بعد المبادرة بإقامة أسبوع “أرض وكرامة: أسبوع مقاومة الاستعمار والفصل العنصري الصهيونيّ” في عمّان العام الماضي 2011، يقام الأسبوع للمرة الثانية في الفترة ما بين 16 و23 آذار/ مارس 2012 بمساحات مختلفة في عمّان وإربد.
وعلى مدار أسبوع، وحضور جماهيريّ، أقيم الأسبوع لأول مرة في عمّان السنة الماضية، بعد أن بدأت العواصم العالميّة باستضافته منذ العام 2005، لتنضم عمّان حينها إلى أكثر من 80 عاصمة ومدينة عالميّة.
وبجهود تطوعيّة من ناشطات وناشطين، جرى التركيز في النسخة الأولى من أسبوع “أرض وكرامة 2011″ على استعادة الصوت الفلسطيني والعربي والعالمي الذي يدافع عن ثوابت القضية الفلسطينية من خلال مواضيع: حق العودة، ومعاهدة وادي عربة، والقوانين العنصريّة ضد الأراضي المحتلة في العام 1948، وحركات التضامن العالميّة، ومقاومة التطبيع مع الاحتلال بكافة أشكاله. وذلك عبر استضافة النائب العربي حنين الزعبي، والمطران حنّا عطا الله، والناشط السياسي والباحث الأردني خالد الحباشنة. إضافة إلى عدد من الناشطين والفنانين والموسيقيين الفلسطينيين.
هذا العام، وفي ظل أجواء حركات التحرّر العربيّة التي استعادت حقوقها من قبضة الاستبداد السياسيّ والاستعمار، يسعى منظمو أسبوع “أرض وكرامة” للتركيز على واقعيّة المطالب، وتصفير عدّاد الثوابت الفلسطينيّة. وذلك من خلال عدة نشاطات تقام في العاصمة عمّان، إضافة إلى مدينة إربد لأول مرة. خاصة مع تنامي حركات التضامن العالمية مع القضيّة الفلسطينيّة، وتوسّع حركات مقاومة التطبيع مع الكيان الصهيونيّ.
خاصة أن الأسابيع تلقى رواجاً عالميّاً، وهذا ما يعترف به الكيان المحتلّ. إذ بحسب جريدة “جيروزاليم بوست”، يخطط الكيان لإرسال أكثر من 100 مبعوث لعدد من المدن حول العالم، في مهمة أطلق عليها اسم “وجوه إسرائيل”، وذلك “للدفاع عن الكيان خلال أسابيع الفصل العنصري”.
إذ ينتج الأسبوع فعالية توعوية حول “معاهدة وادي عربة”، مستضيفاً السيدة توجان فيصل لإلقاء كلمة حول المعاهدة، ويوقّع الباحث خالد الحباشنة كتيّباً ملخِّصاً بعنوان “وادي عربة: معاهدة باتجاه واحد” من إصدار الأسبوع عن كتابه: “العلاقات الأردنية الإسرائيلية: الجذور والآفاق”. وذلك بمشاركة فرقة “مسرح الشارع” التي ستقدم “اسكيتشاً” ساخراً. وتقوم الإعلاميّة دانة جبريل بعرافة الحفل.
وفي عرضه الأول، يقدّم الأسبوع فيلم “الطريق إلى الفصل العنصري” Roadmap to Apartheid، وذلك بحضور الناشط السياسي مبويزيني ندلوزي من جنوب أفريقيا، الذي يحاور الجمهور حول حركات التضامن العالميّة مع القضيّة الفلسطينيّة.
كما يستضيف “أرض وكرامة” الناشط السياسي سلمان أبو ستة للحديث عن قضايا اللاجئين وحق العودة، وذلك في ندوة حورايّة بالاشتراك مع خبير القانون الدولي أنيس القاسم. وذلك بإدارة رئيس مركز الدراسات الاستراتيجيّة في الجامعة الأردنيّة، محمد المصري.
الحدث الأبرز في هذا الأسبوع هو إقامة عدد من الفعاليّات في مدينة إربد، وذلك للوصول إلى أكبر عدد وشرائح من الجمهور. إذ تستضيف المدينة كلاً من الناشط سليم فالي، وسلمان أبو ستة وأنيس القاسم، إضافة إلى الباحث خالد الحباشنة في ندوات حواريّة.
وفي استعادة لتجربة الانتفاضة الفلسطينيّة كحركة مقاومة شعبيّة، يستضيف “أرض وكرامة” الناشط الفلسطيني جمال جمعة، منسّق الحملة الشعبيّة “أوقفوا الجدار” المقاومة الفلسطينيّة الشعبيّة أثناء الانتفاضة. ويدير هذه الندوة الباحث أحمد جميل عزم.
أما في مجال القوانين العنصريّة في الكيان الصهوني، والموجهّة ضد الأراضي المحتلة في العام 1948، فيستضيف “أرض وكرامة” ناشطين من الأراضي المحتلّة العام 1948 للحديث عن آليات التصدّي لهذه القوانين والتوعية بها. بإدارة الإعلاميّة هبة عبيدات.
وفي الجانب الفني، يتعاون منظمو أسبوع “أرض وكرامة” مع عدد من الفنانين الشباب لإطلاق حملة “غرافيتي”. وذلك بالتفاعل مع أهالي عدة مناطق مختارة لتوثيق رسومات تتحدّث عن تجاربهم الشخصيّة وطموحاتهم بما يتعلق بثوابت القضيّة الفلسطينيّة.
ويتخلل الأسبوع عرض عدة أفلام فلسطينية وعالميّة، روائيّة ووثائقيّة حول الواقع الفلسطينيّ. هي “أفيون الداعمين” من إخراج مريم شاهين وجورج عازر. و”كأننا عشرون مستحيلاً” للمخرجة آن ماري جاسر. وفيلم “صمود” من إخراج فيليب رزق.
ويختتم الأسبوع بحفل موسيقيّ لفرقة “توت أرض” من الجولان المحتلّ، في أول عرض عربيّ، بمشاركة “الفرعي” من الأردن.