الأسبوع الماضي تناقلت الصحف والمواقع الإلكترونية خبرا –على سبيل الطرافة- يقول إنه تم افتتاح مقهى في الصين يدخله الزبائن لممارسة البكاء ، واصحاب المطعم يقدمون البصل على الطاولات لاستدرار الدموع.
الخبر مفبرك على ما يبدو من صحفي نصف مثقف، فمثل هذا المطعم أو المقهى موجود في مسرحية عالمية نسيت اسم مؤلفها قد يكون «برخت» بعنوان «قبو البصل»، وقبل سنوات قامت الزميلة العزيزة مجد القصص بتقديمها على المسرح وقد حضرت العرض.
فكرة المسرحية ان قبوا ما في مكان ما يعني «في كل مكان» يقدم للزبائن البصل على الطاولات..البصل فقط.. ليس لغايات الأكل، بل لغايات استدرار الدموع….فيأتي الزبون ، ويستمطر عينيه بواسطة غازات البصل المسيلة للدموع ..ويخرج مرتاحا…بعد ان يفرط بالبكاء دون ان ينفرط قلبه، ولا مسبحته ولا بنطاله.
طبعا نحن. في العالم العربي … لا نحتاج لهكذا خدمات ، وعيوننا بدون بصل وبدون غازات مسيلة للدموع..تذرف دمعا قراحا مالحا ، والفضل –طبعا- للقيادات العربية التي توفر لنا هذه الخدمات مجانا لوجه الله «لا بغداد والرطبة «، لا بل ان هذه الخدمات ما تزال تقدم للمواطنين في ارجاء الوطن العربي مجانا رغم ارتفاع اسعار كل شيء وخصخصة كل شيء ..الا ان الدول العربية ما تزال تتحمل تكاليف قبو البصل الطبيعي هذا:
= فهم يقفون متفرجين على دماء فلسطين، من اجل ان يوفروا لنا مصدر دمع مجاني .
= كذلك يفعلون في العراق .
= وهم يرفعون الاسعار حتى نجوع ويبكي الأطفال.
= وهم يهملون الصحة من أجل أن نمرض ونموت ويبكي من حولنا مجانا.
= يضيقون علينا معيشتنا لكي نصرخ من الألم فتبكي العيون.
البكاء راحة وتنظيف للعين والقلب ، و إراحة للأعصاب ، وتهبيط لمستوى الأدرينالين في الدم والضمير.
بالمجمل نحن لا نحتاج الى قبو بصل ..فالأمور عال العال والحمد لله …بل نحتاج الى قبو ثوم…لأن ريحتنا طلعت
يوسف غيشان – الدستور.