بقلم : الدكتور ثابت المومني
ربي لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه… لقد ابتلينا منذ عقدين من الزمن برجالات يقال لهم رجالات دولة وهم في عين الحقيقة مجرد عصابات ولصوص على درجة عالية من الدهاء بحيث، تتلمذ على أيديهم رجالات ورجالات قيل بأنهم رجالات دولة أيضا .
،لقد نهبوا البلاد وأفقروا العباد وأوصلونا لما وصلنا إليه من فقر وعوز وحاجة وفوق كل هذا وذاك لطّخوا سمعة الوطن بما هو سوء، وليأتينا هولاء بتحديهم بان ما من مماسك قانونية عليهم كيف لا وهم من سن القوانين وشرع الأنظمة ليلقى باللوم على بسطاء البشر من أبناء الأردن، بأنهم يهوّلون بملفات الفساد.
هذا هو واقعنا وهذه هي سيرتنا في مصيبتنا برجالات أوكلت مهمة ” بدعة التحول الاقتصادي ” إليهم … رجالات من قطعان صلعائيون وقرعائيون وديجيتاليون وكابيتاليون ودجّاليون… رجال أوكلت لهم مهمة بيع الوطن ليعبثوا بمقدراته بحيث تباع شركة أمنية بأربعة ملايين دولار او دينار لا ادري … وتباع الفوسفات بإرثها وأثارها وممتلكاتها وامتيازاتها واحتياطياتها كمن باع الجمل بما حمل ولكن بثمن بخس دراهم معدودة… لقد باعوا الفوسفات بأصولها وممتلكاتها ومناطق امتيازها واحتياطيها المقدرة بـ 70 مليارا … لقد باعوها وكأنها إرث ثقيل سيء الخلق يريدون التخلّص منه..لقد باعوها بأقل من 200 مليون دولار كما تناقلته بعض وسائل الإعلام، على لسان مسئول سابق في شركة الفوسفات والذي ظهر قبل أسابيع على قناة تلفزيون “جوسات” … تصوروا…قيمتها 70 مليارا تباع بـ 200 مليون دولار..هذه هي التجارة الرابحة في نظر عرّاب التحول الاقتصادي ومن يقف وراءه!!!!.
نعم لقد بيع الوطن.. .فبيعت مؤسسات الدولة ولا اعرف من الذي أوكلهم في هذه المهمة ومن هو صاحب هذا الفكر التحولي ومن كان يدعم هذا الفكر من أصحاب القرار ومن عُلية القوم.
إن مربط الفرس ” حاليا وقبل كل شيء ” يجب أن لا يكون بمن وكيف بيعت، الشركات بقدر ما يجب أن يكون بمن اصدر هذا الأمر ومن مهّد إليه، ومن هو عرّاب التحول الاقتصادي المزعوم ومن يدعم هذه العصابة بفكرها الصهيوني القائم على، تركيع أركان الدولة الأردنية.
،لقد بيعت الاتصالات الأردنية، – والتي تعتبر بمثابة “شركة بترول الوطن” لو أحسن إدارتها – ولكنهم أرادوها هكذا لأجل تسهيل عملية اقتناص فريستهم فباعوا، النفيس بثمن بخس قاتلهم الله أنّى يؤفكون.
لو ذهبنا إلى دولة الإمارات العربية واستعرضنا اكبر الشركات نجاحا لوجدنا أن شركة الاتصالات هناك تتفوق على شركة بترول ابوظبي”أدنوك” العملاقة في الكثير من الأحيان بمخرجات دخلها وقدرتها وأسعار أسهمها … إن شركة اتصالات الإمارات تدرّ دخلا استثماريا على الدولة الإماراتية بما يغنيها عن جزء كبير من نفطها فكيف لو تم إدارة شركة اتصالات الأردن بطريقة شريفة عفيفة بعيدا عن أيدي العابثين ممن تم توكيلهم ببيع الوطن من قبل علية القوم ومن أصحاب القرار .
،إن خبراء التعدين يعلمون بان الفوسفات الاردني يعتبر من أجود أنواع الفوسفات في العالم في كل خصائصه وخصوصا وجود مادة اليورانيوم فيه بنسبة تركيز عالية تقدر بحوالي 300 غم بالطن من أكسيد اليورانيوم، ومثيلتها من مادة الإتيريوم في معطيات المقاييس العالمية.
،إن المراقب لسوق تجارة الفوسفات يجد أن الأردن يعتبر خامس منتج في العالم وثالث مصدّر في الترتيب العالمي بعد المغرب وأمريكا.
،ان المتتبع لمبيعات الشركات الأجنبية التي تتشارك مع شركة الفوسفات بلغت عام 2002 كما يلي:
-،،،،،،،، مبيعات شركة الأسمدة اليابانية الأردنية، من سماد ثنائي فوسفات الألمنيوم فقط حوالي 14 مليون دينار وليس دولار.
