الاصلاح نيوز /
شكّل ظهور فضل شاكر في التظاهرة التي أقيمت أمس في بيروت لنصرة الشعب السوري، مفاجأة من العيار الثقيل. تحولت الأنظار عن التظاهرة وأصبح فضل شاكر هو الحدث، وخصوصاً تصريحاته القوية ضد النظام السوري وإعلانه بأنّه شارك في التظاهرة من أجل نصرة إخوته في حمص وحلب. واعتبر أنّ كل شخص ذي كرامة ودين، يجب أن يشارك في الاعتصام. وتابع أنّ هذه المشاركة تأتي من واجبه كفنان، فـ «فنه لا شيء» أمام هذا الموقف الذي يعتبره شرفاً. وتمنى من الفنانين اللبنانيين المشاركة في التظاهرة وتساءل عما إذا كانوا قد شاهدوا «ما يحصل من قتل للأبرياء في سوريا». وعندما سئل عن الفنانين اللبنانيين المؤيدين لبشار الأسد أجاب: «ان شاء لله ينحشروا معه» مضيفاً أنّه سيذهب الى سوريا عندما ينتصر المجاهدون. وقدّم الفنان اللبناني أنشودة «سوف نبقى» التي أهداها إلى الشعب السوري وأداها بصوت مؤثر جداً.
ظهور شاكر في التظاهرة التي وصفت بـ «السلفية» فتح عليه الكثير من الأبواب. وبدأت مواقع التواصل الاجتماعي تتداول خبر اعتزاله الفن، خصوصاً أنّه سبق أن صرّح منذ ثلاث سنوات أنّه سيعتزل الفن عندما ينتهي عقده مع شركة «روتانا».
الانتقادات كانت قاسية بحق «فنان الرومانسية» الذي أطلق عليه المنتقدون لقب «المطرب السلفي»، وانهالت عليه الكثير من الانتقادات بسبب موقفه. فيما حظي باعجاب فئة كبيرة من الجمهور ووصف بأنّه أصيل وشهم، وكتب في قائمة الشرف السورية: «سجّل أيها التاريخ السوري بحروف من ذهب اسم الحر الأصيل فضل شاكر».
واللافت أنّ شاكر تعرّض لهجوم كبير بسبب هذا الموقف، مع أنّ هناك فنانين لبنانيين أعلنوا تأييدهم للنظام السوري أو أعلنوا مواقفهم وميولهم السياسية من دون أن يكونوا عرضةً لأي انتقاد جارح كما حصل مع شاكر. هذا ما فعلته إليسا التي صرّحت مراراً أنّها تحبّ السياسي اللبناني سمير جعجع فيما أعلنت هيفا في مقابلة تلفزيونية أنّ قلبها لا يخفق إلا للسيد حسن نصر الله.
موقف فضل يفتح مجدداً باباً للتساؤل عما إذا كان يحق للفنان أن يصرّح عن رأيه السياسي أو يحتفظ به حفاظاً على نجوميته وشهرته وحتى لا يخسر جزءاً من جمهور قد لا يوافقه الرأي.
لم تكد تنتهي التظاهرة التي شارك فيها الفنان فضل شاكر بدعوة من التيار السلفي في لبنان، حتى انهالت التعليقات على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” وعبر وسائل الإعلام اللبنانية التي رأى بعضها أنّ ترؤس فنان رومانسي لتظاهرة الذقون، ما هو إلا ترويج للسلفية الCOOL.
فقد أطلقت محطة “الجديد” في نشرة أخبارها المسائية على الفنان اسم “الشيخ المطرب فضل شاكر العبسي” في إشارة إلى شاكر العبسي، زعيم جماعة “فتح الإسلام” المتشددة، والذي قتل في مواجهات مع الجيش اللبناني قبل سنوات.
كذلك تبادل متصفحو موقعي “فايسبوك” و”تويتر” تعليقات طريفة عن مشاركة الفنان في تظاهرة سلفية، فكتب أحدهم:
“قريباً ديو يجمع الفنان فضل شاكر مع أيمن الظواهري تحت عنون “ضحكت الدنيا وأخيراً فجرناه”.
وكتب آخر “مولاي الشيخ فضل شاكر”.
وتناقل متصفحو “فايسبوك” صورة مركبة للفنان، وهو ملتح على خلفية بوستر كتب عليه ” الفنان الشيخ من فضل الله شاكر…الألبوم الجديد بحمد الله بياع السيوف”.
وقد نشر البعض على موقع “فايسبوك” بيانا منسوبا إلى عائلة “شمندر” التي ينتمي إليها فضل، تعلن فيها تبرؤها من تصريحاته، وهو ما لم يتم التأكد من صحته.
أما الفنان راغب علامة، زميل فضل اللدود، فقد رد على التظاهرة عبر صفحته على موقع “تويتر” قائلاً “اليوم كان في تظاهرات و تظاهرات مضادة في بيروت. شكرا لوزير الداخلية والجيش اللبناني على حكمتهم بالحفاظ على الحرية والحفاظ على الأمن بذات الوقت، كنا نتمنى ان يكون هناك مظاهرات ضد سرقة المال العام والفساد المستشري والضرائب العشوائية وحق المواطن بالطبابة والتعليم وخلق فرص عمل و استقلال القضاء”.
فضل حسم الجدال، ،فرد عبر صفحته الخاصة على موقع “تويتر” قائلاً “لكل من يقول فضل فقد شعبيته اليوم: فضل شاكر يقول لكم واحدًا واحدًا الجمهور الذي يدعم نظام الاسد لا يهمني”.