الإصلاح نيوز/
يتميز ،المشهد الثقافي الإيراني عن الكثير من أمثاله في العالم بتنوع يصل الى حد التناقضات، تبلور في إبداعات الكثير من الفنانين الإيرانيين، بمن فيهم هؤلاء الذين غادروا البلاد بعد الثورة الإسلامية، أو ممن ولدوا في المهاجر، اذ نجح هؤلاء بتأسيس حالة فنية متكاملة على أكثر من صعيد، موازية للحياة الفنية في الجمهورية الإسلامية وان خالفتها في الفكر والطروحات، مما يعكس المخزون الحضاري الكبير الذي تتمتع به إيران.
فقد برز الكثير من المبدعين الإيرانيين في مختف مجالات الفن، بما في ذلك الفن السابع. وأحد أهم الأفلام الإيرانية التي لفتت أنظار النقاد والجمهور على حد سواء في الآونة الأخيرة فيلم المخرجة الإيرانية الشابة والمهاجرة مريم كيشافارز “الظرف” Circumstance الذي يلقي الضوء على جانب مظلم في علاقة عاطفية تجمع بين اثنين، وتحديداً العلاقة بين فتاتين مثليتين، ليثير الاهتمام والجدل خارج إيران أكثر مما في داخلها.
بالطبع لم يصور الفيلم في إيران بسبب قوانين الجمهوية الإسلامية الصارمة، اذ قام فرنسيون وأمريكيون بإنتاجه وتم تصويره في لبنان بمشاركة ممثلين إيرانيين من مختلف أرجاء العالم. ويستعرض الفيلم المصاعب والعقبات التي تواجهها الفتاتان والخيارات المطروحة أمامهما بسبب القيود المتمثلة بالنظرة الاجتماعية التقليدية، بالإضافة الى القوانين والأعراف السائدة في البلاد، مما يجبرهما على الانخراط في المجتمع الإيراني الخفي، حيث تنتشر المخدرات والجنس والمشروبات الكحولية، والتمرد على الواقع المفروض، وفقاً لموقع tvrain.ru.
وقد شارك هذا الفيلم في عدد من المهرجانات السينمائية الدولية، حيث حظي بالتقدير وحصل على جوائز لطرحه قضايا بطريقة وصفها البعض بالصرخة في وجه كبت الحريات، وعدم السماح لتناول مشاكل تهم شريحة معينة في المجتمع الإيراني بصراحة وشفافية.
من جانب آخر يرى مراقبون ان هذا الفيلم مجرد تحدٍ للتيار السياسي-الديني الحاكم في إيران، ولا يعتقد هؤلاء انه سيحظى باهتمام المعارضين لهذا النظام أو انه يعكس آراءهم، انطلاقاً من ان المعارضة السياسية لا تعني الموافقة على طرح قضايا حساسة تتعلق بالمثليين في مجتمع، لا يزال يوصف بالمحافظ كالمجتمع الإيراني.