المكاكوة هم سكان مكة المكرمة ممن ولدوا ونشأوا وترعرعوا بها وخدموا حجاج بيت الله ومعتمريه على مر العصور، بطبعهم أذكياء ويتعايشون مع جميع الشعوب والثقافات، لذلك هم خليط من خفة الدم والدهاء وطلاقة اللسان حين الفرح ولسعة نفس اللسان حين الغضب! يقال عنهم بأنهم يعشقون تراب أم القرى حتى النخاع، لهم طقوس قد لا يشاركهم بها أحد إلا ما جاورهم من أهل جدة والطائف وأهل طيبة الطيبة، هم أهل المجس والمزمار والصهبة معهم لها طعم آخر، إن أردت الاستمتاع معهم سلم نفسك إليهم حين تأتيهم كضيف عزيز من خارج قبلة الدنيا، فسيأخذونك أولا للحرم المكي لتمتع ناظريك بالكعبة المشرفة ومن ثم سيكرمونك بما لذ وطاب طيلة أيام إقامتك بين جبالها الشامخة، وقد ترى جبل النور يطل عليك من بعيد وأنت تفطر معهم مما لذ وطاب من الفول والتميس وأحيانا الكبدة والتقاطيع، وبعد فراغك من الإفطار قد يسوقك حظك العاثر مع أحدهم إن كان من أهل (الجراك) لتجد تلك الأدخنة في أحد المقاهي تلتف حولك مع أصوات العراك الحميمي حين يلعبون (الضومنة) وأحيانا (البلوت) فلا تكترث كثيرا فهذه عادات أغلبهم، وحين فراغهم قد تنول الرضا (بغدوة) تكمل مسيرة الأطعمة المكية وقد تظفر بتجربة المبشور على أصوله فهنيئا لك ذلك مع الطحينة والزبادي لتأخذ بعدها قيلولة إجبارية حتى لا يصفونك (بجن الظهر) وبعد القيلولة لن تسلم من شاهي العصاري وقد تلعب (الكيرم) حتى إذا حل المساء يأخذونك معهم إلى زواج أحدهم لكن احذر أن تقف جوار العريس حين يصدع بالموال ذلك الجسيس ولا تسأل عن السبب بل بادر باتباع النصيحة وتذكر العنوان أعلاه.