-،،،،،،،،، مبيعات شركة الأسمدة اليابانية الأردنية، من مركب السماد الثلاثي تقدر بـ 15 مليون دينار.
-،،،،،،،، مبيعات المجمع الصناعي التابع لشركة الفوسفات كانت في عام 2002 من حامض الفسفوريك فقط ما يزيد عن 11 مليون دينار ومن مبيعات حامض الكبريتيك حوالي 10 ملايين دينار ومن بيع مادة فلوريد الألمنيوم حوالي 6 مليون دينار.
-،،،،،،،،، أما إيرادات الشركة الهندية الأردنية فقد كان 47 مليون دينار من بيع حامض الفسفوريك فقط .
وأشير هنا إلى أن جميع الصناعات، المذكورة أعلاه قائمة على الفوسفات الاردني وأسعار البيع كانت عام 2002 وليس عام 2010 او 2011 حيث تضاعفت الأسعار بعد بيع، شركتنا الحبيبة ، فشركة، الفوسفات بيعت بوقت كان سعر الفوسفات العالمي في أدنى مستوياته وبعد بيعها بأشهر يرتفع سعر هذه المادة إضعافا مضاعفة وكأن من باعوها ومن اشتروها ومن كان عرّاب في إتمام هذه الصفقة القذرة يعلم بان ارتفاعا حادا لأسعار الفوسفات هو قادم وهذا ما قد حصل.
إن دولا كثيرة حول العالم ستكون مستعدة لشراء الفوسفات الاردني بنهم بالغ، ولو أصبح سعر الطن 1000 دولار، ليس لأجل عيون الأردن أو دعما له بقدر ما يعود لجودة الفوسفات الاردني وما يحتويه من مادة اليورانيوم، الصالحة لتصنيع الكعكة الصفراء اللازمة لإنتاج الوقود النووي.
لن نفتح كل أبواب الفساد في مقالتنا هذه لكننا نقول بان التمنّع عن فتح الملفات وعدم جديّة موقف “علية القوم” من فتح هذه الملفات قد أوصلنا إلى ما وصلنا إليه من حالة إتهامية لكل شيء بحيث بدأت الألسن تتناقل قصصا عن الفساد حتى من وحي الخيال… لقد أصبحت الأجنة في أرحامها تتحدث عن قصص فساد وكأن الأردن أصبح فاسدا بكل مكوناته وهذا أمر غير مقبول وليس صحيحا أن يكون الحل كما يريده أباطرة الفساد بان نغلق، هذه الملفات لنفتح صفحة جديدة ولنتستّر على من مارس الفساد كما فعل مجلس نواب 111 الموقر عندما أبكى “الشقران ” قهرا.
،أخيرا فأنني أوجه كلمة لمولاي وسيدي جلالة الملك حفظه الله وأقول بكل حب واحترام… سيدي إن ما يجري سيقودنا إلى حالة انفلات لن يقبلها أردني يتنفس هواء وطن ولو أصبح فاسدا!!!…سيدي إن إبقاء ملفات الفساد الكبرى تتأرجح بين نواب يشاركون في فساد او يبتغون مصلحة في طمس ملفات الفساد لهو أمر مريع … إن شعبنا الاردني شعب بسيط طيب ينتخب نوابا يعتقد بأنهم كرماء القوم وما أن ينجلي الأمر إلا وتجد جلّهم من أصحاب المصالح وتجار الوطن فمن لهم غيرك منقذا !!!.
أخيرا أقول … سيدي ومولاي… لم يبك النائب الشقران عبثا… فليس من السهل أن تبكي الرجال إلا قهرا….إن بكاء الشقران لن يذهب هدرا في ذهنية كل أردني وأردنية وأقول لكم مولاي بان دموع الشقران هي دموع كل أردني وأردنية بكى على وطن يباع من قبل من اؤتمنوا عليه ..من هنا فان دموعنا هي دموع الوطن ولن تجف إلا بملاحقة الفاسدين والقبض عليهم وعلى إتباعهم والنيل منهم أمام قضاء عادل لا أمام مجلس نواب هادن في التستّر على الفاسدين باستباحتهم لسمعة وأموال الوطن فجورا وعهرا.
سيدي جلالة الملك… اعلموا أن الوطن يبكي بكاء مرّا … اعلموا سيدي بان بكاء الوطن لا يضاهيه أي بكاء …. فلن يهدأ بال الأردنيين إلا بإعلان الحقيقة كاملة غير منقوصة وانتم من هو صاحب الولاية بإعلانها بعد أن سئمنا نوابا يباعدون الحقيقة وقضاء يتعرض لضغوط فاسدين متنفذين يبتغون “بعد نهبهم للوطن ” سترا.
اختم رسالتي بان استصرخكم سيدي بإنقاذ وطن مكلوم تباكى عليه الفاسدون وبكى لأجل كرامته كل الأردنيين الشرفاء فاظفروا بدأت الحق أعانكم الله ودمتم