لم نشهد نشاطا مكثفا للجامعة العربية خلال الأشهر الماضية منذ تأسيسها وحتى اليوم وهذا النشاط ما زال مستمرا من أجل معالجة الوضع في سوريا حتى أنها توجهت إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار ضد النظام السوري كما أننا نسمع البعض يتباكون على الشعب السوري ويدعون إلى تسليح المعارضة السورية وهذه الدعوات المشبوهة تعني قيام حرب طائفية في سوريا والذي يدفع الثمن في النهاية هو الشعب السوري .
في المقابل فإن المسجد الأقصى المبارك الذي هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين يتعرض إلى أقسى هجمة في تاريخه من أجل هدمه وإقامة الهيكل المزعوم مكانه ولم نسمع أي كلمة من أمين عام الجامعة العربية ومن الذين يتباكون على سوريا وتوجهوا إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار يدين النظام السوري وكأن المسجد الأقصى لا يعني لهم شيئا .

يتساءل المراقبون السياسيون عن الأساليب التي يتعامل بها العرب والمسلمون مع أهم قضاياهم الدينية ومع أقدس مقدساتهم ولماذا يتباكون على سوريا ويعقدون الإجتماعات المتتالية وعلى أعلى مستوى ويتوجهون إلى مجلس الأمن لإدانة النظام السوري بينما لا يرف لهم جفن على مسجدهم الذي يعتبر من أقدس مقدساتهم والذي يتعرض إلى أبشع هجمة من العدو الصهيوني تمهيدا لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم مكانه .
إن الأمة العربية تمر بمخاض عسير وسيدفع العرب ثمنا غاليا إذا ما ظلوا هكذا يتصرفون حسب ما تفرضه عليهم بعض الدول الكبرى ويستغرب المراقبون السياسيون هذا الصمت المطبق من الذين يتباكون على سوريا لكن لا يرف لهم جفن وهم يتفرجون على إسرائيل وهي تعد العدة لهدم المسجد الأقصى المبارك وكأن هذا المسجد ليس مسجدهم أو أنهم غير معنيين بما يجري في مدينة القدس لتي يهجر سكانها وتصادر منازلهم من أجل تهويدها والاستيلاء على منازلها وأراضيها .
المسجد الأقصى المبارك في خطر شديد والعرب والمسلمون يتباكون على سوريا ويدعو البعض إلى تسليح المعارضة السورية بينما لا نسمع صوتا واحدا يدعو إلى إتخاذ أي إجراء لإنقاذ المسجد الأقصى المبارك أو يلبي صرخات الإخوة الفلسطينيين الذين تذهب صرخاتهم مع الأسف أدراج الرياح
الدستور.