أعداد البسطات المهجورة على باب سوق الحسين الشعبي كفيلة بتوضيح حالة السوق الذي أقامته أمانة عمان الكبرى بالقرب مخيم الحسين، أصحاب البسطات هجروا السوق بحثا عن مهنة، نتيجة ضعف الإقبال، كما قالوا ” لعمان نت”.
اتحد التجار في شكواهم من ضعف الإقبال ، وتباينت وجهات نظرهم حول الأسباب ، فمنهم من يلقي اللوم على أمانة عمان الكبرى التي لم تعتني بالسوق، فيما يرجع آخرون الأسباب إلى انتشار الأسواق التجارية ” المولات “.
سمير تاجر الألبان يقول ان ضعف الإقبال تعود لتوجه المواطنين نحو الأسواق التجارية ” المولات” والتي توفر راحه اكبر للمتسوق ،وأسعار أرخص في بعض الأحيان، يتفق معه أبو احمد صاحب سوبر ماركت مرجعا ضعف الإقبال الى تفضيل المتسوق الذهاب ” للمول” البعيد عن الفوضى الموجودة في الأسواق.
محمود ، احد القلائل اللذين تجولوا بين المحلات بغرض الشراء ، اكد انه يحبذ السوق الشعبي على ” المول ، مرجعا ذلك للبضاعة ” الممتازة وإن كانت غالية السعر “ويتفق معه ناجي، احد المتسوقين ، بأن البضاعة جيدة ومتجددة، ام نضال اكثر دفاعا عن السوق الشعبي والذي بحسبها “أسعاره مناسبة وبضاعته ممتازة”.
حول نوعية المواد الغذائية في السوق ، يقول مدير الرقابة على الغذاء في مؤسسة الغذاء والدواء الدكتور محمد الخريشة ، ” المعروض في السوق الشعبي هو ذاته المعروض في الأسواق الأخرى”، مرجعا قلة أسعار بعض المواد إلى التنافس بين التجّار .مؤكدا أن المؤسسة لم تضبط أي مخالفة في صلاحية المواد الغذائية المعروضة ضمن عروض خاصة منذ ثلاثة سنوات.
ويقول خريشة ، .إن نسبة المخالفات في الغذاء المتداول لا تتجاوز سنويا 4? من إجمالي المواد الغذائية المعروضة للتناول. ولا تشكل الأسواق الشعبية نسبة كبيرة من المخالفات نظرا للزيارات الميدانية المستمرة للأسواق الشعبية و التي تقع تحت رقابة كبيرة بسبب أهميتها ، بحسب خريشة .
بين المحلات والبسطات ، توزع صفيح مستعمل ” تنكة ” أوقد به التجار نارا بغرض التدفئة نظرا لبرودة الطقس ، بجانب ” تنكة ” اتكأ ابو خليل صاحب محل يبيع المخللات والأسماك ، وقال ” البضاعة ممتازة لكن قلة الاهتمام بالسوق من قبل أمانة عمان أضعفت الإقبال” ويستشهد ابو خليل بحال السوق أثناء المنخفض الجوي الذي اثر على المملكة الأسبوع الماضي، قائلا ” السوق غرق بالمياه بعد أن راكمت الجرافات الثلوج على باب السوق دون أن تعود لتزيلها، فتساعد التجار في إخراج المياه من السوق وإزالة الثلج ” .
من جهة اخرى،يرى رئيس قسم الأسواق العامة في أمانة عمان الكبرى إن شكاوى التجار هي جزء من حملة إعلامية شرسة ضد الأمانة،مؤكدا قيام الأمانة بدروها في الأسواق الشعبي من ناحية النظافة والعناية . مرجعا في ذات الوقت قلة الإقبال إلى ارتفاع الأسعار النتائج عن طمع بعض التجار.
سوق الحسين ، واحد من بين خمسة أسواق شعبية في عمان أقامتها أمانة عمان الكبرى ، وهي الحسين ، الوحدات ، الهاشمي ، ام تينه ، وادي السير ، إضافة إلى خمسة أسواق توزع على مناطق مختلفة على مدار الأسبوع. كان الهدف من انشائها بحسب الأمانه تلبية احتياجات السلع الأساسية للمواطنين أصحاب الدخل المحدود ،الا ان تجار سوق الحسين ارسلوا رسالتهم ، بأنهم ماضون للرحيل عن السوق في حال استمر ضعف الإقبال الذي كبدهم خسائر كبيرة .