الاصلاح نيوز /
كتب المنتخب الأردني إنجازا جديدا وفريدا هو الأول من نوعه، عندما انضم أخيرا لركب المتنافسين في الدور النهائي للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم FIFA والتي تستضيفها البرازيل العام 2014. فمنذ أن بدأ الأردنيون مشاركتهم في التصفيات المونديالية في العام 1985 لم ينجحوا البتة في اجتياز حاجز الأدوار التأهيلة، وظلوا بعيدين تماما عن المنافسة الجدية على إحدى البطاقات الممنوحة للقارة الصفراء لتمثيلها في البطولة الكبرى.
بعد ختام مشوار الدور الثالث ومع اقتراب سحب قرعة الدور النهائي، كان لابد لنا للقاء المدير الفني عدنان حمد، الذي تحدث حصريا لموقع،FIFA.com،حول التصفيات ككل ورؤيته للدور الحاسم منها.
هزيمة وتساؤلات
لعل الأردنيون قد عاشوا فرحة التأهل إلى الدور النهائي، وتذوقوا حلاوته بشكل مبكر، أي منذ الجولة الرابعة لهذه التصفيات، وذلك إثر مشوار ناصع البياض تكلل بأربعة انتصارات مهمة على العراق والصين وسنغافورة “مرتين” فكانت البطاقة الأولى من نصيبهم، فسبقوا العديد من المنتخبات الكبيرة والمرموقة نحو الدور الحاسم، وبدأوا بترقب الموقف الدائر في بقية التصفيات واكتشاف المزيد من المعلومات حول هوية الفرق التي ستنضم لهم في الدور الأخير من التصفيات.
ولعل النهاية التي عاشها المنتخب الأردني في تصفيات المجموعة الأولى زادت من تساؤلات الشارع الرياضي عن مدى قدرة فريقهم الملقب بـ”النشامى” على مقارعة الكبار في ظل الفوارق الكبيرة التي تعيشها الكرة الأردنية وبين أغلب نظيراتها في آسيا، وقد جاءت الخسارة في الجولة الأخيرة أمام الصين 1-3 لترفع من وتيرة الأسئلة، خصوصا مع اقتراب قرعة الدور الحاسم التي ستسحب الجمعة في كوالالمبور.
ولعل أكثر من يستطيع الإجابة عن تساؤلات الأردنيين هو المسؤول الأول وقائد السفينة، المدرب عدنان حمد، والذي عاد وأكد من جديد أن الخسارة في الصين لم تكن مؤثرة لا معنويا ولا فنيا، قائلا:”ندرك مدى عشق الجمهور الأردني للفوز، خصوصا وأننا قدمنا نتائج لافتة سواء خلال هذه التصفيات أو حتى في نهائيات كأس آسيا، ولكن أعتقد أن الجميع يعلم افتقادنا لأبرز عناصرنا الأساسية قبل هذه المباراة، وإحداث تغييرات كبيرة في التشكيل يحتاج لبعض الوقت، والظروف لم تسمح لإعداد الفريق لذلك، خصوصا في ظل ازدحام الموسم المحلي وقوة المنافسة، ولذلك لم يكن أمامنا سوى عدة أيام لاستجماع قوتنا وتهيأة الفريق من خلال خوض لقاء ودي أمام إيران”.
ويضيف حمد: “بعد أن حسمنا التأهل لم يعد أمام اللاعبين ذاك الحافز الكبير، وهذا أمر طبيعي في كل المنتخبات (ندرك هذا الأمر) مع أننا كجهاز فني كنا نطمح بالفوز وتقديم عرض كبير كما هي العادة بالنسبة لنا، ولكن تأتي الظروف أحيانا بعكس الأمنيات، عموما الخسارة أمام الصين جاءت مفيدة بالتأكيد، والأخطاء التي ارتكبت بمثابة الدرس لجميع اللاعبين”.
ترقب كبير للقرعة
لم يعتد الأردنيون على ترقب قرعة الدور الحاسم من هذه التصفيات، فهذة المرة الأولى التي يتأهلون فيها، ولذلك أمضى أغلب المتابعين الجولة الأخيرة بمراقبة بقية المباريات للتعرف على هوية المتأهلين الذين سيكونون في حسابات المواجهة مع نشامى،الأردن.
وعلى بعد أيام قليلة من سحب القرعة، يؤكد عدنان حمد أن الدور الحاسم سيتصف بالصعوبة والتنافس الشديد قائلا :” أعتقد أن الجميع يشاركني الرأي بأن هذا الدور النهائي سيكون عنوانه التنافس الشديد، فقد ذابت الفوراق الفنية في الفترة الأخيرة بين الفرق الكبيرة والتي تعودت على الفوز ببطاقات التأهل وبين بقية المنتخبات، أثبت التصفيات الحالية أن لا كبير فوق أرضية التباري، ومن يريد الفوز عليه العمل بجدية ويقدم العروض التي تسمح له بنيل مراده، لقد شاهدنا انتصارات لبنان على كوريا والكويت، وسقوط اليابان أمام كوريا الشمالية ثم أوزبكستان، وخسارة أستراليا أمام عمان، ومن هنا تؤشر النتائج بما لا يدعو للشك أن هوية الفائز ستبقى مجهولة ولن تعرف هوية المتأهلين حتى الجولات الأخيرة من الدور الحاسم”.
