أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في JO1R FORUM | منتديات شباب و صبايا الأردن، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

«المصلحة ودفع الفساد»

غاية الإنسان الصالح هي فعل الخير وتجنب الشر، وما من جماعة إنسانية فاضلة إلا جعلت الخير أساس اجتماعها، والابتعاد عن الشر عنصر اتحادها، وقد اتفق العلماء



09-03-2012 02:23 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 22-12-2011
رقم العضوية : 48,213
المشاركات : 8,783
الجنس :
قوة السمعة : 429,526,866
غاية الإنسان الصالح هي فعل الخير وتجنب الشر، وما من جماعة إنسانية فاضلة إلا جعلت الخير أساس اجتماعها، والابتعاد عن الشر عنصر اتحادها، وقد اتفق العلماء قديما وحديثا على أن الميزان الخلقي لتمييز الخير من الشر، والخبيث من الطيب، لا يختلف في عصر من العصور عنه في الآخر، لأن الغاية من كل بناء اجتماعي خلقي هي المصلحة أو منفعة المجموع، وليست المنفعة مرادفة للهوى، لأن الهوى قد يكون انحرافا نفسيا ومدعاة للأنانية الشخصية، وبهذا يكون مناقضا للمنفعة لأن المصلحة المقصودة في الأخلاق هي المصلحة التي تعود على أكبر عدد في البناء الإنساني الاجتماعي، بأكبر قدر ممكن، وهي في أكثر أحوالها إيثار وليست أثرة شخصية، وفوق ذلك فإن الأهواء والنزعات الشخصية والأنانية هي التي تفك وحدة المجتمع، وتقتل المنفعة الجمعية وتدفع إلى الفساد بأشكاله المختلفة، بينما المصلحة بهذا المعنى الاجتماعي تدعم روابط المجتمع، وتعزز قيمة التعاون الإيجابي المحمود ويحس كل أمريء فيه بأنه يعيش لغيره أكثر مما يعيش لنفسه، تحقيقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
أثبت الاستقراء أن الأسس الاجتماعية في الأحكام القرآنية تقوم على المصلحة لأكبر عدد ممكن ممن يظلهم المجتمع بأكبر مقدار من السعادة الحسية والروحية، ودفع غوائل الشر وقد استطاع فقهاء الأمة أن يردوا أصول المصالح الاجتماعية إلى خمسة أمور تجب المحافظة عليها، حتى تقوم العلاقات الاجتماعية على أحسن وجه، وحتى يتجه المجتمع بكل قواه إلى أنبل غاية وتلك الأمور الخمسة هي: حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ النسل، وحفظ المال، وإن انحصار المصالح في هذه الأمور الخمسة لأن الدنيا أسست عليها، ولأن كل مجتمع فاضل يجعل غايته العليا المحافظة عليها، وإن قوى المجتمع المتعاون تتجه إلى دفع الآفات الاجتماعية التي تعرض مصلحة من هذه المصالح للضرر والإيذاء، ولذا حرص الشرع الإسلامي على أمرين: أحدهما؛ جلب المنفعة لأكبر عدد ممكن من الجماعة، وثانيهما، دفع الضرر وقرر أن دفع الضرر مقدم على جلب المصلحة إذا تساوت المصلحة مع الضرر وإن غلبت المصلحة على الضرر بقدر كبير قدمت المصلحة.
هذه هي المصالح التي اعتبرها الإسلام غاية من غايات الاجتماع الإنساني الكبرى، وهي لا تتحقق إلا إذا كان لها حام من القانون الرادع، والأحكام الزاجرة، لذلك كان لا بد للمجتمع في الإسلام من عقوبات صارمة رادعة، وقد بنيت العقوبات الإسلامية على أساس مصلحة الجماعة العليا، وأنه من المقررات الثابتة أن الله تعالى لم يخلق شيئا ضارا ضررا محضا ولا شيئا نافعا نفعا محضا، وإنما العبرة بالغالب فما غلبت المصلحة الجماعية فيه طالب الشرع به، وما غلب الضرر الاجتماعي فيه منعه الشرع.
هذه هي إشارة موجزة إلى الأهداف التي قصد إليها الإسلام لتكوين مجتمع فاضل تحكمه الفضيلة، وتؤلف بين أحاده وتربطها بحبل الله القوي المتين، وهذه هي الأهداف العليا تدخل في كل بناء اجتماعي، فتدخل في مجتمع الأسرة وفي المجتمع الصغير، وفي مجتمع الأمة، وفي علاقات بني الإنسان بعضهم مع بعض مهما اختلفت أجناسهم وألوانهم، إذ أنها تنظم الحياة الإنسانية الكريمة بينهم على أساس أنفعهم لعباد الله أقربهم إلى العدل والرحمة والفضيلة وهي ظل رحمة الله في أرضه وبين خلقه.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد




الكلمات الدلالية
لا يوجد كلمات دلالية ..









الساعة الآن 01:45 PM