المزرعة السعيدة.. منفذ هروب للفلسطينيين من الواقع

الاصلاح نيوز /

انقطاع الكهرباء في غزة يشكل معاناة إضافية ،لروادها عبر “فيسبوك”

حتى كريم ابن السادسة من العمر، ينهي واجباته المدرسية بسرعة، كي يدخل في مزرعته عبر “فيسبوك”؛ ليتسنى له كسب بعض الأموال وجعلها أجمل من مزارع أصدقائه، ويقول كريم ببراءة: “أزرع أشجاراً

كثيرة وأشتري حيوانات وأكسب أموالاً؛ كي أفوز على أصدقائي”.

ومن ناحيتها أشارت لينا (16 عاماً) إلى أن المزرعة السعيدة أصبحت كل حياتها وتلجأ إليها عندما تريد أن تأخذ بعض الراحة من تحضير دروسها وإنهاء واجباتها المدرسية.
أما لبنى فتؤكد أن العشرات من صديقاتها يدخلن مزارعهن ويساعدن بعضهن بعضاً في كافة مهام اللعبة
يُذكر أن لعبة المزرعة السعيدة عبر “فيسبوك” قد دخلت منازل الفلسطينيين واستحوذت على عقول كل الشرائح، سواء أكانوا عاملين أو عاطلين عن العمل، حيث شرحت سيدة فلسطينية لـ”العربية.نت” أن صديقاتها يدخلن إلى اللعبة هذه بشكل جنوني، مضيفة: “إحدى صديقاتي طبيبة أمراض نسائية، تتحين الفرصة لتدخل مزرعتها وتعمل بها”.
وبدوره أكد ناصر، الذي لا يرتاد المزرعة السعيدة لكنه يسمح لأولاده باللعب نهاراً، أن لتلك اللعبة فوائد كثيرة لذوي الأعمار الصغيرة، لكنها تمثل مضيعة للوقت “لمن تخطى مرحلة الطفولة”.

هذا ويشكّل انقطاع الكهرباء في قطاع غزة معاناة شديدة بالنسبة لرواد المزرعة تبدد أحلامهم، حيث شرح أمجد (14 عاماً) قائلاً: “مزرعتي جميلة جداً وبها كل ما يلزمني، لكن مع انقطاع الكهرباء المستمر أصبحت عادية، والكثير من أصدقائي عبر فيسبوك من الدول العربية باتت مزارعهم أجمل من مزرعتي”.
ولم يجد الأخصائي الاجتماعي فادي جواد مصطفى تفسيراً لظاهرة دخول كل شرائح المجتمع الفلسطيني لتلك المزرعة، وشرح لـ”العربية.نت” قائلاً: “يبدو أن أحلام هؤلاء الناس في العيش بأمان طغت تماماً على أفعالهم وأمنياتهم حول امتلاكهم مزارع وحيوانات وأموالاً من خلال تلك اللعبة”.
وأخيراً يبدو أن تفاقم مشكلة البطالة لدى الفلسطينيين أدت بهم إلى الهروب نحو العالم الافتراضي بما في ذلك حلمهم في العمل كمزارعين، في حين لم يبق من الأرض الفلسطينية ما هو كافٍ لإتمام أمانيهم فعلياً.