بانتظار الأصعب
يدرك عدنان حمد ورجاله أن ما انقضى من عمر التصفيات في كفة، وما سيأتي في الدور النهائي في كفة أخرى، فقد أثبتوا لجماهيرهم أنهم يستطيعون فعل ما كان يعرف سابقا بـ”المستحيل”، ولذلك ارتقت تطلعات الأردنيين لما هو أكبر في هذه المرحلة، وأن التأهل لكاس العالم بات الحديث الذي يشد الشارع الرياضي كلما ظهر “النشامى” فوق مسرح الحدث.
ومن هنا يبدو حمد وجهازه المساعد جاهزين لخوض اختبارات لن تقل درجتها عن “الصعب” في المشوار المقبل، ولذلك فقد رسم حمد ملامح الفترة المقبلة، وسينتظر فقط لتحديد هوية المنافسين، لترتيب المباريات الودية كما هو حال بقية المنتخبات، يقول حمد:” تجاوزنا الصعب ونحن نعلم تماما أن الأصعب هو القادم، الآن لا مجال للتهاون فوق أرضية الملعب، ولا بد وأن نرتقي لقمة الأداء في كل مباراة، سيكون التحضير وفقا لجدول منافسات الدور النهائي، خصوصا وأن الفترة التي ستفصل المباريات عن، بعضها البعض قصيرة جدا، وبالكاد سيتم تجهيز اللاعبين بدنيا، ومن هنا سنعوّل على التحضيرات البدنية، وسنضع خططنا لكل مباراة على حدى”.
ويضيف حمد:” لم أتعود على الاعتراض على أي قرارات، ولكن التوقيت الزمني الذي يفصل بين المباريات غير منطقي بالنسبة لكافة منتخبات غرب آسيا، فنحن في هذه المنطثة سننهي الموسم قبل أسابيع قليلة من موعد المباريات، وهذا بعكس شرق آسيا التي ستكون قد دخلت بطولاتها للتو في الثلث الأول من الموسم الجديد، وهنا نقول أن اللاعبين يحتاجون لقسط من الراحة قبل معاودة الإعداد، ويمكن أن يضاعف إرهاق السفر بين أرجاء القارة من صعوبة الأمر، ولكن هذا قد إنتهى وسنركز على عملنا”.
ثقة كبير
أكثر ما إعتمد عليه حمد خلال الفترة الماضية والتي شهدت إنجازات مميزة للمنتخب الأردني، كانت تلك الثقة التي يمنحها للاعبيه، ففي كل مرة يُعدهم بشكل جيد لخوض المباريات ويبث فيهم الثقة والروح القتالية التي أضافت كثيرا “للنشامى” ولفتت إليهم الأنظار بعد النتائج اللافتة في هذه التصفيات وما سبقها في كاس آسيا.
يؤكد حمد دائما:” لم يكن أحد يرشحنا للتأهل عن المجموعة الأولى، ومن رشحنا لم يتوقع منا إنهاء الأمور منذ الجولة الرابعة، وهذا يؤشر على أن العمل داخل المنتخب الوطني كان يتم بالشكل الأمثل ومن كل الأطراف، الجهاز التدريبي والطبي وتجاوب اللاعبين، إضافة لدعم رئيس الإتحاد سمو الأمير علي بن الحسين، كل تلك الأمور يجب أن تعطينا المزيد من الثقة لمواصلة العمل بذات الطريقة، ولذلك يستحق الفريق ككل أن يحظى بالثقة من الجميع، نأمل أن يكون المؤازرون خلفنا طيلة الطريق الصعب، سنلعب ثمان مباريات ومهمتنا جمع النقاط والمنافسة على الفوز بأحد المركزين المؤهلين عن أي مجموعة ولو لم يقدر لنا أن نحتلهما، سنعمل على أن نكون في المركز الثالث، لدينا كل الفرص ولن نستسلم أبدا حتى نصل خط النهاية، فرصنا مشروعة وسنقاتل للفوز بها، أتمنى أن نوفق في مهمتنا الكبيرة”.
رغم الهزيمتين الأخيرتين في التصفيات من عزيمة النشامى عندما يبدأون الدور النهائي، وهم بانتظار جماهيرهم الوفية لتساندهم كما تعودت وتكون مصدر الإلهام والحافز لهم في أصعب مشوار تخوض كرة القدم الأردنية.