تجبر العديد من النساء في الاغوار الشمالية على التنازل عن حقهن بالميراث الشرعي تحت وطأة الاكراه من الورثة الذكور و بحجة انهم الاحق بميراث رب العائلة.
تتعدد الاساليب التي يستخدمها الذكور لحرمان شقيقاتهم من الميراث، كما في حالة فيروز وشقيقاتها واللواتي يرتبط مصير زواجهن بتنازلهن عن الميراث كما يؤكدن لبرنامج زهرة الاغوار .
تقول فيروز 40 عاما “رفضنا انا وشقيقاتي التنازل عن حقنا في الميراث فحرمونا اشقائي من الزواج، فهم يشترطون الموافقة على الزواج بتنازلنا عن ميراثنا “.
اما ابتسام فليست باحسن حال، فقد هددت من اشقائها الذكور بمقاطعتها في حال لم تتنازل عن ميراثها بتركة والدها، ما اضطرها الى التنازل وبالرغم انها تعيش ظروف مالية صعبة للغاية تروي لنا ذلك “اخوتي يرفضون اعطاءي حصتي بالميراث ولكي لا يستفيد زوجي منها, وبحجة انه لم يتعب مع اهلها في تجميع الورثة”.
وتضيف”لن اسامحهم لقد حرموني من حقي الشرعي”.
ويبدو ان العرف السائد في المنطقة يعيب على المراة مطالبتها بحقوقها والدخول بمعركة قضائية مع اشقائها الذكور امام المحاكم الشرعية،وهذا ما تؤكده فصايل والتي ترفض تسجيل دعوى قضائية من اجل حصولها على ميراثها الشرعي”اعيش مع اشقائي في منزل واحد وهم يتولون الانفاق علي لذا لا احتاج الى الميراث، لن اتوجه الى المحاكم لرفع دعوى على اشقائي فهذا امر لا يعقل “.
فيما اكدت رئيسة اتحاد المراة في محافظ اربد فردوس الشبار على تعرض النساء في الاغوار للتمييز وانتهاك حقهن بالميراث.
وبحسب احصائيات الاتحاد، تقول الشبار ” هناك 15% من النساء يتنازلن عن حقهن بالميراث بارادتهن، 59% لا تحصل عليه نهائيا جراء العادات والتقاليد المجتمعية الموروثة.
وتزيد”تتعرض المراة للتهديد لكي تتنازل عن حصتها بالميراث، ومن الذكور من يقوم بتاخير تقسيم الميراث لسنوات طويلة لكي لا تطالب المراة بحقهن فيه ، وبعضهم يقوم باخذ المراة بعد موت المورث مباشرة وهي في حا لة حزن الى ال محكمة لكي تتنازل “.
يرى المحامي الشرعي بسام السواعي ان المشكلة قديمة جديدة،وبسبب”السطوة الذكورية في المنطقة، ويوضح بمثال”هناك اب حرم بناته السبعة من ميراثهن قبل وفاته وسجل جميع ممتلكاته باسماء الذكور بالرغم انه طالب زوجته ان لا تتنازل عن حقها في ميراثها لاهلها.
ومن الاسباب الاخرى كما يقول السواعي”جهل المراة بحقوقها وعدم ادراكها حقيقة الورثة”.
فيما يؤكد القاضي الشرعي واصف البكري على ان قانون الاحوال الشخصية قيد عملية التنازل عن الورثة من قبل الاناث مقابل شىء معلوم والتي تعرف”بالتخارج”، من خلال انتقال اموال الورثة بعد وفاة المورث الى الورثة، اضافة الى عدم تسجيل حجج التخارج قبل مضي ثلاثة اشهر على وفاة المورث “.
واوضح البكري”القاضي يوضح للمراة عند التخارج الاثار السلبية لذلك، كما انه يتاكد قبل ذلك من رغبة المراة بالتنازل عن ميراثها.
ويقوم الاتحاد بمحافظة اربد بتوعية النساء في حقهن بالميراث، ويتوافر لديهن خط ارشاد اسري لتلقي شكاوى المراة بهذه المسالة ،”نقوم بتوقيف محامي في حال اضطرت المراة الى ذلك، وبحسب الشبار.
ودعا القاضي البكري النساء ان يحافظن على حقهن بالميراث الشرعي والذي كفله القانون والشرع .