري الربيع العربي.. ذلك الخطاب المهين للعرب وللمسلمين مناقض تماماً لخطابه الذي سحر به الألباب وتقرّب به إلى كل مسلمي العالم زلفى.. إذ بدأ خطابه بقوله «السلام عليكم».. وتلا آيات من القرآن الكريم وأعقبها بزيارة للأزهر والآثار الإسلامية.
لكن المتبصر بأمور السياسة لا يجد دهشة ولا غرابة في ذلك. فأوباما في بداية عهده كان يسعى إلى تجميل وجه أميركا والحصول على دعم عربي.. ومع قرب الانتخابات الأميركية كان حتماً يتقرب الى اسرائيل والى اللوبي اليهودي الممسك بصناعة القرار في أميركا حتى يكون له نصيب في الجولة المقبلة.. وفي الحالتين: الأولى والثانية نجد أن أوباما عازف جيد، يعزف على مشاعر العرب واليهود معاً، دون أن يقحم نفسه في اتخاذ اجراءات فعلية.. فهو قد وعد بحل القضية الفلسطينية ورعاية السلام، ولم يتحقق شيء من ذلك.
المزعج أن الربيع العربي لم يزدنا إلا وهناً.. ليبيا تتفكك وتسيل على أرضها دماء.. سوريا تنهار.. ومصر في وضع لا تُحسد عليه.. ذلك الربيع العربي جعلنا جميعاً صماً بكماً غير قادرين على النطق.. والمصادفة المضحكة أننا في اللحظة نفسها التي نعيش فيها ربيعاً عربياً.. يتولى رئاسة الجامعة العربية نبيل العربي.. فربيع عربي.. ونبيل عربي.. وجامعة عربية.. ووهن وذل وانكسار.. فماذا كانت النتيجة؟ ستكون هكذا، فنحن لا نريد لا ربيعاً عربياً ولا انكليزياً.. لكن نريد عزة وكرامة وقوة ومكانة.. ويجب على الأسد أن يستدرك ما فاته، وأن يتعامل بحنكة مع ما طرحته الجامعة العربية في لقائها الأخير قبل أن يجر على نفسه ووطنه ويلات الحروب.. فالمنطقة العربية فيها ما يكفيها.. فليجعل الأسد علي صالح أمام ناظريه ويسير على منهاجه، فهذا خير له.
في الختام.. نأمل أن تعبر أمة العربية تلك المرحلة.. وننتقل الى مرحلة أفضل وأجمل.. مرحلة تجعل لأمة العرب وضعاً مميزاً يجعلنا نفخر به نحن العرب.. وننادي ونقول بصوت عالٍ:.. نحن العرب.